أسرة أنج Les Anges هي الأسرة الحاكمة العاشرة في تاريخ الدولة البيزنطية، حكمت بين عامي 1158 و1204م في أثناء الحروب الصليبية. أنجبت هذه الأسرة ثلاثة أباطرة: إسحاق الثاني (1185 - 1195م) وألكسيوس الثالث (1195- 1203م) وألكسيوس الرابع (1203 - 1204م) وقد تولت هذه الأسرة الحكم بعد أسرة كومنين، في أوضاع سيئة وخطيرة، إذ كانت الدولة البيزنطية تعاني التفكك، فشعوب البلقان الخاضعة لها أخذت تثور عليها وبرزت عداوة اللاتين لها ولاسيما حكام البندقية.إسحاق الثاني: بعد النهاية المفجعة لأندرونيكوس آخر أباطرة آل كومنين، تمكن إسحاق الثاني من النجاة بنفسه من ثورة العامة وتولى عرش بيزنطة. وقد حاول أن يمحو الآثار السيئة التي خلّفها سلفه في وقت كانت فيه خزينة الدولة تعاني الإفلاس بسبب حياة البذخ في القصر، كما حاول أن يعيد إلى الدولة تماسكها بعد أن مزقتها ثورات البلقان. وتمكن من طرد النورمانديين الذين اجتاحوا مقدونية في عهد سلفه وأبعدهم عن سالونيك. ومع ذلك اضطر إسحاق الثاني إلى النزول عن المناطق بين نهر الدانوب وجبال البلقان بسبب التوسع العربي واستمرار ثورات البلقان.وفي عهده وصلت الحملة الصليبية الثالثة ( 1189 - 1192م) يقودها فريدريك بربروسه عابرة البلقان فوعده إسحق الثاني بتسهيل عبور الحملة آسية الصغرى نحو بيت المقدس. ولكنه عدل عن رأيه واتصل بصلاح الدين الأيوبي للتعاون معه على الحملة ولكن فريدريك تقدم نحو القسطنطينية يعاونه الصرب والبلغار واضطر إسحاق الثاني إلى أن يفتح الطريق للحملة. وقد عاد هذا إلى محاولة تثبيت سلطته على الشعوب السلافية بعد عبور الحملة ولكنه أخفق. وفي عام 1195 انقلب عليه أخوه ألكسيوس بمساعدة ملك المجر وعزله وتبوأ العرش مكانه.ألكسيوس الثالث: استمرت الأوضاع الداخلية سيئة جداً، وبقيت الدولة تعاني المؤامرات والفوضى. وكان أفراد الجيش من الغرباء المرتزقة، كما أن القوة البحرية تشتتت وأخذ القراصنة من الإيطاليين يغزون سواحل الدولة. وفي آسيا الصغرى تزايد نفوذ السلاجقة الأتراك كما أن مملكة الصرب تعاونت مع البابوية. وكان زعماء البلغار يثيرون الاضطرابات في البلقان، والامبراطور الألماني هنري السادس يحاول استعادة إرثه في البلقان، وظهر أحد أصهار إسحاق الثاني ليطالب بعرش بيزنطة. ولم يفلح ألكسيوس الثالث في السيطرة على الموقف وكان معروفاً بأساليبه في الخداع.وفي عهده وصلت الحملة الصليبية الرابعة التي دعا إليها البابا إينّوسنت الثالث ودعمتها البندقية لتحقيق مصالحها التجارية في الشرق، وكان الطامعون يتجمعون فيها للهدف نفسه. وفي الوقت ذاته كان ألكسيوس الرابع ابن إسحاق الثاني يسعى إلى التحالف مع الغرب اللاتيني بهدف إعادة الاعتبار إلى أبيه المخلوع عن عرشه. ولذلك تعاون ألكسيوس الرابع مع هذه الحملة الصليبية (1202- 1204) ووعدهم في لقاء مدينة كورفو بتحقيق أهدافهم. اتجهت أساطيل الحملة إلى أسوار القسطنطينية وسقطت المدينة في 17 تموز عام 1203 وهرب ألكسيوس الثالث وتولى ألكسيوس الرابع.ألكسيوس الرابع: بدا عاجزاً عن تنفيذ وعوده التي قطعها لحلفائه في كورفو وأخذ يماطلهم. وكان شعبه ناقماً من تصرفاته وبيعه المملكة إلى اللاتين. ومع نهاية كانون الثاني سنة 1204 جاءت الضربة القاضية وسقط ألكسيوس الرابع عن عرشه وانتهى عهد آل أنج وتحولت القسطنطينية في 13 نيسان عام 1204 إلى عاصمة لامبراطورية لاتينية لمدة سبعة وخمسين عاماً قبل أن تعود إلى النفوذ البيزنطي في عهد آل باليولوغوس آخر الأسرات الحاكمة في بيزنطة.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم الإنسانية التاريخ جغرافيا