تيتوس فلافيوس دوميتيانوس Titus Flavius Domitianus امبراطور روماني وآخر أفراد الأسرة الفلافية التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى الإيطالية. ولـد فـي 25/10 في روما، وهو ابن الامبراطور فسباسيان والأخ الأصغر للامبراطور تيتوس[ر]. لا يعرف الكثير عن نشأته وحياته قبل عام 69م، حين وصل والده إلى عرش الامبراطورية، وإن كانت الأخبار تؤكد طموحه السياسي الذي حد منه والده وأخوه في حياتهما. انتخب قنصلاً للمرة الأولى سنة 73م وبعدها عدة مرات في عهد والده وأخيه، ولكن لم يكن له دور أساسي مؤثر إلا بعد تسلمه السلطة عام 81م إثر وفاة أخيه، وبتأييد من الجيش والحرس الامبراطوري.يقسم المؤرخون حكمه إلى فترتين، تميزت الأولى بسياسة حكيمة في الداخل والخارج إذ قام بإعادة بناء أحياء روما التي احترقت في عهد تيتوس، وإكمال بناء العديد من الحمامات والملاعب والمعابد وأقواس النصر وطرق السفر. كما اهتم بإصلاح القوانين الرومانية وبإدارة الامبراطورية فاختار الحكام الأكفياء وعاقب المسيئين منهم وسعى إلى محاربة الفساد والانحلال ورفع مستوى الأخلاق العامة.اهتم بولاية سورية وعاصمتها أنطاكية التي أقام فيها بعض المنشآت العامة والمعابد، وقد ورد في عهده أول ذكر لمجلس الولاية بمناسبة الاحتفالات التي أقيمت تكريماً له.تميزت سياسته الخارجية بتطورات مهمة على الحدود، فأدت إلى إتمام فتح بريطانيا واسكتلندا على يد قائده أغريكولا Agricola وإكمال التحصينات العسكرية على جبهتي الراين والدانوب المعروفة باسم الليمس الجرماني. وفي عهده ظهر خطر مملكة داكيا (رومانيا اليوم) بقيادة ملكها دكبالوس Decbalus الذي سيطر على منطقة الدانوب الأسفل وأقام صلات مع المملكة الفرثية وهاجم الولايات الرومانية في وسط أوربا وألحق بها عدة هزائم إلى أن تمكن دوميسيان من الانتصار عليه وعقد معه معاهدة وعاد عام 89 ليحتفل بانتصاره في روما.اعتمد دوميسيان في حكم الامبراطورية مدة تجاوزت 15 سنة على أسلوب الاستبداد المستنير مما أدى إلى خلافات مستمرة مع مجلس الشيوخ الذي صار مجلساً لا حول له ولا قوة وخاصة عندما تقلد السلطة الكنسورية (الرقابة والتفتيش) مدى الحياة، والتي سمحت له بإدخال أنصاره في المجلس وطرد معارضيه، مما نجم عنه نقمة نبلاء روما واشتداد المعارضة الرواقية[ر] ضده وتدبير مؤامرة انقلاب عسكري، بقيادة ساتورنينوس Saturninus، أخفق في الإطاحة به في شتاء سنة 88/89م. ورد دوميسيان بانتهاج سياسة قمعية ضد جميع معارضيه، فقام بنفي الفلاسفة الرواقيين وعلى رأسهم إبيكتيتوس Epiktetus، ونتج من ذلك حكم الإرهاب وانتشر الوشاة والمخبرون بصورة لم يسبق لها مثيل للقضاء على كل صوت معارض. وتصور كتابات المؤرخ تاكيتوس[ر] والشاعر جوفينال[ر] أجواء الرعب والاضطهاد التي عاشتها روما في تلك الفترة. ومن الواضح أن عداوته كانت تقتصر على الطبقة الأرستقراطية في روما، وظهرت خاصة في السنوات الأخيرة من حكمه (93-96م) عندما أصبح طاغية مستبداً متقلب الأطوار لدرجة أن فرض على حاشيته أن تخاطبه بعبارة «مولانا وإلهنا» Dominus et divus. وأخيراً نجح معارضوه في تدبير مؤامرة أدت إلى اغتياله في قصره سنة 96م بمساعدة زوجته دوميتيا Domitia وعدد من ضباط حرسه، وتسلم الحكم من بعده الامبراطور نيرفا Nerva منهياً بذلك حكم الأسرة الفلافية. وبعد موته أعلنه مجلس الشيوخ عدواً للشعب الروماني ولعنت ذكراه ودمرت تماثيله وأزيل اسمه من المباني العامة. ومع هذا فقد أفاض تاكيتوس في الحديث عنه في تاريخه الشهير كما أفرد له المؤرخ سويتونيوس سيرة في «سير القياصرة» الرومان.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا