جان باتيست مارشان Jean- Baptiste Marchand، جنرال ومكتشف فرنسي، ولد في تواسي Thoissey من أعمال منطقة رون - ألب المتاخمة لسويسرا. والتحق بالخدمة العسكرية في مطلع ثمانينيات القرن التاسع عشر. وبعد خدمة أربع سنوات في الصفوف، أُرسل إلى المدرسة العسكرية في سان ميكسان Saint- Maixent (شمال شرقي بوردو)، حيث تخرج فيها عام 1887 ضابطاً برتبة ملازم.عُيّن مارشان في الخدمة الفعلية في مستعمرة السنغال الفرنسية (غربي إفريقيا) عام 1889، وأصيب بجراح بالغة عند الاستيلاء على بلدة ديينا Diena (من أعمال مالي حالياً). منح وسام جوقة الشرف Légion d’honneur من رتبة فارس، وشارك في العمليات التي أدت إلى توسع فرنسا في إفريقيا الغربية والاستوائية واستكشاف منابع نهر النيجر في عام 1890، والتوسع في المناطق الشمالية من ساحل العاج، والاستيلاء على تمبكتو Timbuktu (من أعمال مالي) ، ومن ثم على أراضٍ واسعة وصولاً إلى بحيرة تشاد.في عام 1898 عيَّنته القيادة الفرنسية قائداً لحملة الكونغو - النيل، التي هدفت إلى التوسع والوصول إلى السودان المصري، في محاولة لبسط نفوذ فرنسا على هذه المناطق، ومنع بريطانيا من متابعة التوغل في السودان، والاتصال مع مستعمرتها في أوغندا. وبالتالي يتحقق الاتصال بين مستعمرات فرنسا في الغرب والصومال الفرنسي (المعروف باسم جيبوتي). وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأوربية كانت قد جمّدت نزاعها حول تقاسم إفريقيا باتفاق عام 1879، الذي قضى بوضع قلب القارة (الذي عُرف فيما بعد بالكونغو البلجيكي) في عهدة ملك بلجيكا.قام مارشان في مطلع 1898، بمسيرة طويلة انطلاقاً من برازافيل Brazzaville في الكونغو الفرنسي باتجاه فاشودة Fachoda (المعروفة حالياً باسم كودوك Kodok على النيل الأبيض)، وأُسندت قيادة طليعة المسير إلى الرائد شارل مانجان[ر] Charles Mangin. ولدى وصول الحملة إلى فاشودة قام مارشان برفع العلم الفرنسي عليها. مما سبب نزاعاً حاداً مع بريطانيا التي كانت تنظر إلى وادي النيل على أنه منطقة نفوذها، فبادرت إلى إرسال حملة مشتركة إنكليزية - مصرية من الخرطوم بقيادة القائد اللورد هيربرت كيتشنر Herbert Kitchener لاحتلال فاشودة وإخراج الفرنسيين منها. وقد أغضب ذلك التصرف فرنسا إلى درجة كادت تؤدي إلى الحرب بين الدولتين لولا أن تراجع الفرنسيون عن مشروعهم، وأظهر وزير خارجيتهم ديلكاسه Delcassé كياسة رشيدة، فأمر مارشان بالانسحاب من فاشودة، فتحول مارشان إلى معبود للجماهير لدى عودته إلى فرنسا. وسُويت المسألة نهائياً بعد توقيع «الاتفاق الودي» Entente Cordiale في عام 1904، حيث اعترفت فرنسا ببقاء بريطانيا في مصر ووادي النيل، وسلمت بريطانيا بمركز فرنسا في المغرب وغير ذلك.أتيح لمارشان العمل في منطقة مختلفة تماماً عن سابقتها فقد كانت الصين في ظل حكم الامبراطورة تس أو - هي Ts Eu - Hi (1875 – 1908) مسرحاً لاضطرابات ضد الأجانب. كانت الامبراطورة تتردد في الإصلاح، وتساند الحركات السرية، وعلى رأسها حركة «الملاكمين» Boxeurs، وخصوصاً بعد تدخل الدول الأوربية وروسيا واليابان في مناطق مختلفة من الصين، وازدياد كراهية الأجانب، التي بلغت حد الاعتداء على الأوربيين وقتل السفير الألماني فون كتلر von Ketteler في 19 حزيران/يونيو 1900، وما تبعه من محاصرة السفارات الأجنبية واقتلاع السكك الحديدية. وقد سارعت الدول الأوربية بسبب ذلك إلى إنشاء قوات طوارئ مشتركة بقوام 20 ألف مقاتل بقيادة مارشال ألماني، وكُلّف الجنرال مارشان قيادة المفرزة الفرنسية. نزلت القوات الأوربية المشتركة في خليج تشهلي Chihli، وتقدمت نحو بكين وقاتلت على طول الطريق حتى رفعت الحصار عن السفارات بعد ثمانية أسابيع.وكانت العاقبة وخيمة على الصين إذ حُكم على زعماء الثورة بالموت، وقبلت الصين بمعاهدة 7 أيلول/سبتمبر 1901 التي نصت على دفع غرامة كبيرة، وتدمير التحصينات الحربية في بعض القلاع بين بكين والساحل لقاء تعهد الدول بسلامة الصين. ومن ثم توجهت الامبراطورة نحو تجديد البلاد.مع بدء الحرب العالمية الأولى عُيّن الجنرال مارشان في قيادة فرقة المستعمرات التي خاضت معارك على اتجاهات رئيسية، وقامت بدور حاسم على الجبهة.عند إحالة مارشان على التقاعد في عام 1919 رُقيَّت مرتبةُ وسام جوقة الشرف الذي يحمله إلى رتبة الصليب الأعظم Grande Croix. ودفن مارشان في باريس.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم التطبيقية الصناعة