تعد منطقة الدير البحري من المناطق الأثرية المهمة في مصر القديمة، فقد بني في هذه المنطقة،في فجوة تشبه الخليج داخل جبل يشرف على طيبة ويفصلها عن وادي الملوك، معبدان من أجمل المعابد المصرية، ينبع جمالهما من الإبداع التخطيطي الذي نفذه مهندسون مبدعون، ومن التناغم والتناسق مع بيئة جبلية، إذ تناغم ارتفاع المعبدين مع ارتفاع الجبل تناغماً قل مثيله.تقع منطقة  الدير البحري إلى الغرب من طيبة، وقد سميت كذلك لوجود دير مسيحي أقيم فوق مكان معبد الملكة حتشبسوت في القرن السابع للميلاد، وكان اسم المكان قديماً «جسرت» أي المقدس، وعندما أقامت الملكة حتشبسوت معبدها بجوار معبد الأسرة الحادية عشرة، أسمته «جسر جسرو»، أي قدس الأقداس، وسمي المعبدان «جسر تي» أي المقدسان.أقيم في منطقة الدير البحري معبدان جنزيان، هما نموذج فني رائع للبناء في مصر الفرعونية، وتُعد نقوشهما مصدراً تاريخياً ودينياً عظيماً.معبد منتوحتب II الجنزيبني معبد منتوحتب II، مؤسس الأسرة الحادية عشرة (2050ق.م) في موقع الدير البحري، على مسطحين متتاليين بهدف الإيحاء وإثارة الإحساس بالبناء الهرمي ذي القدسية الدينية.يبدأ البناء بطريق صاعد فوق أرض مستوية بطول 1200م وعرض 35م، تزينه تماثيل الملك بوضعية الوقوف بالرداء الفرعوني  «الحب سد» حيث يوصل هذا الطريق إلى المسطح الأول، الذي نحت في مقدمته صفان من الأعمدة المربعة عن يمين ويسار الطريق الصاعد، أقيمت قواعدها على مستوى الأرض، الذي انطلق منها الطريق الصاعد وارتفعت إلى ما تحت المسطح الأول، وتتوسط هذا المسطح قاعدة مرتفعة  كان يقوم فوقها هرم مسمط، مساحة قاعدته 60 قدماً مربعاً   (5.58م2 تقريباّ)، يحيط بها من الخارج من ثلاث واجهات «الأمامية وعن يمين وعن يسار» رواق مكون من صفين من الأعمدة المربعة، ومن الداخل بهو عظيم مؤلف من ثلاثة صفوف من الأعمدة  ذات الثمانية أضلاع، تحيط بقاعدة الهرم  من ثلاثة جوانب،  بينما أقيم في الجانب الخلفي (الرابع) صفان فقط من هذه الأعمدة  وقد بلغ عددها 140 عموداً، ويصل بين الرواق والبهو ممر ضيق، يليه فناء مكشوف، به صفان من الأعمدة، في الجانب الشرقي، وصف واحد في كل من الجانبين الشمالي والجنوبي، وفي الجانب الغربي منه توجد المقابر الخاصة بسيدات البيت المالك، وفي منتصف  هذا الفناء  يقع ممر سفلي بطول 500 قدم (15م) تقريباً، يؤدي إلى مقبرة الملك الواقعة تحت الهضبة، ويلي الفناء المكشوف صالة أعمدة كبيرة تحتوي على 80 قاعدة لأعمدة ذات ثمانية أضلاع. قمة الجبل الغربية من طيبة والدير البحريمعبد الملكة حتشبسوت الجنزيحكمت الملكة حتشبسوت مصر في الفترة الواقعة ما بين 1490-1468ق.م. ويعد معبدها الجنزي  في الدير البحري آية في الإبداع والتخطيط. وقد أشرف على بنائه مهندسها سننموت.يقع المعبد إلى الشمال من معبد منتوحتب II، في حضن جبل شامخ، وقد نحى مهندس المعبد سننموت في فكرة مخطط المعبد  العامة منحى مخطط معبد منتوحتب II، وذلك عن طريق بناء  المعبد على مسطحات واسعة  يعلو أحدها الآخر. تؤلف مسطحاته وما يتقدمها من أعمدة وحدة متساوقة مع الجبل الذي  يحتضن  المعبد، وبذلك بدا كأنه جزء من محيطه الجبلي، حيث يوجد على حافة وادي النيل  معبداً  يتكون من مسطحين  متتاليين، كان يبدأ من موقعه  طريق صاعد، يكتنفه أكثر من مائتي تمثال من الحجر الرملي، تمثل الملكة في صورة «أبو الهول»، ينتهي هذا الطريق  إلى مدخل عظيم في بداية المسطح الأول.يشغل المسطح الأول فناءً فسيحاً، تتقدمه صُفّتان جميلتان عن يمين  الطريق الصاعد ويساره، وفي كل صُفّة صفان من الأعمدة  ويزين واجهة كل عمود  صورة صقر بحجم عظيم، يعلو اسم الملكة المكتوب بخط هيروغليفي كبير، وعن يمين الصفة اليمنى تمثال للملكة على هيئة أوزير، وله ما يناظره عن يسار الصفة اليسرى، وينطلق من المسطح الأول أحدور صاعد يؤدي إلى المسطح الثاني، حيث كان  يتوسطه طريق تكتنفه  تماثيل  ضخمة من الغرانيت  تمثل الملكة  في صورة «أبو الهول» ويوجد في مؤخرة المسطح الثاني صُفة الولادة على اليمين، وصُفة بعثة بونت التجارية  على اليسار، وفي كل صُفّة صفان من الأعمدة المربعة، وعن يمين الصُفة الأولى هيكل الإله أنوبيس وعن يسار الصُفّة الثانية هيكل الإله حاتحور، يلي ذلك ردهة بها صفان من الأعمدة، ثم بهو يحتوي على صفين من الأعمدة ذات الستة عشر ضلعاً تحيط بجهاته الأربع.وأخيراً تؤدي ردهة محفورة في الصخر إلى الجزء الأخير من المعبد الذي يتكون من قدس الأقداس وقاعتين على جانبيه، وكل هذه المجموعة محفورة في الصخر.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا