ألكسندر ألكسندروفتش Alexandr Alexandrovich قيصر روسية (1881- 1894) الابن الثاني للقيصر ألكسندر الثاني من زوجته ماريا ألكسندرفنا. تلقى علومه العامة كغيره من أمراء الأسرة المالكة إضافةً إلى التدريب العسكري المؤهل للحياة العسكرية، ولكن وفاة أخيه الأكبر ولي العهد نيقولاي سنة 1865 هيأت له الفرصة ليغدو ولياً للعهد، فتزوج من خطيبة أخيه المتوفى الأميرة صوفيا داغمار الدنماركية (ماريا فيودوروفنا بعد الزواج)، وشرع في دراسة القانون والإدارة على يد الفيلسوف والسياسي والقانوني المحافظ ك.ب. ببيدونوستسف K.P.Pobedonostsev وزير الكنيسة آنذاك. وقد تأثر التلميذ بأستاذه كثيراً فغدا خصماً لحكومة الممثلين التي يرعاها والده، غيوراً على الكنيسة الأرثوذكسية نصيراً متحمساً للقومية الروسية والحكم المطلق. وكان ينتقد صراحة تزايد النفوذ الأجنبي عامة والبروسي خاصة في بلاده، لاعتماد والده على حلفه مع بروسية في تنفيذ سياسته الخارجية. وقد بدأ التنافر في الرأي بين الوالد وابنه يطفو على السطح إبان الحرب البروسية الفرنسية(1870- 1871)، فكان القيصر منحازاً للبروسيين وولي العهد يميل إلى الفرنسيين. ثم عاد التنافر إلى الظهور من جديد حين لاحت بوادر تفكك الدولة العثمانية وعمت الثورات بلاد البلقان. وقد انحاز ولي العهد إلى ثوار البلقان وقاد بنفسه الجناح الأيسر للجيش الروسي الغازي في الحرب مع العثمانيين (1877- 1878). ولكنه أصيب بخيبة أمل مُرَّة حين فقدت روسية في مؤتمر برلين (1878) بزعامة بسمارك أكثر المكاسب التي حققتها في معاهدة سان ستيفانو مع الأتراك، وزاد شعوره بالمرارة تحالف النمسة مع ألمانية في وجه التوسع الروسي في شرقي أوربة، فعزم على تحديث الجيش والبحرية وإعادة تنظيمهما.تولى ألكسندر العرش في 13 آذار غداة وفاة والده متأثراً بجروحه، وأول ما قام به هو إلغاء مرسوم كان قد أعده والده يقضي بإحداث لجان استشارية، كان من المقدر لها أن تتحول إلى مجلس نيابي. وصرح في بيانه الرسمي أنه لا ينوي التخلي عن سلطاته المطلقة التي ورثها عن أجداده، وراح يلغي أو يعدل كل ما كان يراه تحررياً من العهد السابق. وكان نموذجه السياسي أمة ذات قومية واحدة ولغة واحدة ودين واحد وتخضع لإرادة واحدة. وقد بذل وسعه لتحقيق هذه الأفكار ففرض اللغة الروسية على كامل الأراضي التي كان يعدها روسية، وفرض الأرثوذكسية بالقوة، وألغى جميع المؤسسات الدينية والقومية الأخرى في روسية والأراضي التي ألحقت بها، وأخضع الإدارات المستقلة للجمعيات الفلاحية لإشراف ملاك تعينهم الحكومة، وزاد في مركزية الإدارة الروسية في المناطق التي تسيطر عليها روسية من آسيا الوسطى والقفقاس ووضعها تحت رقابته الشخصية. أما سياسته الخارجية فكان يجنح بها إلى السلم بأي ثمن، فتجنب الدخول في نزاع مكشوف مع ألمانية مع عدم رضاه عن سياسة بسمارك، وسعى إلى إعادة الحلف المقدس بين الأباطرة الثلاثة (أباطرة روسية والنمسة وألمانية) ولكنه لم يدم طويلاً. ولم يتبنَّ سياسة العداء السافر حيال ألمانية إلا بعد أن تولى العرش فيها غليوم الثاني، ودفعه ذلك إلى الدخول في حلف مع فرنسة التي لم يكن يرتاح إليها ويعدها بؤرة الثورات.وأما في آسيا فقد نهج ألكسندر الثالث السياسة الاستعمارية التقليدية التي سار عليها القياصرة السابقون بتوسيع ممتلكاتهم فيها خطوة بعد خطوة، مع تحاشي الدخول في نزاع مكشوف ومباشر مع بريطانية أو التعرض لمصالحها هناك. ومع أن عهد ألكسندر الثالث لم يكن حافلاً بالأحداث المهمة في تاريخ روسية فقد حقق لها بعض التقدم. وكانت وفاته في بلدة ليفادية من شبه جزيرة القرم؛ وخلفه على العرش ابنه الأصغر نقولاي.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا