إدوارد السادس Edward VI ملك إنكلترة وإيرلندة منذ عام 1547 حتى عام 1553. وهو الابن الشرعي الوحيد للملك هنري الثامن Henry VIII [ر]. توفيت والدته جين سيمور زوج هنري الثالثة بعد ولادته باثني عشر يوماً.    ومع أن إدوارد كان طفلاً هزيلاً متدهور الصحة فقد ذكر بعض المؤلفين المعاصرين أنه كان قوي الشخصية ورياضياً حتى سنوات قليلة قبل موته. وكان ذا نبوغ مبكر وموهبة نادرة في إتقان العلوم الفلسفية واللاهوتية، كما أتقن اللغات الإغريقية واللاتينية والفرنسية. وعند وفاة هنري الثامن في 28 حزيران عام 1547 ارتقى إدوارد العرش خلفاً لوالده وهو في التاسعة من عمره.    وكان هنري الثامن، قبل وفاته، قد عيّن مجلس وصاية يتولى الحكم ما دام ابنه قاصراً.    واستغل إدوارد سيمور Edward Seymor خال إدوارد السادس ودوق سومرست نفوذه في الوصاية على الملك القاصر ففرض سيطرته على الحكومة إلى أن أطاحه جون دولي Johon Dudley (إيرل ورويك) الذي صار فيما بعد دوق نورثمبرلاند، وتولى مقاليد الأمور من بعده.    اتخذ نورثمبرلاند الملك إدوارد قناعاً سيطر من ورائه على الحكومة، فعزز سلطته وسحق معارضيه. وقد انسجمت التدابير التي اتخذها كل من سومرست ونورثمبرلاند في تعزيز حركة الإصلاح الإنكليزية مع ميل الملك الشديد إلى البروتستنتية.    ظهرت بوادر مرض السل على الملك إدوارد السادس في كانون الثاني عام 1553 وأصبح جلياً في أيار من العام نفسه أن المرض تمكن منه ولا سبيل إلى مقاومته، فعمل الملك بمشورة نورثمبرلاند على استبعاد شقيقتيه ماري وإليزابيت عن وراثة العرش ومنح ولاية العهد لجين غراي Jane Gray زوج ابن نورثمبرلاند ولورثتها الذكور. ونتيجة لذلك احتدم الصراع على العرش بعد موت إدوارد السادس، فحكمت جين غراي مدة تسعة أيام قبل أن تطيحها الملكة ماري الأولى تيودور [ر] ابنة هنري الثامن، التي حكمت من عام 1553 وحتى عام 1558.    كان إدوارد السادس طوال سنوات ملكه ألعوبة بين أيدي الأوصياء على عرشه، بيد أن مذكراته تظهر أنه كان على دراية تامة بالفساد المتفشي في حكومته والشقاء الذي تعيشه رعيته.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا