أوزاكا Osaka مدينة يابانية على البحر الداخلي، تحتل بعدد سكانها الترتيب الثاني بعد مجمع طوكيو العاصمة ومينائها يوكوهاما، إذ يزيد عدد سكانها على نحو 2,980,000 نسمة. وهي تقع على ساحل خليج أوزاكا في الجنوب الغربي من جزيرة هونشو عند تقاطع خط العرض 34درجة و40دقيقة شمالاً مع خط الطول 135درجة و30دقيقة شرقاً، عند مصب نهر يودو Yodo ذي القنوات والفروع الكثيرة في أرض سهلية واطئة تتعرض للخسف البطيء إلى الغرب من نارا عاصمة اليابان القديمة وغرب طوكيو بنحو 515 كم.كانت أوزاكا كبرى مدن اليابان، وعرفت باسم نانيوا، وكانت العاصمة في القرن الرابع حتى القرن الثامن للميلاد، وعن طريقها دخلت الحضارة الصينية إلى اليابان وذلك في مراحل مبكرة جداً من تاريخ اليابان. بدأ ازدهارها ونموها أواخر القرن السادس عشر، حين قام الحاكم هيدويوشي تويوتومي ببناء قلعة أوزاكا وحوّلها إلى قصر لإدارة شؤون البلاد. وتضاعفت أهمية المدينة ومينائها في عهد إيدو (1603-1868) بوصفها مركزاً تجارياً وميناءً أساسياً لليابان، مع أن العاصمة كيوتو القريبة من أوزاكا انتقلت إلى طوكيو عام 1868.ولما انهار النظام الإقطاعي في عام 1867، وعادت السيادة الكاملة للامبراطور ميجي، استعادت أوزاكا مجدها مدينةً تشتهر بمعابدها وأديرتها، وبمتاحفها ومراكزها العلمية والفنية، وبصناعاتها التقليدية الخزفية والزجاجية والنسيجية الحريرية. وهي تشتهر بإنتاجها الكبير من الحديد والصلب وغناها بالصناعات المعدنية، وعلى رأسها صناعة بناء السفن في أحواض هي من أكبر الأحواض في العالم، وبالصناعات الكهربائية والكيمياوية والغذائية. وقد صارت أوزاكا بذلك مركزاً لأكبر تجمع صناعي حديث في اليابان يضم كلاً من كيوتو الواقعة على بعد 50 كم إلى الشمال، وكوبة الواقعة إلى الغرب منها ثم التحمت بأوزاكا لتصير ميناءها الجديد بعد أن ضاق بها الميناء القديم. وتؤلف مساحة القنوات والترع والفروع النهرية نحو 10% من مساحة أوزاكا، علماً أنها كانت أوسع انتشاراً، ولهذا سميت «مدينة المياه».تتوسط أوزاكا منطقة زراعية خصبة تقوم فيها زراعة ناجحة وتربية متطورة للحيوانات. كما تتركز فيها حركة نشطة للصيد البحري. كذلك فإن تحول حركة الاتصال مع الخارج إلى الميناء الجديد في كوبة قد زاد حجم نشاطها التجاري. فإضافة إلى الواردات الضخمة من المواد الأولية، والصادرات المتنوعة، تؤلف أوزاكا اليوم إحدى الأسواق الكبرى للرز والسكر في العالم.وهكذا صارت أوزاكا بصناعتها القوية، وزراعتها المزدهرة، وبنشاطها التجاري وتقدمها العلمي والتكنولوجي، وبمركزها المالي، صرحاً يدعم تقدم اليابان وازدهارها. وقد برزت أهميتها للعالم حين أُقيم فيها عام 1970 أول معرض دولي يقام في قارة آسيا.وتغلب على سكان أوزاكا العقلية التجارية التي انتشرت بين سكان القرى القريبة منها حيث قامت الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة المنزلية والمنتجات القطنية منذ القرن الثامن عشر.تعدُّ أوزاكا مركزاً للكثير من الأنشطة الفنية التي يستمتع بها الناس بصفة عامة، ففي عهد إيدو، بُنيت مسارح متعددة، وعُرضت مسرحيات درامية، وعروض لمسرح العرائس، فضلاً عن عروض درامية موسيقية لرقص الباليه. وقد ظهر في أوزاكا عدد كبير من مشاهير مؤلفي الدراما والروايات، وكانت معظم أعمالهم تعبر تعبيراً واقعياً عن الحياة العامة للناس.وتعدّ أوزاكا أكبر مدينة يابانية من حيث حجم تعاملها مع الصادرات والواردات، حيث تشارك بنصيب الثلث في إجمالي حجم صادرات اليابان ووارداته.إن التوسع الكبير الذي تحقق في أوزاكا قد نتج عنه تضخم سكاني، وجعلها من أكثر بلدان العالم ازدحاماً حتى ضاق بسكانها البر، مما دفعهم إلى التوسع في البحر، فردموا قسماً منه لبناء المطار الجديد. كما أن السيارات وقطارات النقل الداخلي ذات الطابقين صارت مضطرة أحياناً إلى السير في أجزاء من مسالكها المرفوعة فوق أسطح المباني، قريبة من البيوت المأهولة محدثة بمرورها ضجيجاً عالياً جداً مما لوث شوارع وسط المدينة تلويثاً شديداً. 

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا