تل أثري في حوض نهر الخابور في شمالي سورية، على بعد نحو 50كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة، مساحته 12هـكتاراً وارتفاعه عن السهل المجاور 20م.بدأ التنقيب في الموقع في الثلاثينات من القرن العشرين، بعثة بريطانية بإدارة ماكس مالوان M.Mallowan، وتجدَّد التنقيب عام 1999 من قبل بعثة مشتركة سورية ـ بلجيكية ـ بريطانية، فأظهر أن الموقع قد سكن أول مرة في العصر الحجري الحديث، (النصف الثاني للألف الثامن ق.م)، ثم استمر الاستيطان على امتداد الألف السابع ق.م، إذ كشف عن حفر تخزين، وأواني فخارية ملونة تدل على ذلك العصر، (عصر حضارة سامراء). وهناك مرحلة استيطان مهمة تعود إلى الألف السادس ق.م، (عصر حضارة حلف)، دلت عليها الأبنية الدائرية المميزة Tholos والفخار الملون المنسوب إلى عصر حلف الذي استمر حتى منتصف الألف الخامس ق.م، وهناك مكتشفات من المرحلة الانتقالية بين حضارتي حلف وعبيد، دلت عليها البقايا المعمارية والأواني الفخارية ذات الأصل المحلي أو المستورد. مرَّ الموقع بمرحلة تراجع فيها الاستيطان إلى حد كبير في عصري عبيد والوركاء، (في الألف الرابع ق.م) ثم عاد السكن كثيفاً في مطلع الألف الثالث، عصر البرونز القديم، الذي دلت عليه المنشآت المعمارية والقبور والأواني الفخارية والأدوات الجنائزية والأختام الأسطوانية وغير ذلك من المكتشفات المنسوبة إلى عصر السلالات الباكرة والعصر الأكادي. ويبدو أن الموقع قد هجر في مطلع الألف الثاني ثم أعيد استيطانه في القرن الثامن عشر ق.م ليكون أحد أهم المدن العائدة للدولة الآشورية القديمة، كشف من هذا العصر عن منشآت معمارية بينها بناء كبير، ربما كان قصراً أو مستودعاً، ووجد فيه أرشيف كتابي زاد على المئة رقيم طيني، احتوى أسماء أكادية وعمورية وحورية الأصل.أضافت التنقيبات الحديثة مكتشفات جديدة، بينها منشآت متنوعة، منها طريق طوله 35متراً بعرض متر واحد مرصوف بالحجارة والكسر الفخارية، وفي الجهة الجنوبية الغربية منه عثر على قناة لتصريف المياه مرصوفة بالحجارة، وعلى جانبي الطريق منازل تعود إلى الحقبة البابلية القديمة، أهمها بناء يتألف من غرفة استقبال كبيرة وفناء مبلّط بقرميد مشوي وبلاط حجري، وغرفة صغيرة احتوت على أوان فخارية مكسورة متوضعة على أرضيتها استخدمت للتخزين، إضافة إلى غرفة حمام صغيرة عثر على أرضيتها على قناة لتصريف المياه تؤدي إلى الشارع عبر الجدار الشرقي وعلى رواق مرصوف ومدخل. وإلى الشرق منه كُشِفَ عن طريق ممتدة، وعن مبنى إداري كبير تشير جميع الدلائل إلى أنه مبنى مهم، يعود إلى عهد الملك «شمشي أدد» الآشوري، كما كُشف في التل عن مئتين وثمانية رقيم مسماري، ومجموعة من طبعات الأختام تعود للفترة البابلية القديمة، وعلى أدوات مصنوعة من البرونز والفخار والعظام والحجر، إضافة إلى مجموعة من دمى لها شكل إنسان، منها دمية للرّبة عشتار وأجزاء من عربات صغيرة صنعت من الطين، ومجموعة من خرز الكريستال ذي الألوان المختلفة. تأتي أهمية تل شاغربازار من خلال الاكتشافات التي تحققت فيه، وخاصة من الناحية المعمارية والأثرية والكتابية، التي أكدت أهمية الموقع، ورقي المجتمع الذي ساد فيه، وخاصة في عصر البرونز القديم والمرحلة البابلية القديمة، وقد تبيَّن أنَّ الموقع قد هجر نهائياً في منتصف الألف الثاني ق.م.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم الإنسانية التاريخ جغرافيا