يعتبر تحري المعطيات data mining من المفهومات الجديدة في الهندسة المعلوماتية، ظهر نتيجة التطور الكبير الذي شهده استخدام قواعد المعطيات database في النصف الثاني من تسعينات القرن العشرين، وتلازم ظهوره مع الحاجة إلى مايسمى «اكتشاف المعرفة» knowledge discovery.

أتاح تطور التقانات المعلوماتية إمكانات واسعة للتعامل مع مقادير كبيرة من المعطيات، ووفر الوسائل اللازمة لتخزينها وتعديلها واستخراج المعلومات منها لدى المؤسسات التي تستخدم الوسائل المعلوماتية ويعتمد عملها اعتماداً كبيراً على الأنظمة المعلوماتية والبيانات مثل المصارف وشركات التأمين وغيرها.

إن النمو السريع لحاجات المؤسسات وزيادة حجوم مخازن المعطيات الحديثة التي يجري تجميعها على مراحل زمنية طويلة من جهة، واختلاف طبيعة المعطيات التي يمكن تخزينها من جهة أخرى، جعل الطرق الإحصائية التقليدية قاصرة عن تحقيق كل متطلبات تحليل المعطيات، الأمر الذي استدعى تطوير طرائق جديدة تستخدم تقانات الذكاء الصنعي في تحليل ذلك الكم الهائل من المعطيات، واستخلاص مايهم المعرفة المفيدة.

وأدت هذه التقانات والأدوات إلى ظهور ما سُمي اكتشاف المعرفة من  قاعدة المعطياتknowledge discovery in databases (KDD) الذي عدّ فرعاً مستقلاً بذاته من فروع المعلوماتية. وقد عُقدت تحت شعاره عدّة مؤتمرات كان أولها عام1991، وصدرت مجلة خاصة بهذا العلم عام 1997 تدعى Fayyad، وأجريت بحوث عدّة في مجاله والمجالات الأخرى المرتبطة به من بينها تقانات قواعد المعطيات والإحصاء والتعلم الآلي.

من الصعب إعطاء تعريف دقيق لعملية اكتشاف المعرفة من قواعد المعطيات كونها عملية معقدة تحاكي عمليات الاكتشاف التي يقوم بها الجهاز العصبي لدى الإنسان، والتعريف الأكثر شيوعاً هو: «عملية مركبة تهدف إلى تحديد الأجزاء المفيدة والمفهومة والجديدة من المعطيات». غالباً ما يستخدم التعبيران «تحري المعطيات» و«اكتشاف المعرفة» مترادفين، ومن الشائع استخدام مصطلح «تحري المعطيات» في مجال الصناعة، أما مصطلح «اكتشاف المعرفة» فتعبير شائع في مجال الأبحاث العلمية.

وعلى أساس المنحى العلمي فإن عملية «تحري المعطيات» ليست مرحلة واحدة من مراحل «اكتشاف المعرفة». وتتألف من تحليل المعطيات، وخوارزميات الاكتشاف التي تنتج في زمن مقبول عينات خاصة من المعطيات.


المراجع

arab-ency.com.sy

التصانيف

العلوم التطبيقية  تقنية  تكنولوجيا