أوركيش Ur-Kish مدينة أثرية قديمة في سورية يضمها تل موزان Tell Mozan الأثري في الجزيرة السورية العليا، غرب مدينة القامشلي وإلى الشمال من مدينة الحسكة بنحو 100كم. تبلغ مساحة التل المركزي الداخلي نحو 30 هكتاراً.في عام 1934 قام الإنكليزي ماكس مالوَن M.Mallowan بأعمال سبر محدودة في التل، وفي عام 1984 بدأت التنقيب في تل موزان البعثةُ الأمريكية التابعة لجامعة لوس أنجلوس بإدارة جورجيو ومارلين كيلي بوتشلاتي G&M.K Butccellati، ومازال العمل مستمراً.كشفت أعمال التنقيب في الموقع عن عدة سويات، من الألفين الثالث والثاني ق.م. وتبين أن هذا التل يضم مدينة أوركيش أول عاصمة للحوريين[ر] في الجزيرة السورية العليا. وتمثل السويات الأثرية المكتشفة ثلاث سويات استيطانية تشمل المدة الواقعة بين 2750 ق.م و1500ق.م تقريباً، وهي:السوية الأولىوتعود إلى بداية الألف الثالث ق.م، أي إلى 2750ق.م، وأهم آثارها:مصطبة المعبد (B6) وسور المدينة الداخلي (KW) الذي تبلغ ثخانته ستة أمتار والخندق المائي والمقبرة. كما وُجدت أوان فخارية تحمل زخارف هندسية مطلية باللونين الأحمر والأسود، بطلاء مشابه للطلاء القرمزي Scarlet الذي عُثر عليه في منطقة ديالى ونيبور في جنوبي العراق. ووُجدت أيضاً جرار ذات قواعد إضافة إلى الكؤوس والأواني من نوع الفخار المعدني Metallic -Ware والدبابيس البرونزية وغيرها (الشكل 1).السوية الثانية /آ/وتعود إلى منتصف الألف الثالث (2500ق.م) وفي هذا العصر بلغت المدينة أقصى اتساع لها (نحو 150هكتاراً). وأهم مكتشفاتها المعبد (BA) المبني في أعلى قمة التل وتحت الطبقة السطحية مباشرة إضافة إلى الكثير من الأبنية الإدارية المهمة.ومن أهم المكتشفات في هذه السوية العدد الكبير من طبعات الأختام التي تدل على مستوى عال من التنظيم الإداري للمدينة. وقد وُجد قسم كبير من هذه الأختام في الأنقاض المحروقة خارج سور المدينة. كما عُثر على عدد قليل من التماثيل والأواني الفخارية ذات الوظيفة الإدارية المرتبطة بالمعبد (الشكل 2). السوية الثانية /ب/تعود إلى نهاية الألف الثالث، نحو 2250ق.م، ومن الواضح أن المعبد BA ظل يعمل في هذا العهد. وقد عُثر في هذه السوية على أبنية إدارية وغرفة تخزين وجد فيها رقيمان مسماريان يدلان على النفوذ الإداري الأكدي في هذه المملكة الحورية.أكثر العمارات أهمية في هذه المرحلة هو البناء الملكي AK الذي يعتقد أنه يمثل القصر الملكي. وقد كشفت الحفريات عن منطقة التخزين وقسم من مناطق الخدمة وقسم من المدخل. وعُثر على أختام وطبعات أختام كثيرة مما يشير إلى استعمال الأختام استعمالاً واسعاً في القصر الملكي، إضافة إلى طبعات أختام الأبواب والجرار. وتعود هذه الأختام إلى أفراد الحاشية الملكية والملكة والملك. أما الاكتشاف المتميز فهو تَعَرُف الباحثين على اسم الملك «توبكيش» Tupkish واسم الملكة «أوكنيتوم» Uqnitum ولقب الملك «إندان» Endan. وتقدم هذه الأختام معلومات كثيرة عن حياة القصر، ومنها تنظيم الهدايا التي يقدمها المزارعون والصناع من المدينة أو من خارجها، وعن الاستقبالات التي كانت تتم مباشرة، ودَوْر الملكة في إدارة بعض الشؤون. وتُظهِر إحدى طبعات تلك الأختام الملكة وفي حضنها طفل وقبالتها يجلس الملك مع شاب يرتدي تاجاً يعتقد أنه ولي العهد (الشكل 3). معظم الأواني الفخارية في هذه السوية من النوع العادي المعروف في سوية المعبد BA الذي استمر على امتداد النصف الثاني للألف الثالث ق.م (الشكل 4).السوية الثالثةتعود إلى النصف الأول للألف الثاني (2000ق.م - 1500ق.م)، وهي بداية مرحلة انحسار الاستيطان في الموقع إذ تقلص السكن حتى المدينة الداخلية. وكُشف في هذه السوية عن بيوت سكن متواضعة ومختلفة وبقايا قبور ومخازن ومخابز. وتميزت الأواني الفخارية باستخدام القار في صنعها وحفظها وزخرفتها. وكانت عموماً من الأنواع الفخارية الخشنة. بعضها حاول تقليد الأشكال والزخارف التي كانت فيها منذ بداية الألف الثالث ومنها الفخار المعدني، إضافة إلى الفخار الملون المسمى بفخار «الخابور». وفي المراحل الأخيرة من حياة الموقع وُجدت آثار استيطان بسيطة تعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م. عصر نوزي (الشكل 5). يعد تل موزان (أوركيش) من أهم مواقع الألف الثالث ق.م في الجزيرة العليا، إذ إنه يضم أطلال أول عاصمة للحوريين ذُكرت في النصوص والأساطير الدينية. وكان لها أثر سياسي وديني رئيسي وكانت مركز الإله كوماري Kumari كبير الآلهة الحثية. وقد ارتبطت أوركيش بتاريخ الحوريين في الألف الثالث ق.م. كما كانت حال «نوزي» في الألف الثاني ق.م. وكان لها شأن متميز بصفتها مركزاً سياسياً وحضارياً للحوريين يعطي معلومات وافرة عن تاريخ سورية القديم وحضارتها.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم الإنسانية التاريخ جغرافيا