التسمّم الغذائي بالجراثيم
أو التسمّم بالجراثيم المنقولة بالطعام وتكتسب بتناول طعام أو شراب ملوثين بجرثوم أو بذيفانات تصطنعها الجراثيم في خلال نموها في تلك الأغذية، وغالباً ما تكون أدوار حضانة هذه التسممات قصيرة الأمد.تشمل هذه العلل الطعام الملوث بالسلمونيلات، والعنقوديات الذهبية، وبالضمات نظيرة حالّة الدم، وبالعصويات الشمعية، كما تشمل التسمم بالمطثية الوشيقية.
التسمم الوشيقي. الطعام الملوث بالسلمونيلاتو يسبب أخماجاً انسمامية غذائية تحصل إثر تناول طعام ملوث بالسلمونيلات. وهذا النوع من التسمم غير نادر الحصول، وأكثر ما يشاهد في البلاد ذات المستوى المعيشي المرتفع. تتجلى الإصابة غالباً بالتهاب معوي قولوني. ـ
العوامل الخامجة
إن ذراري السلمونيلات المسؤولة عن التسممات الغذائية هي من منشأ بشري أو حيواني ولها أنواع عديدة، كما أن هناك تبايناً كبيراً في انتشار الأنماط من بلد لآخر. وأكثر الإصابات في معظم البلدان تكون بالسلمونيلة التيفية الفأرية والسلمونيلة الملهبة للأمعاء.
والطعام هو الوسيلة السائدة لنقل الجرثوم، فاستبقاء الغذاء الملوث في الحرارة المحيطية ينشط نمو الجرثوم، وهذا التكاثر لا يحصل عادة في درجة حرارة البرادات (الثلاجات).
ومستودع هذه السلمونيلات هي الحيوانات الأليفة، وتشمل الطيور والماشية والقوارض والكلاب والقطط.تتم العدوى بتناول الجراثيم في الطعام المعد من حيوانات مخموجة أو الملوثة ببرازاتها أو ببراز شخص مخموج بها. ويشمل هذا الطعام البيض النيئ ولاسيما المكسور ومنتجاته، والحليب ومنتجاته غير المبسترة كالقشدة والكريما، واللحم ومنتجاته غير المطهية، والأطعمة المهيأة من الطيور الداجنة إذا كانت غير معرضة لحرارة عالية ولمدة كافية، والنقانق النيئة، وكل طعام ناقص الطبخ إذا احتوى على البيض ومنتجاته. إن عدم تعريض الطعام لحرارة كافية في أثناء تحضيره، وانتقال التلوث في أثناء تداوله هما العاملان الأساسيان. ويجب أن يزداد الشك بالتسمم بالسلمونيلات في الحالات التي تصيب مجموعة من الأفراد في وقت متقارب جداً.ـ الأعراض: تمتد فترة الحضانة بين 6 ساعات إلى 72 ساعة (نحو 12 إلى 36 ساعة عادة)، وتكون بداية الأعراض صاعقة تتصف بظهور إسهال مائي مصحوب بحمى قد تصل إلى 39 أو 40 درجة، مع صداع وإقياء، وآلام بطنية. وتبلغ الأعراض أوجها بعد2 إلى 3 ساعات من بدئها. تستمر العلامات الهضمية والحرارية نحو يومين ثم تتراجع بسرعة دون أن تحدث مضاعفات، ولكن قد يحمل بعض الأفراد السلمونيلات عدة أشهر. ويؤكد التشخيص بزرع البراز الذي يتيح استفراد الجرثوم. ولا يفيد تفاعل التراص لفيدال في تشخيص التسممات الغذائية.إن المظاهر السريرية التي تحدثها هذه السلمونيلات في صغار السن عديدة، وتختلف عما تحدثه في الكبار، فهي تمتد من الأشكال السليمة إلى الأشكال الخطرة، وقد يكون لها توضعات ثانوية أحياناً كإحداثها التهاباً سحائياً أو عظمياً.ـ المعالجة: في حالة التسمم الغذائي بالسلمونيلات يفضل عدم معالجة التهاب المعدة والأمعاء (عند الكهول والأطفال) بالصادات حينما تكون الإصابة سليمة. ولكن الأشكال الخطرة تتطلب المداواة بها، ويستعمل فيها الأموكسيلين والكوتريموكسازول والأفضل منهما الفلوروكينولونات.
الوقاية
وتكون بالمراقبة الجرثومية للحوم في المسالخ والمراقبة الشديدة لطرق تبريد الأغذية وأساليب حفظها ومراقبة الأغذية والألبان والمنتجات اللبنية المستوردة.الطعام الملوث بالعنقوديات الذهبيةإن التسمّم الغذائي بالعنقودية الذهبية هو انسمام وليس خمجاً، ويحدثه الذيفان الصامد للحرارة الذي يصطنعه الجرثوم. تفرز أكثر من نصف ذراري العنقوديات الذهبية ذيفاناً معوياً واحداً أو أكثر يصمد للحرارة، وهذا الذيفان هو المسؤول عن التسمم الغذائي الذي يتم تناوله مع الطعام الذي تم إفرازه فيه سابقاً.تتلوّث الأغذية بالعنقوديات الذهبية في أثناء تحضيرها من الحاملين لهذا الجرثوم إذا كانوا مصابين به كالدمامل والداحس وغيرها، أو عندما يكون الحليب ملوثاً من ضرع الحيوان المصاب بالعنقودية الذهبية. والأطعمة المسؤولة على وجه الخصوص هي التي تمسها أيدي متداولي الطعام إما دون طبخ بعد التماس، وإما بتعريضها لتسخين أو تبريد أقل مما ينبغي كالفطائر والشطائر وشرائح اللحم، كما يتولد الذيفان أيضاً في الجبن والقشدة والكريما عندما تبقى هذه الأطعمة في حرارة الغرف.
