قاذفات اللهب flamethrowers سلاح فردي أو جماعي، يستخدم مواد حارقة أهمها النابالم [ر] Napalm على القوى الحية والعتاد المكشوف والملتجئ في المنشآت الميدانية، ولإحداث بؤر من الحرائق في النقاط المأهولة والغابات وفق خطة القتال.تُصنَّف قاذفات اللهب في عداد قوات الحرب الكيمياوية، وتنتظم في كثير من الجيوش في جماعات تعمل على مستوى أفواج المشاة. أو في كتائب وسرايا تعمل على مستوى احتياط القيادة العامة لتعزيز مجموعات الاقتحام أو خطوط الدفاع الرئيسة.لمحة تاريخيةإن استعمال الوسائل الحارقة هو أمر معروف منذ القدم للقضاء على العدو وخصوصاً في حالات الحصار، وذلك بقذف قوارير النفط والكتل النارية على حصون العدو بالمنجنيقات أو أي وسائط أخرى، وفي البحر لإحراق سفن العدو.عرف اليونان القدماء الوسائل الحارقة على صورتها البدائية واستخدموها في حروبهم مع الفرس، إلا أن البيزنطيين كانوا أول من ابتكر النار اليونانية Greek fire بشكلها المطوَّر في القرن السابع الميلادي، واستخدموها حتى سقوط امبراطوريتهم في عام 1452، وذلك بعد ظهور البارود. ويقال بإنهم اقتبسوها من رجل سوري اسمه كالينكوس. وهي مزيج من مركبات الكبريت وبعض الراتنجات والأدهان مضافاً إليها مركبات النفط. يقذف المزيج على شكل سائل مشتعل من أسطوانة في مقدمة السفينة، أو على شكل كرات ملتهبة من طين أو قطع كتان مغموس بالنفط، فتبقى مشتعلة في الماء والهواء. وقد بالغ البيزنطيون في كتمان أسماء المواد التي كان يتألف منها المزيج، بعد أن أدخلوا بعض التعديلات عليه. واستخدموا النار اليونانية على نطاق واسع في رد هجمات العرب المسلمين عن القسطنطينية وغيرها من الموانئ. وقد توصل العرب المسلمون إلى الكشف عن أسرارها وتركيب أنواع منها واستعملوها في معاركهم البحرية وفي الدفاع وفي اقتحام الحصون.مبدأ عمل قاذفات اللهبتستخدم المواد الحارقة أو النابالم بإطلاقها من قاذفات اللهب، أو معبأة في قنابل طائرات، أو في خزانات، أو صواريخ أو قذائف مدفعية. وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح نابالم منحوت من الرمز الكيمياوي للصوديوم Na، وزيت النخيل (النخليلات) Palmitate، مما يعني نخليلات الصوديوم (أو الألمنيوم).ينحصر مبدأ عمل قاذفات اللهب بدفع صبيب النابالم من خزانات مختلفة الأشكال عبر خراطيم إلى فوهة القاذفة بفعل غاز مضغوط أو حشوة دافعة من البارود، ويشتعل المزيج بمشعل خاص أو لدى ملامسته الهواء، اعتماداً على تركيبه، ويتابع المزيج الملتهب سيره في الهواء إلى مسافة محددة حسب نوعية وسائط القذف وشدتها، وتزود قاذفات اللهب عادة بجملة من الصمامات وآليات الأمان والإطلاق والتسديد.تتنوع قاذفات اللهب بين قاذفات فردية وجماعية، وقاذفات خفيفة ومتوسطة وثقيلة, وذاتية الحركة ومحمولة، ومتحركة وثابتة.قاذفات اللهب الخفيفة، ومنها: ـ قاذفة اللهب العادية: وهي سلاح فردي بخزان واحد أو خزانات عدة تحمل على الظهر، تراوح سعتها الإجمالية من النابالم بين 15و20 ليتراً (بما يكفي لـ 3ـ5 صليات), إضافة إلى أسطوانة معبأة بالهواء المضغوط أو حشوات بارودية لتوليد قوة دافعة إلى مدى 70م.ـ قاذفة اللهب الصاروخية: وهي سلاح فردي يرمي قذيفة غير موجهة معبأة بالنابالم على مدى 400ـ800م.قاذفة اللهب الثقيلة للمشاة: سلاح جماعي على حاضن مدفع بعجلتين. تتألف القاذفة من ثلاث عبوات من النابالم على شكل سبطانات إطلاق تبادلية تطرح بعد الاستعمال. ولكل عبوة منها فوهة وحشوة بارودية لقذف النابالم، وجهاز لإشعاله, ويتم الرمي ميكانيكياً أو كهربائياً. تزن القاذفة من هذا النوع نحو 173كغ، وتتسع العبوة لـ 21ليتراً، وتستخدم على مدى180م.قاذفة اللهب المدرعة ذاتية الحركة: دبابة أو مزنجرة مجهزة بقاذفة نابالم أساسية، أو مقطورة نابالم خلفها. وكثيراً ما يعمد الفنيّون إلى تجهيز الدبابات القديمة أو ذات التسليح الضعيف لتكون قاذفة لهب مدرَّعة. وقد استخدم البريطانيون إبان الحرب العالمية الثانية الدبابة «تشرشل» وناقلة الجنود المزنجرة المكشوفة «برن» Bren لهذه الغاية، فزودت الدبابة منها بخزانات مقطورة وزودت الناقلة بخزانات محمولة على متنها. راوح مدى مثل هذه القاذفات بين 70و120م، وقد يزيد في الوقت الحاضر على 200م.قاذفة اللهب الملغمية: قاذفة من النوع الثابت المطمور, تقذف النابالم (20ـ30 ليتراً) بفعل الغازات الناتجة من تفجير شحنة البارود بصاعق كهربائي في توقيت محدد أو عن بعد. ينتشر اللهب ضمن دائرة قطرها 100ـ120م (وفق خبرة الحرب العالمية الثانية)، وقد يزيد قطر تأثير القاذفة الملغمية في النماذج الحديثة على 200م. تستخدم القاذفة الملغمية بنجاح في الممرات الإجبارية وضمن شبكة حقول الألغام والحواجز الهندسية.مواضع قاذفات اللهبتجهز مواضع قاذفات اللهب كافة من الناحية الهندسية وفق فكرة الأعمال القتالية على مستوى قطاعات دفاع كتائب المشاة والمدرعات، وكذلك على خطوط انتشار الاحتياطات المضادة للدبابات، ولتعزيز مجموعات الاقتحام ودعم القطعات والتشكيلات عند خوض القتال في المناطق المأهولة والمدن.وقد ساعدت تقانة الأسلحة الحديثة على وضع خطط طموحة لتطوير قاذفات اللهب بغية زيادة المدى ودقة الإصابة مع الاعتماد الأكثر على القذائف والقنابل والصواريخ المعبأة بالنابالم والمواد الحارقة، وليس على القذف المباشر، إضافة إلى التوسع في استخدامها على أهداف تناسب طبيعتها، وخاصة محطات الوقود والذخيرة ومستودعاتها، وقوافل الإمداد والتموين، وتجمعات المشاة، والمناطق المحصنة، إلى جانب المهام الأخرى.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم التطبيقية  الصناعة