العُصيَّات Bacilli أحياء دقيقة مجهرية من الجراثيم[ر] (البكتريا) Bacteria. الشكل (1)عصيات السلمونيلة -صبغة غرام 1000مرة الشكل (2) عصيات السل البشري -صبغة متألقة تكبير 400مرة الشكل (3) عصيات الجمرة الخبيثة - صبغة غرام تكبير 1000مرةالشكل (4) عصيات  القيح الأزرق ـ صبغة غرام تكبير 1000 مرةفي عام 1673 استخدم أنطون فان لوفنهوك Antoine van Leeuwenhoek الألماني عدسة مكبرة في مجهر بسيط لفحص ماء المطر فشاهد عديداً من الأحياء الدقيقة سابحة فيها، ثم توالت الاكتشافات في هذه المجالات وغيرها. ففي عام 1863م اكتشف دافين وراير Davaine - Rayer عصيّة الجمرة الخبيثة Bacillus anthracis، وفي عام 1882 اكتشف روبرت كوخ Robert Koch عصيّات السل Mycobacterium tuberculosis عند بعض المرضى المصابين، وفي عام 1883 عزل كوخ عصيّات الهيضة (الكوليرا) B.cholera من براز المصابين بإسهالات شديدة، واكتشف سالمون Salmon عام 1885 عصيّات السلمونيلة Salmonella في الإسهالات الشديدة عند الخنازير، وعزل بروس Bruce عصيّات البروسيلة B.brucella المسببة للحمى المالطية من طحال جندي متوفى في مالطا عام 1896، وفي عام 1894 عزل يرسين Yersin عصيّات الطاعون B. yersinia الصغيرة التي لا يتجاوز طولها 1.8 ميكرون من الجرذان النافقة، وهي عامل مرض الطاعون الخطير الذي أدى إلى وفاة ملايين عدة  من البشر في أوقات مختلفة من القرن العشرين. أشكال العُصَّياتالجراثيم العصوية الشكل واسعة الانتشار، ومختلفة الأشكال، فقد تكون وتدية كالوتديات الخناقية Corynebacterium diphtheriae، أو ذات نهايات قائمة كما في عصيّات الجمرة الخبيثة، أو ذات نهايات محدبة، مثل عصيّات السلمونيلة، أو على شكل الضمة مثل ضمات الهيضة (الكوليرا).وتختلف العصيّات في أحجامها، فالريكتسية Rickettsia، عامل حمى جبال الروكي، لايتجاوز عرضها 0.2 ميكرون، في حين يصل قطر عصيّة الجمرة الخبيثة إلى 10 ميكرون.وتكون العصيّات إما إفرادية، كما في العصيات التيفية (السلمونيلة) (الشكل 1)، أو تجتمع بشكل عقدي سلسلي Streptobacilli، مثل عصيات الجمرة الخبيثة، أو على شكل ريشي، كعصيات السل (الشكل 2)، وقد تكون غير متحركة، كعصيّات الجمرة الخبيثة (الشكل 3)، أو متحركة بسياط flagella محيطية، كعصيات السلمونيلة، وقد تكون السياط في أحد أطرافها، كما في الزائفة الزِنجارية Pseudomonas aeruginosa.وتتكون السياط من مادة بروتينية مسؤولة عن توليد أضداد داخل الجسم المصاب، ومع السياط ثمة أشعار تثبت البكتريا على خلايا المضيف، ولها دور في عمليات التزاوج الجنسي، ودورٌ في القدرة الممرضة للجراثيم.بنية العصيات: [ر: الجراثيم]تستطيع بعض العصيات تشكيل أبواغ spores في البيئة غير المناسبة لتحفظ ذاتها ونوعها إلى حين توافر البيئة المناسبة، وقد تكون العدوى بوساطة الأبواغ، كما في أبواغ الجمرة الخبيثة التي تعيش في التربة وجلود الحيوانات المصابة، وتدخل الجسم عن طريق الجروح، فتنتشر فيه وتعود إلى حياتها المرضية، وكذلك أبواغ عصيات الكزاز Bacillus tetani.تنتشر العصيات حرّةً في التربة والماء والهواء، ويعيش بعضها رميِّاً على البقايا النباتية والحيوانية، فتفتتها إلى جزئيات صغيرة مفيدة للتربة والنبات. وتعيش أنواع عديدة من البكتريا، ومنها العصيات، في عدد من أجهزة جسم الإنسان والحيوان من دون أن يكون لها تأثير مرضي، مع توازن فيما بينها مع دفاعات العضوية، ومنها الملبنّة (العصية اللبنية) lactobacillus التي تعيش في الجهازين الهضمي والتناسلي عند الإناث. ويؤدي بعض العصيات دوراً في إنتاج فيتامينات B وK في الأمعاء، ودوراً مساعداً في الهضم بتحليلها للمواد السِلُّلولوزية، وتستطيع عصيات الكزاز وعصيات القولون العيش في القناة الهضمية من دون أي تأثير مرضي، وعندما يُصاب الجسم بأحد العوامل المسبب لنقص المناعة أو بنقص الفيتامينات أو بالتعرض للجروح والأذيات الرضيِّة أو للصدمات الميكانيكية، فإنها تتحول إلى جراثيم مرضية، وقد يكون سبب التحول هذا نتيجة لإنهاك الجسم أو سوء تغذيته أو ارتفاع درجة حرارته.تغزو بعض العصيات الجسم عن طريق التنفس، كما في عصيات السل أو عصيات الشاهوق أو العصيات الوتدية، وأخرى تَدْخُلُه مع الأغذية كالإشريكية القولونية Escherichia coli أو السلمونيلات، أو عن طريق الجروح كعصيّات القيح الأزرق الفتاكة  Pseudomonas pyocyaneus (الشكل 4)، أو عصيّات الجمرة الخبيثة، أو عن طريق الاتصال الجنسي، كعصيّات البروسيلة وعصيّات القيح الأزرق والمتَقَلِّبة الاعتيادية Proteus vulgaris.يتوقف ظهور العدوى على الحالة المناعية للجسم وضراوة البكتريا، وقد استخدمت الجراثيم في الحرب البيولوجية، وكان في مقدمة الدول التي استخدمتها الاتحاد السوڤييتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى.تستخدم الصادَّات الحيوية antibiotics في معالجة المرضى المصابين بأمراض جرثومية، ولمعظمها تأثير نوعي مرتبط بالجرثوم، وتتنافس الشركات الطبية في إنتاج اللقاحات المضادة للجراثيم مثل لقاحي السل والجمرة الخبيثة، واللقاح الثلاثي (لعصيات الكزاز والشاهوق والوتديات)، لتوفير مناعة جيدة للإنسان والحيوان. وتتأثر فترة المناعة بجودة اللقاح وعوامل البيئة، فبعض اللقاحات في سورية تضمن مناعة حتى عشر سنوات، في حين في الدول الاستوائية لا تتجاوز مدة المناعة للقاح نفسه خمس سنوات.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم التطبيقية  زراعة  بيطرة