داء التولارميَة Tularaemia أو حمى الأرانب أو حمى ذبابة الغزال أو مرض أوهارا. مرض خمجي شديد السراية يسببه جرثوم يسمى الفرنسيسلة التولارميةFrancisella tularensis . وهي عصية صغيرة ترى بصعوبة بالجهر الضوئي العادي لدقتها وصغر حجهما، وهي سلبية الغرام وزرعها على جانب من الصعوبة، إلا أنها لا تنمو في الأوساط المألوفة. واستفردت عام 1912 بعد أن اكتشف هذا المرض عام 1911 في مقاطعة تولير Tulare بولاية كاليفورنية الأمريكية. وهو يصيب القوارض كالأرانب البرية وفأر الحقل وفأر المنزل وغيرها، وينتقل لأنواع حيوانية كثيرة منها الجمال والخيول والكلاب والقطط والخنازير مسبباً إصابات حادة ونسب نفوق مرتفعة، وخاصة في الأغنام والخنازير، ويبدو أن الأبقار مقاومة للعدوى، كما يمكن أن يُصاب به الإنسان.التصنيفيوجد نمطان من جراثيم التولارمية: النمط الأمريكي وهو شديد الإصابة للأرانب، والنمط الأوربي وهو غير ممرض للأرانب. والنمط الأمريكي أشد ضراوة وإمراضية للإنسان حيث يؤدي إلى وفاة 5 ـ 6% من حالات التولارمية عند البشر، بينما يسبب النمط الأوربي وفاة 0.5% فقط. وتستطيع جراثيم التولارمية العيش في الغليسرين 240 يوماً، وفي الحبوب 130 يوماً، وفي الماء وجثث القوارض 90 يوماً، وفي الخبز 20 يوماً، وفي التربة 10 أيام، كما تستطيع العيش مدة قد تزيد على ثلاثة شهور في درجات الحرارة المنخفضة. ويمكن قتلها في عدة دقائق بمحلول 3% ليزول، أو الكريزول، أو الفورمالين أو الكحول. وعندما تسخن حتى 60 ْم تموت في غضون 10-15 دقيقة. بينما يقتلها التعرض المباشر لأشعة الشمس في30 دقيقة.تتميز جراثيم الفرنسيسلة التولارمية بقدرة كبيرة على العدوى، ويمكن أن تحدث عدوى الإنسان من خلال الجلد السليم، أما في الأغنام والخيول والجمال والخنازير فتحدث العدوى بوساطة القرّاد. تراوح مدة الحضانة بين 1-10 أيام مبتدئة بارتفاع كبير ومفاجىء في درجة الحرارة وسبات وتصلب في الجسم وعدم الميل إلى الحركة وأعراض إنتان دموي. ويشاهد في الأغنام إصابة شديدة، إضافة إلى زيادة معدلات النبض والتنفس وحدوث سعال وإسهال وتدهور في وزن الحيوان الذي لا يتمكن من الوقوف ثم ينفق بعد نحو يومين من رقوده. هذا وتكتسب الحيوانات التي تشفى منه مناعة قوية ضد المرض تدوم مدة طويلة، وترتفع درجة حرارة الخيول المصابة، ويحدث تصلب وتوذم في قوائمها وتكون الإصابة خطيرة جداً في صغارها، ويمكن حدوث صعوبة في التنفس وعدم تناسق حركي، إضافة للأعراض المشتركة مع الأنواع الأخرى.التشخيصيعتمد التشخيص الحقلي للمرض على الأعراض والصفة التشريحية، فوجود أعداد من الحيوانات مصابة بالقرّاد الناقل للمرض وبإنتان دموي وحدوث نسبة نفوق مرتفعة خاصة في فصل الربيع (حيث يبتدئ نشاط القراد) يشير إلى مكان وجود المرض في القطيع إضافة إلى التشخيص التشريحي للحيوانات النافقة. ويمكن إجراء تشخيص مخبري للمرض باستخدام الاختبارات المصلية أو استفراد الجرثوم المسبب له من عينات من الكبد أو الطحال أو العقد اللمفوية في الحيوانات المصابة.العلاجتعالج الحيوانات المصابة بالصادات الواسعة الطيف مثل التتراسكلين والكلورامفينكول أو التي تؤثر في الجراثيم سلبية الغرام مثل، الستريبتومايسين والجنتامايسين والنيومايسين.الوقاية والتحكمتتخذ إجراءات مشددة للمحافظة على عدم انتقال المرض إلى البلدان الخالية منه. وإجراءات أخرى لمكافحة القرّاد ومعالجة الحيوانات المصابة في البلدان التي يستوطن فيها المرض.وبسبب اعتماد المواطن العربي على لحوم الأغنام في كثير من البلدان العربية، فإنه يجب اتخاذ إجراءات مشددة لوقايته من الإصابة بهذا المرض، يمكن الإشارة إلى أهمها فيما يأتي:1- معاينة الحيوانات الحية وذبائحها لضمان سلامتها.2- التخلص من جثث الحيوانات النافقة فنياً.3- منع ذبح الحيوانات خارج المسالخ والأماكن المراقبة صحياً.4- عدم استهلاك اللحوم من دون طهي، وكذلك الأغذية التي تحضر من اللحوم النيئة أو غير كاملة النضج.5- مكافحة القرّاد دورياً وخاصة في الأوقات التي ينشط فيها كالربيع والصيف وبداية الخريف. إضافة إلى مكافحة ذبابة الإسطبل وذبابة الخيل والبعوض.6- تحصين الأشخاص المعرضين للعدوى كالرعاة والأطباء البيطريين ومفتشي اللحوم والعاملين في المسالخ والدباغات ومصانع اللحوم ومشتقاتها.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
العلوم التطبيقية زراعة بيطرة