الأعراض
تمتد فترة الحضانة من نصف ساعة إلى 6 ساعات بمتوسط يبلغ ثلاث ساعات بعد تناول الطعام الملوث. ويكون بدء ظهور الأعراض فجائياً وأحياناً صاعقاً، ويتظاهر بغثيان شديد وإقياء وآلام بطنية وإسهال مائي لا يصاحبه ارتفاع في الحرارة بل انخفاضها دون الحد الطبيعي أحياناً، وقد يتعرض المصاب لتجفاف حاد ونزول في ضغط الدم مع ظهور وهط وعائي في أحيان قليلة ولاسيما عند الأطفال، ولكن الوفيات نادرة الحدوث، ولا تستمر الأعراض غالباً أكثر من يوم أو يومين. لا قيمة لزرع البراز في وضع التشخيص، غير أن التحريات الوبائية تتيح أحياناً التوصل لمعرفة الغذاء الملوث. ومما يدعم التشخيص في الفاشيات استنبات أعداد كبيرة من العنقوديات المنتجة للذيفان المعوي بمعدل 90 أو أكثر من الجراثيم في كل غرام من الطعام. كما أن عدم وجود العنقوديات بعد زرع طعام تم تسخينه لا ينفي التشخيص. ويمكن تمييز الذيفان المعوي أو النوكلياز الحرارية في الطعام حتى في غياب الجراثيم العيوشة.
المعالجة
وتكون بتعويض السوائل إن اقتضت حالة المريض ولا فائدة من إعطاء الصادات.ـ الوقاية: بإعداد الطعام وفق طرق صحية وحفظه في البرادات لمـدة كافية أو تسخينه دوماً لدرجة حرارة وزمن كافيين للقضاء على العنقوديات قبل حفظه.الطعام الملوث بالعصوية الشمعيةالعصوية الشمعية جرثوم هوائي يكوِّن أبواغاً تشاهد بكثرة في التربة والأطعمة المجففة والمصنعة. تفرز هذه الجرثومة ذيفانين معويين أحدهما صامد للحرارة، ويسبب الإقياء، والثاني عطوب بالحرارة، ويسبب الإسهال.
ينتقل هذا الجرثوم بالأطعمة التي تم حفظها بعد طبخها في حرارة الجو التي تسمح بتكاثر الجراثيم وإنتاش الأبواغ. وأكثر الفاشيات التي ظهرت بعد الإصابة بها كانت بتناول الأرز المهيأ على طريقة شرق آسيا والخضراوات واللحوم التي بقيت بعد تحضيرها في الحرارة المحيطية دون أن يعاد تسخينها لدرجة حرارة ومدة كافيين.
الأعراض
حينما يكون الإقياء هو العرض السائد يمتد دور الحضانة من سـاعة واحدة إلى ست ساعات. أما إذا كان الإسهال هو العرض السائد حينئذٍ يمتد دور الحضانة من 6 ساعات إلى 24 ساعة. وتختفي هذه الأعراض بسرعة بعد يوم واحد ونادراً ما تسبب الوفاة.
المعالجة
لا فائدة من إعطاء المضادات. وقد يحتاج المريض ولاسيما الأطفال منهم لإعاضة السوائل والشوارد.
الوقاية
وتكون بحفظ الأطعمة في البرادات (الثلاجات) وطهيها جيداً وتسخينها بحرارة كافية قبيل استعمالها.الطعام الملوث بالضمة نظيرة حالّة الدمالضمة نظيرة حالة الدم جرثوم يألف الملوحة وله 12 زمرة مستضدية جسدية O مختلفة ونحو 60 نمطاً مستضدياً محفظياً، ويمكن للذراري الممرضة أن تحدث تفاعلاً حالاً للدم. يعيش هذا الجرثوم في مياه البحار وطميها وفي الأسماك والمحار. ينتقل إلى الإنسان عن طريق تناول طعام البحر النيئ، أو ناقص الطبخ. ولابد من بقاء الطعام الملوث زمناً كافياً في حرارة الغرفة حتى تتكاثر الجراثيم وتصل إلى المستوى الخامج.ـ الأعراض: تمتد فترة الحضانة عادة بين 12 ساعة و24، ولكن قد تقل أحياناً في حالة التلوث الشديد فتنخفض إلى 4 ساعات، ثم تظهر على المريض اضطرابات هضمية تتصف بإسهال مائي ومغص مع غثيان وإقياء، وصداع وحمى. وقد يأخذ الإسهال في بعض الأحيان شكل الزحار فيصبح البراز مدمى، ويترافق حينئذٍ بحمى شديدة وزيادة في الكريات البيض. تتراجع الأعراض بعد زمن يختلف باختلاف شدة الإصابة فقد تزول بعد يوم واحد وقد تبقى نحو أسبوع، دون أن تترك عقابيل، ونادراً ما تسبب الإصابة إلى حصول خمج عام ووفاة.
المعالجة
تكون بتعويض السوائل والشوارد ولا فائدة من إعطاء الصادات.
المراجع
marefa.org
التصانيف
صحة طب بشري طب العلوم البحتة