داغ هيالمار كارل همرشولد D.H.K.Hammarskjöld سياسي واقتصادي سويدي، ولد  في جونكوبنغ Jönköping لأسرة أرستقراطية على جانب كبير من الثراء، والده رئيس الحكومة السويدية هيالمار همرشولد بالفترة مابين 1929- 1947، وهمر شولد اسم بمعنى مطرقة الدرع، عرف به أحد أجداده المحاربين في جيوش السويد حينما كانت في حالة حرب مستمرة مع جيرانها قبل أن تصبح دولة محايدة وداعية إلى السلام في العصر الحديث.تلقى علومه الأولى في مدينة جونكوبنغ، ثم انتقل إلى جامعة أوبسالا Upsala فتخرج فيها، وحصل على شهادة الدكتوراه في الحقوق والاقتصاد السياسي. انتقل عام 1933 إلى مدينة ستوكهولم Stokholm فعمل أستاذاً في جامعتها. وفي عام 1936 تولى منصب أمين عام وزارة المالية، ثم أصبح رئيساً لمجلس إدارة البنك السويدي الوطني في الفترة ما بين 1941- 1946، وفي العام التالي عُيِّن مستشارا ماليا في وزارة الخارجية السويدية بمرتبة وزير مطلق الصلاحية. مثل بلاده في منتديات دولية عديدة مثل المنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي ومجلس أوربا، وفي عام 1951 أصبح نائباً لرئيس بعثة السويد في هيئة الأمم المتحدة، ثم رئيساً للبعثة نفسها في عام 1952. انتخب بالإجماع أميناً عاماً للمنظمة الدولية بعد استقالة أمينها العام النرويجي تريغڤي لي Truygve lie عام 1953، وقد أظهر في منصبه الجديد مقدرة هائلة جعلت منه شخصية لها ثقلها على المسرح الدولي، وأصبح اسمه واحداً من ألمع أسماء السياسيين في العالم على مدى خمسينيات القرن الماضي، وكان أول امتحان فعلي كشف عن جدارته أميناً عاماً موقفه الرافض للعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 , إذ دعا مجلس الأمن للانعقاد طالباً منه اتخاذ موقف فعال لإعادة الهدوء، وقد جاء في كلمته البليغة والموجزة ما نصه: «إن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة أهم بكثير من الأهداف السياسية لأيّ دولة… وليس بإمكان الأمين العام القيام بعمله إلا إذا حافظت كل دولة من الدول الأعضاء على شرف تعهدها باحترام ميثاق الأمم المتحدة»، ومع أن همرشولد أخفق في منع تدخل الدول الكبرى في شؤون منطقة الشرق الأوسط, تمكن في نهاية الأمر من المساعدة على وقف إطلاق النار وسحب القوات المعتدية من مصر ووضع قوات دولية على خطوط الهدنة ما بين مصر وفلسطين المحتلة، وللكفاءة التي تميز بها أُعيد انتخابه فترة ثانية سنة 1957، وكان لهمرشولد دور أساسي بعيد انتخابه في سحب القوات الأمريكية من لبنان في أثناء الأزمة التي عصفت به في عهد الرئيس كميل شمعون سنة 195، وفي أثناء الحرب الأهلية التي اشتعلت في الكونغو بعد استقلاله سنة 1960 سارع همرشولد إلى دعوة مجلس الأمن للانعقاد بهدف وقف إطلاق النار وإعادة الوحدة بين أقاليمه المضطربة،  ولكنه قتل بحادث طائرة فوق روديسيا (زامبيا حاليا) في أثناء سفره لمقابلة الزعيم الانفصالي الكونغولي مويس تشومبي Moise Tsombe في 18 تشرين الأول/سبتمبر 1961. ولم تسفر التحقيقات التي أجريت فيما بعد عن تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.منح همرشولد جائزة نوبل للسلام بعد وفاته للجهود التي بذلها في تطوير مؤسسات هيئة الأمم المتحدة ومساعيه الحثيثة بتدخله شخصيا للتخفيف من حدة التوترفي أثناء الحرب الباردة  بين المعسكرين الشرقي بزعامة الاتحاد السوڤييتي سابقاً والغربي بزعامة الولايات المتحدة.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا