أنجب الامبراطور الفرنجي شارلمان ثلاثة أولاد ذكور، هم: لويس الملقب بالتقي Louis I le Pieux وشارل Charles وبيبن Pépin. وقام شارلمان بتقسيم الامبراطورية الفرنجية بين أولاده الثلاثة، ثم مات شارل وبيبن في حياة والدهما، فتوج شارلمان ابنه لويس التقي امبراطوراًً على الفرنجة سنة 813م. وفي سنة 814م مات شارلمان، فحكم ابنه لويس التقي الامبراطورية الفرنجية حتى وفاته سنة 840م.سياسته تجاه الكنيسةفي سنة 813م وضع شارلمان التاج الامبراطوري بيده على رأس ابنه لويس التقي، من دون تدخل البابا أو غيره من رجال الدين، وفي هذا دلالة على قوة شارلمان وفرض سيطرته على الكنيسة، لكن لويس التقي لم يكن كأبيه، فقد أعيد تتويجه سنة 816م على يد البابا ستيفان (اسطيفان) الرابع Stephen IV، أي بعد وفاة شارلمان بسنتين، ذلك أن لويس التقي لم يمتلك من قوة الشخصية ما يضمن له السيطرة على أمور الحكم وعلى الكنيسة.وراثة العرش ومشكلاتهانظر الفرنجة إلى الملك على أنه إرث يجب تقسيمه بين أبناء الملك، ولم يخرج شارلمان ولا أولاده عن هذه القاعدة التقليدية، ومن الطبيعي أن يؤدي استمرار تطبيق هذا المبدأ إلى تفتيت الدولة، ثم إلى زوالها نتيجة تقسيمها بين الأبناء، ثم بين أبناء الأبناء، وهكذا.وفي سنة 817 م قام لويس التقي بتقسيم الامبراطورية بين أولاده الثلاثة (لوتر وبيبن ولويس)؛ ليضمن عدم قيام خلاف بينهم بعد وفاته، لكن هذا التقسيم أفضى إلى نشوب الفتنة والتصارع بين الإخوة فيما بعد، والى قيام الحروب الأهلية المستمرة.الثورات والاضطرابات في عهدهأعاد لويس التقي تقسيم الامبراطورية الفرنجية سنة 831م من جديد، بعد أن رُزق ابناً رابعاً (من زوجته الثانية) وهو شارل الملقب بالأصلع، ليضمن حقوقه إسوة بإخوته. لكن هذا التقسيم الجديد لم يرض أبناء لويس الأوائل، فثاروا على والدهم، ونجم عن ذلك حروب بين الأبناء من جهة، وبين الأب وأولاده من جهة أخرى.وفي سنة 838م مات أحد أولاد لويس التقي، وهو بيبن، ثم لحق به أبوه سنة 840م، فانحصر الخلاف بين الإخوة الثلاثة الأحياء وهم: شارل، لوتر، لويس.وبعد قتال عنيف بينهم، اجتمعوا في مدينة فردان سنة 843م، وعقدوا معاهدة تعرف بمعاهدة فردان Verdun، نصت على تقسيم الامبراطورية بينهم على نحو يرضي الجميع. لكن معاهدة فردان قضت على وحدة الامبراطورية، وافتتحت عصراً كله تقسيمات متشابهة، وحروب شبه مستمرة بين الأخوة وبين أولادهم وأحفادهم،كما أن تقسيم فردان كان بداية لمولد ثلاث دول مستقلة عن بعضها وهي: فرنسا - ألمانيا - إيطاليا.شخصيته ومكانتهافتقر لويس التقي إلى صفات رجل الدولة والقائد العسكري والإداري، لذلك كان أضعف من أن يكون شارلمانَ آخر بعد والده. فهو لم يمتلك من قوة الشخصية، ولا من الصفات القيادية، ما يضمن له السيطرة الكافية على الجيش والإدارة والكنيسة، في الوقت الذي أحدقت الأخطار الخارجية بالامبراطورية، حتى إن المؤرخ المعاصر أينهارد Eginhard (Einhard) - الذي ألّف كتابه في عصر لويس التقي - نظر إلى ما مضى من أيام شارلمان، نظرة الناس إلى عصر ذهبي أسطوري مضى.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم الإنسانية التاريخ جغرافيا