المورمون Mormons مجموعة من النصارى تعدّ أحدث انشقاق على الكنائس النصرانية في التاريخ المعاصر، أنشأها سنة 1823 فلاح أمريكي يدعى جوزيف سميث Joseph Smith ولد في بالميرا في ولاية نيويورك عام 1805، ودعا إلى إصلاح الكنيسة عندما زعم أنه شاهد في الرؤيا ملكاً كلفه تأسيس ما دعي باسم (كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الآخر) Church of Jesus Christ of Latter- day Saints، وسلمه كتاباً مكتوباً بلغة قديمة (ربما كانت مصرية) ومسطراً بالذهب. وقام في نيسان/أبريل 1830 بادعاء النبوة بعد ترجمته الكتاب بعنوان «كتاب المورمون» ونشره، وأسّس أول كنيسة له في مدينة فاييت Fayette في ولاية نيويورك. رحل سنة 1831 إلى مدينة كيرتلاند في ولاية أوهايو لمعارضته من قبل معاصريه، واعتمدها مقراً للكنيسة بعد توطيد أنظمة المريدين وعقائدهم وإنشاء معبد خاص بهم، لكن ملاحقة أعدائه لم تمكنه من الإقامة هناك فترة طويلة، فرحل مع أتباعه سنة 1838 إلى ولاية ميسوري، وفيها تزايد أتباعه إلى درجة أقلقت أتباع الكنائس الأخرى الذين اغتالوا عدداً كبيراً منهم، وهرب الباقون من جديد إلى ولاية إلينوي سنة 1839، وهناك قاموا بتأسيس مدينة خاصة بهم؛ هي نوفو Novo التي نمت سريعاً؛ مما أثار قلق السلطات الفدرالية التي اتهمتهم بتدمير صحيفة محلية كانت تناهض دعوتهم، وقبضت السلطات على جوزيف سميث وبعض أتباعه، وأودعوا السجن، إلا أن ذلك لم يكفل لهم الحماية إذ قام عدد من المعارضين بمهاجمة السجن وقتل سميث وأتباعه في 27 حزيران/يونيو 1844. وانتخب برايهام يونغ Brigham Young زعيماً للكنيسة المورمونية التي أصبح لها أتباع في كل من نيويورك وأوهايو وميسوري وإلينوي، ولكن الظروف اضطرت يونغ إلى الهرب مع أتباعه إلى جبال روكي والإقامة في مدينة سولت ليك سيتي Salt Lake City حيث أسهموا في إنشاء ولاية يوتا Utah سنة 1850، وعُيّن يونغ حاكماً عليها، لكن العداء لاحق الطائفة بعد ذلك، حيث عزل يونغ عن منصبه، مما أدى إلى نشوب حرب بين مؤيدي المورمون وأعدائهم، عرفت بحرب يوتا أو حرب المورمون انتهت سنة 1858، حينما اعترف المورمون بالحاكم الجديد للولاية. أدت المصالحة مع الحكومة الفدرالية إلى ضمان مصالح المورمون حتى سنة 1896 حينما أصبحت يوتا الولاية الخامسة والأربعين في الولايات المتحدة الأمريكية.يستمد المورمون تعاليم ديانتهم من أربعة مصادر أساسية؛ «الكتاب المقدس» (نسخة الملك جيمس تحديداً) وثانياً «كتاب المورمون» الآنف الذكر، وقد شهد به 11 شاهداً، ويتحدث عن تاريخ السكان في القارة الأمريكية منذ 600ق.م حتى 421 ميلادية، وهو على الغالب تاريخ ظهور «النبي» مورمون Mormon الذي بناء على زيارة المسيح المفترضة للعالم الجديد صحَّح المفاهيم الخاطئة للكنائس المعاصرة، وثالثاً «كتاب المبادئ والعقود» Doctrine and Covenants الذي يحتوي على المرتكزات الأساسية للكنيسة المورمونية، ورابعاً «كتاب الجوهرة النفيسة» Pearl of Great Price؛ ويتضمن عدداً من أسفار «الكتاب المقدس» وتعليقات جوزيف سميث عليها.تختلف عقائد المورمون عن الكنائس المسيحية الأخرى في قضايا إيمانية وروحية وإجرائية، ولكنها تخالفها تماماً في اعتقادها جواز زواج الرجل بأكثر من امرأة عن طريق الزواج المدني؛ إذا كان بإمكان الزوج ذلك؛ وإمكانية الطلاق استناداً إلى نصوص العهد القديم. وقد مارس المورمون هذا قانونياً وشرعياً حتى سنة 1890 حينما حرمها عليهم القانون الأمريكي الفدرالي، ولكنهم مع ذلك مازالوا يمارسون التعدد على نحو سرّي.بعد تراجع روح العداء ضد المورمون في بدايات القرن العشرين، تزايد في أنحاء العالم كافة أعداد هذه الطائفة على نحو ملحوظ حتى بلغت نحو 7 ملايين نسمة في عام 2001، ينتشر معظمهم في القارة الأمريكية من كندا إلى البرازيل، ولكنهم يتركزون في ولاية يوتا الأمريكية؛ في حين ينتشر الباقون في عدد من الدول الأوربية والإفريقية ذات الأغلبية النصرانية.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم الإنسانية التاريخ جغرافيا