بالنسبة إلى مرضى السكري، يتوقف عضو البنكرياس عن إفراز كمية كافية من هرمون الأنسولين الذي يسمح بتنظيم معدل السكري في الدم. هذا الوضع يجبر جميع المصابين بالنوع الأول من السكري وبعض المصابين بالنوع الثاني منه على حقن أنفسهم بالأنسولين لغاية أربع مرات في اليوم الواحد. إنه علاج صعب جداً. لكن هل سيغير هذا الدواء الجديد حياة المرضى؟

ما هي طريقة استعمال العلاج الجديد؟

يكون دواء {أفريزا} على شكل جهاز استنشاق صغير الحجم توضع فيه خرطوشة من باودر الأنسولين. لأخذ العلاج، يقرّب المريض طرف الجهاز من فمه ويستنشق المنتج. يجب أن يخترق الأنسولين بعمق وصولاً إلى الحويصلات الهوائية في الرئتين ليتم امتصاصه في الدم. ثم يجب أن يرمي المريض الخرطوشة في سلة المهملات. يستطيع أن يعيد ملء الجهاز ويكرر المناورة نفسها بحسب جرعة الأنسولين التي يحتاج إليها. من الضروري استبدال جهاز الاستنشاق كل 15 يوماً.

هل انتهى زمن الحقن؟

لا مع دواء {أفريزا}، يبلغ الأنسولين ذروته في الدم خلال 12 أو 15 دقيقة. ثم يتراجع المعدل ويعود إلى مستواه الأصلي خلال ثلاث ساعات. يجب أخذ العلاج في بداية وجبة الطعام. بالتالي، هو بديل عن حقنة الأنسولين السريعة التي يأخذها المرضى بأنفسهم، ثلاث مرات في اليوم، قبل الأكل. لكن لا يمكن أن يكون دواء {أفريزا} بديلاً عن حقنة الأنسولين البطيئة التي تُعطى مرة أو مرتين في اليوم خارج إطار وجبات الطعام.

ما الفئة المستهدفة؟

يعد مسوّقو الأنسولين الاستنشاقي أن منتجهم يستهدف المصابين بالنوع الأول والثاني من داء السكري والراشدين حصراً. بالتالي، لا علاقة للأولاد بهذا العلاج لأن المخاطر لا تزال مجهولة على المدى الطويل.

ما المخاطر المطروحة؟

الأنسولين عامل نمو يمكنه أن يغير خلايا القصبات الهوائية والحويصلات الرئوية، ما قد يرفع خطر التليّف وسرطان الرئة. لهذا السبب، لا يوصى بدواء {أفريزا} للمصابين بمرض تنفسي مزمن مثل الربو. السعال هو الأثر الجانبي الملحوظ في هذه الحالة. ينطبق الأمر نفسه على المدخنين لأن التبغ يسرّع امتصاص الأنسولين الاستنشاقي في الدم، ما يرفع خطر نقص سكر الدم.

هل هو الأول من نوعه؟

{أفريزا} ليس أول أنسولين استنشاقي يُطرَح في الأسواق. سبق وأطلق مختبر {فايزر} محاولة مماثلة قبل سحب منتجه {إكسوبيرا} من السوق سنة 2007 لأسباب مالية وبسبب الخطر الذي يطرحه على الرئتين. في السنة اللاحقة، حصلت تجارب مماثلة أخرى. لكن يتميز {أفريزا} عن المنتجات السابقة بمفعوله السريع وجهاز الاستنشاق العملي.

ما التقدم المرتقب في عالم الأنسولين؟

الحقن تحت الجلد، وبالتحديد في إحدى ثنيات البشرة عبر قلم حقن، هو النهج الأكثر شيوعاً. بدأ العمل على تمويل منتجات أنسولين جديدة وبطيئة جداً، وأصبحت منتجات سريعة أخرى قيد التحضير على المستوى العيادي.

• البنكرياس الاصطناعي هو عبارة عن ابتكار مرتقب في هذا المجال. كل شيء سيكون أوتوماتيكياً: قياس الغلوكوس وتحديد الجرعة الضرورية من الأنسولين. ثمة تجارب قيد التنفيذ على مرضى يواجهون وضعاً غير مستقر. كشفت النتائج الأولى عن فاعلية حقيقية.

• مضخة الأنسولين: تقطّر الهرمون عبر أنبوب يوضع تحت الجلد. تُعتبر هذه المضخة بديلاً عن الحقن لكن يجب أن يعدّل المريض جرعات الأنسولين. يكون بعض المضخات مزودة بجهاز استشعار مزروع لقياس الغلوكوز بشكل مستمر.

• زرع الجزر البنكرياسية: تقضي هذه العملية باستخراج خلايا من بنكرياس شخص ميت ثم حقنها في كبد مصاب بالسكري، ما يسمح له بإفراز الأنسولين بنفسه. لا يزال هذا الابتكار قيد التطوير.


المراجع

aljarida.com

التصانيف

أدوية  حياة  صحة  أمراض   العلوم البحتة