يُعد سَلْڤتورِه كوازيمودو Salvatore Quasimodo، من أبرز الشعراء الإيطاليين بعد الحرب العالمية الثانية.
ولد في مودِكا Modica (صقلية)، وتوفي في أمالفي Amalfi (نابولي).
جُبلت طبيعته على جمال جنوبي إيطاليا، كما تأثر بالعواقب التي خلفّها الزلزال الذي أصاب مدينة مسّينا Messina، حيث كان والده يعمل مديراً لمحطة قطارات ونقل على أثره. درس الهندسة المدنية وتولى منذ صغره أعمالاً إدارية وتنقل في أرجاء إيطاليا. وعلى الرغم من العَوَز المادي وانشغاله بأعباء إدارية صغيرة لا هدف لها كان ينظم الشعر. تعلم بجهده الشخصي اللغة اليونانية القديمة، وبالتالي ترجم بعض أعمال الشعراء الغنائيين اليونانيين.
أقام في روما بين عامي 1919 و1926، ثم استقر في ميلانو متخلياً عن الوظيفة التي زادته كآبة، واكتفى بالأدب ليكون مورد رزقه إلى جانب الصحافة.حظي كوازيمودو عام 1941 بمقعد لتدريس الأدب الإيطالي في معهد جوزيبه ڤردي GiuseppeVerdi. وكان الأديب إيليو ڤيتوريني Vittorini قد دعاه -بحكم المصاهرة- إلى الإسهام في المجلة الأدبية «سولاريا» Solaria الصادرة في فلورنسا بين عامي 1926-1936 التي كان لها دور كبير في تحديث الأدب الإيطالي وفي التعريف بالآداب الأخرى وكتّابها أمثال بروست[ر] Proust وجويس[ر] Joyce وغيرهما.
ونشرت هذه المجلة ديوانه الشعري الأول «مياه وأراض» Acque e terre (1930) ثم «قصائد» Poesie (1938)، وأيضاً «لسرعان ما يرخي المساء سُدولَه» Ed é subito sera.
وقد حملت هذه القصائد خصائص تيار الإبهام Hermetisme الذي كان يجاري أسلوب شعراء البارناس[ر] Les Parnassiens المعروف برمزيته وإبهامه، ثم اتجه نحو الشعر الوطني مستهدفاً عدداً أكبر من القرّاء، وتوسع في إيديولوجيته لتشمل الالتزام السياسي إلى جانب الفن للفن.
كان كوازيمودو في البداية من أنصار الفكر اليساري، وكان عضواً في الحزب الشيوعي حتى تحرير البلاد من الحكم الفاشي، ولم يكتم ثورته إزاء الحرب والفاشية. وألهمته المقاومة قصائد أكثر وضوحاً وأكثر شمولاً، منها «مع قدم غريبٍ تدوس القلب» Con il piede straniero sopra il cuore (1946)، و«يوم بعد يوم» Giorno dopo giorno (1947)، و«الحياة ليست حلماً» La vita non é sogno (1949)، وركّز على المأساة التاريخية للإنسان المعاصر الذي يبحث عن الحرية ويكتشف أنها صعبة المنال.
كان كوازيمودو يتغنى بفردوس مفقود وبعصر ذهبي اقترن بالأساطير، كما كان يقارن الجسد بالطبيعة ويرى فيه مكونات الأرض من ماء وتراب.
وقد أبرز وصفُه للطبيعة تشاؤمَه فبدت قوى الطبيعة وعناصرها شريرة، وأصبحت الرياح تحت قلمه مهلكة والغيوم دموية والمطر قاتلاً.
وأشهر مؤلفاته بهذا الصدد «الأخضر الزائف والصحيح» Il falso e vero verde (1956)، و«أرض لا نظير لها» La terra impareggiabile التي نشرها عام1958، وفي العام نفسه مُنح جائزة ڤياريتجو Viareggio أكبر جائزة إيطالية، ثم زادته شهرة جائزة نوبل للأدب عام 1959.
قام في سنواته الأخيرة برحلات عدة، منها إلى موسكو عام 1958 ثم أرغم على الاستقرار إثر نوبة قلبية، وتوفي في طريقه ليترأس حفل منح جائزة للشعر.
يشكل كوازيمودو إلى جانب مونتالِه Montale وأونغاريتي[ر] Ungaretti الثالوث الشعري الذي طوّر الشعر الإيطالي، كما أسهم في إحياء اللغة الإيطالية، وفاق نضاله الشعري نضاله السياسي.
من آخر أعماله «الشاعر والسياسي ومقالات أخرى» Il Poeta e il politico e altri saggi (1960)، و«العطـاء والتمـلك» Dare e avere (1966)، إضافة إلى ترجماته، ومنها ترجمة الإنجيل وهوميروس[ر] وأوڤيديوس[ر] وشكسبير[ر] ونيرودا[ر] وإيلوار[ر].
المراجع
arab-ency.com.sy
التصانيف
الآداب اللغات وآدابها الآداب اللاتينية العلوم الاجتماعية