يعرف بالشاه «عباس الكبير» وهو ابن الشاه محمد خُدابَنْده Khudábanda ابن الشاه «طُهْماسِب الأول» ابن الشاه «إسماعيل الأول» الصفوي، مؤسس الدولة الصفوية، التي حكمت إيران بين عامي 907ـ1148هـ/1501ـ1736م. ولد بمدينة هراة، ونشأ في كنف «شاهقلي سلطان» أمير خراسان.جلس على أريكة الحكم سنة 995هـ/1587م ـ في السابعة عشرة من عمره ـ في الوقت الذي كانت فيه أوضاع بلاده في حالة من الاضطراب والفوضى على الصعيدين الخارجي والداخلي، فقد كان الأوزبك[ر] يهددون حدود دولته من جهة الشرق، والعثمانيون[ر] يهددون حدودها من الغرب، وكان قادة القزلباش Kizllbash ـ جيش الدولة الصفوية المكوَّن من أفراد القبائل التركمانية ـ في ذروة تسلطهم وتدخلهم في شؤون البيت المالك الصفوي. كل هذا جعله يعقد سنة 998هـ/1590م معاهدة صلح مع الدولة العثمانية، عرفت بمعاهدة «اصطنبول الأولى» أملى فيها العثمانيون الشروط التي أرادوها من دون اعتراض منه، وقد سعى من وراء ذلك إلى كسب مزيد من الوقت لوضع حد لتجاوزات قادة القزلباش داخل بلاطه وخارجه. فعمد إلى تسريح نصف جيشه الذي كان يتكون من ستين ألف مقاتل، واستقدم اثنين وعشرين ألفاً من الكرجستانيين Geargian والأرمن بغية تكوين جيش جديد درَّبَ أفراده بمساعدة الأخوين شيرلي Sherley الإنكليزيين، وفق أحدث الطرق المتبعة آنذاك، وأطلق عليه اسم «شاهسون» أي حماة الشاه. وفي الوقت ذاته أنشأ داراً لصناعة المدافع والأسلحة النارية الخفيفة، مكّنته من الوقوف بوجه جميع خصومه وفيهم العثمانيون.بعد أن تأكد عباس من قوة جيشه نقض الصلح مع العثمانيين وهاجمهم، واشتبك الفريقان بسلسلة من الحروب، وصلت إلى ذروتها بين عامي 1012ـ1022هـ/1603ـ1613م، ثم عقد الطرفان معاهدة صلح جديدة سنة 1022هـ/1613م عرفت بمعاهدة «اصطنبول الثانية»، حقق فيها الشاه عباس بعضاً من المزايا. إلا أن هذا الصلح لم يدم طويلاً، واشتبك الطرفان ثانية بسلسلة أخرى من الحروب لم يتوقف أوارها إلا سنة 1027هـ/1617م وذلك حينما عُقِدَ بين الطرفين صلح «سراب»  Sarab، هذا الصلح الذي استمر مدة ثماني سنوات لتعود الأزمة بين الجانبين، إثر فتنة «بكر صوباشي» آغا الإنكشارية في بغداد، الذي أعيته الوسائل من تقلد باشوية بغداد للباب العالي، فلجأ إلى الشاه عباس يعرض عليه إمكانية تسليمه بغداد مقابل أن يبقيه على حكمها، لكنه حيال تأزم الموقف بين الباب العالي وبكر من جهة، وبين الشاه عباس وبكر من جهة أخرى، قرر الشاه عباس الأول اجتياح المدينة، فألقى عليها الحصار ثم دخلها، وكان ذلك في سنة 1033هـ/1624م ليستمر الحكم الصفوي لبغداد إلى سنة 1048هـ/1638م؛ أي إلى بعد موت الشاه عباس الأول بعقد من الزمان، وذلك حينما استطاع السلطان مراد الرابع 1022ـ1050هـ/1623ـ1640م أن يردها إلى جسم السلطنة العثمانية.أما أهم أعمال الشاه عباس الأول، إضافة إلى تكوينه الجيش الجديد الذي عرف باسم «شاهسون»، فكان إصداره فرمانات عدة منع من خلالها خروج المعادن الثمينة من دولته، وعمل على الاستزادة منها مقابل تصدير مواد أخرى كالحرير والسجّاد وغيرها، خشية وقوع دولته في الأزمة التي أثارتها المعادن الثمينة القادمة من العالم الجديد «أمريكا»، كما شجع التجارة ومنح حقوقاً وامتيازات للتجار الأجانب، ألغى بموجبها الكثير من الرسوم والضرائب تمهيداً منه لإقامة علاقات حسنة مع دول أوربا لمساندته ضد العثمانيين.وعلى الصعيد الداخلي نقل مقر عاصمته سنة 1006هـ/1597م من قزوين إلى أصفهان التي اهتم بها كثيراً، وبنى فيها مسجد «لطف الله»، وقصر «جهل ستون»، وقصر «عالي قابو»، وجسر «سي وسه بل»، وحدائق «هشت بهشت» كما عمر قبة الإمام الرضا في مشهد، وجر مياه الفرات إلى الكوفة، وما إلى ذلك من أعمال ماتزال شاهدة على عهده، توفى في مازندران

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا