ديونيسيوس سولوموس Dionysios Solomos هو شاعر اليونان الحديثة القومي. ولد في جزيرة زاكينثوس Zakinthos غرب البيلوبونيز، وتوفي في جزيرة كورفو Korfu شمال غربي اليونان. ينحدر سولوموس من عائلة إقطاعية ثرية، أمنت له فرصة الدراسة في إيطاليا، حيث درس الأدب والقانون وانخرط في أجواء المثقفين، فاحتك بالأفكار الليبرالية الجديدة، وتعمق في دراسة دانتي[ر] وبتراركا[ر]. نظم قصائده الأولى باللغة الإيطالية، وعندما عاد إلى وطنه في عام 1818 تحمس للشعر الشعبي ولأفكار النضال التحرري من الاحتلال العثماني، الذي انطلق عام 1821، وشكل إلى حد كبير الموضوعات الرئيسية في إبداع سولوموس الشعري والنثري. فبدأ منذ عام 1822 بنظم قصائده باللغة اليونانية الشعبية الجديدة Demotike، فنظم عام 1823 «نشيد الحرية» Imnos is tin eleftherian الذي صارت أبياته الأولى (1-34) النشيد الوطني اليوناني منذ عام 1863. و«نشيد الحرية» قصيدة ملحمية غنائية تصف سنوات العبودية القاسية وترحب مع سائر الأمم بالحرية المنبعثة مجدداً من أرض اليونان ككائن إلهي يتماهى مع الوطن، ثم يستعرض الشاعر في المقاطع التالية تحرير عاصمة البيلوبونيز تريبوليس وتدمير الجيش العثماني الهائل في منطقة كورينثه، ثم حصار الأتراك لمدينة ميسولونغيون Mesolongion وتحطيم جيشهم عند نهر أخيلوس Acheloos. وفي ختام القصيدة يدعو الشاعر حكام أوربا لنجدة الشعب اليوناني الذي يناضل من أجل حرية أرضه ومن أجل الصليب أيضاً. وقد نشرت القصيدة عام 1825 في أثناء حرب التحرير، كما ترجمت فوراً إلى عدة لغات أوربية، مما منح حركة «حب الثقافة الهيلينية» Philhellenism المنتشرة في أوربا آنذاك محفزاً جديداً. وفي العام نفسه نظم سولوموس مجموعة من القصائد حول موت الشاعر الإنكليزي لورد بايرون[ر] في أثناء حرب التحرير اليونانية.كتب سولوموس بين الأعوام 1826ـ1829 قصته الشهيرة «امرأة زاكيثوس» I gineka tis Zakithos التي لم تنشر إلاّ عام 1927. يتخذ النص شكل تقرير نبوئي قيامي prophetic- apocalyptic يكتبه راهب يدعى ديونيسيوس. وتقف في مركز الأحداث امرأة مدينة زاكيثوس الأثيمة المنفّرة التي تقف ضد النساء اللاجئات إلى مدينتها الحرة من حصار مدينة ميسولونغيون. وفي القسم الأخير من التقرير يصف الراهب بلغة مروعة ساعات عذاب امرأة زاكيثوس وانتحارها. لقد حاول النقاد عبثاً تقديم تفسير للجو الميتافيزيقي المحيط بالأحداث، وخاصة لشخصية المرأة - الشيطان، التي فسرها بعضهم على أنها تمثل الصورة الحقيقية لدور إنكلترا في اليونان حينذاك. ولما لم يكن سولوموس أبداً شاعراً ميتافيزيقياً، فقد سرب في ثنايا التقرير، وعلى لسان الراهب، وصفاً واقعياً حياً لتفاصيل حصار ميسولونغيون ولمصائر سكانها.انتقل الشاعر في عام 1828 إلى كورفو وتعمق في دراسة الأدب الألماني الاتباعي (الكلاسيكي) والفلسفة المثالية الألمانية. وهناك بدأت لديه مرحلة النضج شعرياً وفكرياً التي افتتحها بالقصيدة المطولة «الكريتي» (1833ـ1834) O Kritikos التي لم تنشر إلاّ بعد وفاته بسنتين، عام 1859، إذ كان يخطط لدمجها في عمل شعري أشمل، ومن هنا جاء وصف الشاعر لمسودات القصيدة بأنها «غير مكتملة». تصف القصيدة على لسان البحار الكريتي رحلة التيه في سفينته التي حطمتها العاصفة، محاولاً حماية خطيبته والوصول إلى أي برٍ كان، ثم خمود العاصفة المفاجئ وظهور الكائن الغامض المسربل بضوء القمر والمحاط بموسيقا سماوية، وليصحو من ثم على الشاطئ والخطيبة ميتة بين ذراعيه. وما يلفت النظر في القصيدة إلى جانب سحرها اللغوي هو اعتماد الشاعر الوزن العشاري Distichon المشكّل من خمسة عشر مقطعاً تزاوج بفنية عالية بين الوزنين السداسي Hexameter والخماسي Pentameter، ماداً بذلك جسراً بينه وبين تقاليد أدب جزيرة كريت في القرن السابع عشر.نظم سولوموس قصيدته القصصية الكبرى «المحاصرون الأحرار» I eleftheri poliorkimeni بين الأعوام 1834ـ1844 واستخدم فيها الوزن العشاري ثانية، ليصف إحدى ذرى حرب التحرير، أي حصار مدينة ميسولونغيون عام 1826 والتضحيات التي قدمها المحاصرون من أجل حريتهم. وهنا تجلى سولوموس شاعراً بامتياز، تبوأ بكل جدارة لقب شاعر اليونان القومي.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
الآداب اللغات وآدابها الآداب الاخرى