لوكيوس دوميتيوس أوريليانوس L.D.Aurelianus امبراطور روماني (270-275) ولد في بانونية (يوغسلافية) لأسرة فقيرة من عامة الشعب.التحق بالخدمة في الجيش الروماني. وكان ذا قامة فارعة وجسم ضخم وبنية قوية. عُرف بشجاعته وقدرته الفائقة على مجابهة الصعاب. وساعدته صفاته وأعماله في الوصول إلى مناصب قيادية عليا، وإلى كسب محبة جنوده وولائهم له. شارك في المؤامرة التي أدت إلى اعتلاء الامبراطور كلاوديوس الثاني Claudius عرش الامبراطورية الرومانية سنة 268، فعينه قائداً لسلاح الفرسان. واستطاع أوريليانوس تحقيق عدة انتصارات على القبائل الجرمانية في مناطق الدانوب. ولما مات الامبراطور كلاوديوس عام 270 نادت به جيوش الدانوب امبراطوراً بدلاً من شقيق الامبراطور السابق، وصدّق مجلس الشيوخ هذا الاختيار.خاض أوريليانوس الكثير من المعارك في مواجهة القبائل الجرمانية التي رفض أن يدفع لها الأتاوى المعهودة، لذا هاجمت تلك القبائل إيطالية وتقدمت نحو رومة إلا أنه تمكن من صدها والتغلب عليها. ودفعه هذا إلى بناء أسوار رومة الضخمة التي ماتزال بقاياها قائمة حتى اليوم.وفي تلك الحقبة كانت تدمر[ر] العربية قد بدأت بالتوسع في عهد زنوبيا[ر] التي بسطت سيطرتها على بلاد الشام ومصر وآسيا الصغرى. ولكن أوريليانوس لم يحرك ساكناً حيالها حتى وفر لرومة الأمن على الجبهات الأخرى. وفي عام 271 تخلى عن ولاية داكية (رومانية اليوم) لقبائل القوط الجرمانية، لكي يوجه قوى رومة لمواجهة تدمر وملكتها زنوبيا. وأرسل جيشاً لإعادة احتلال مصر، في حين زحف بنفسه عام 272 على رأس جيش كبير نحو أنطاكية فأحرز انتصاره الأول على الجيش التدمري الذي انسحب إلى حمص وهناك جرت معركة كبيرة تمكن أوريليانوس من الفوز فيها، ثم انطلق نحو تدمر فحاصرها حصاراً شديداً حتى استسلمت له بعد مقاومة ضارية وأسر الملكة زنوبيا التي اقتادها مصفدة إلى رومة. وفي طريق عودته ثارت تدمر من جديد وهاجمت الحامية الرومانية وفتكت بها، فقفل أوريليانوس راجعاً إليها وأعمل السيف في أهلها ونهبها ثم دمرها سنة 273، كما قضى على ثورة أخرى قامت آنذاك في مصر على الرومان. ثم انطلق إلى بلاد الغال وعزز سيطرته عليها وعاد بعدها إلى رومة واحتفل بانتصاراته وغنائمه. وقد أسبغ عليه مجلس الشيوخ ألقاب الشرف والتعظيم تقديراً لجهوده في الدفاع عن الامبراطورية وصيانة وحدتها.قام أوريليانوس بكثير من الإصلاحات في الامبراطورية منها: تنظيم الجيش وإعادة الانضباط إليه، وتحسين أحوال المواطنين، كما أقام في رومة عبادة إله الشمس الحمصي Sol Invectus لاعتقاده بأنه مدين له بانتصاراته.لقي أوريليانوس حتفه قرب بيزنطة (اصطنبول اليوم)، وهو في طريقه لحرب الفرس في مؤامرة دبرها أحد رجاله المقربين.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم الإنسانية التاريخ جغرافيا