وليم كونغريف William Congreve من أهم كتاب المسرح الإنكليزي في عصر إعادة الملكية Restoration، ويعد رائداً للملهاة في عصره ومؤسساً ملهاة السلوك Comedy of Manners. ولد في بلدة باردسي Bardsey قرب مدينة ليدز Leeds، وكان والده جندياً في الجيش خدم في إيرلندا؛ فتلقى وليم تعليمه في مدرسة كِلْكيني Kilkenny في دبلن، ثم تابع دراسة الحقوق في كلية ترينيتي Trinity.بدأ كونغريف الكتابة بقصته «المتخفية» Incognita (1692)، وبترجمة مؤلفات يوفينال[ر] Juvenal، وكانت مسرحيتا «العازب العجوز» The Old Bachelor، و«المخادع» The Double-Dealer (1693) أولى نجاحاته، إلا أن شهرته بدأت بملهاة «حب من أجل الحب» Love for Love (1695) وقد ترجمت إلى العربية «حب بحب». أمـا ملهاته الأشهر فهي «حـال العالم» وقد ترجمـت إلى العربية The Way of the World (1700)، تناول فيها المجتمع الإنكليزي المخملي -الذي يعجّ بالنفاق والرياء والتصنع- بتهكم وخفة ظل، واعتمد الحبكة المحكمة التي تظهر تورط شخصيات المسرحية في مؤامرات ومكايد يحيكونها لبعضهم تحقيقاً لمصالحهم الخاصة، وتنتهي بانتصار الحب على الرغم من النفاق المستشري في المجتمع. ويصور كونغريف أيضاً علاقات الحب والزواج المزيفة والمخفقة بتسليط الضوء على نماذج من الرجال والنساء ترى في الحب وسيلة إما لإشباع رغباتها، وإما لتحقيق زواج المصلحة الذي يقوم على الخداع والتزلف. ويقدم العاشقان ميلامانت Millamant وميرابل Mirabel نموذجاً للحب الحقيقي الذي يرتقي فوق كل المصالح، ويحافظ على القيم وكرامة الإنسان. والمسرحية عرض لعادات المجتمع اليومية من خلال شخوص نمطية مكررة مثل السيدة المزعجة المتصنعة ويشفورت Lady Wishfort، والسيدة اللعوب، والعاشق الأحمق، والعاشق الذكي، والخادم الخبيث. وقد تميز أسلوبه بجزالة اللغة وبراعة الحوار، والظُرف والمواقف المضحكة المدروسة؛ فصار نموذجاً لملهاة السلوك الاجتماعية التي تُضحك المشاهد لتزيد من وعيه الاجتماعي تجاه زيف العلاقات والأخلاق، كما أثر في كتّاب الملهاة الاجتماعية من بعده مثل أوسكار وايلد[ر] وجورج برنارد شو[ر].لم تستمر مسيرة كونغريف الأدبية طويلاً بعد النجاح الذي حققته «حال الدنيا»؛ إذ فقدت الملهاة الاجتماعية الناقدة شعبيتها بعد تغير الأذواق باتجاه المسرح العاطفي الرومنسي Sentimental Comedy، وبعد الهجوم اللاذع الذي وجهه بعض النقاد إلى ملهاة السلوك بسبب ما وجدوه فيها برأيهم من افتقار إلى الضوابط الأخلاقية. وقد جاء النقد الأبرز بقلم الكاتب جيرمي كوليير Jeremy Collier الذي خص به كونغريف ودرايدن[ر] في مقالته «لمحة عن الانحلال الخلقي والسلوكي في المسرح الإنكليزي» A Short View of the Immorality and Profaneness of the English Stage، فرد عليه كونغريف بقوة في «تصحيح لآراء السيد كوليير الخاطئة وغير الدقيقة» Amendments of Mr. Collier’s False and Imperfect Citations (1698). إلا أن النقد تغلب في هذا الجدل، وصار من الصعب عرض أي مسرحية تعتمد على الجرأة في نقد المجتمع. لم يستمر كونغريف في كتابة الملهاة، وانشغل بالسياسة، ونظم بعض الشعر وترجم أعمال موليير[ر]. عانى في آخر حياته مرضاً مزمناً وضعفاً في بصره، وتوفي في لندن ودفن في مقبرة العظماء في وستمنستر.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

الآداب   اللغات وآدابها   الآداب الجرمانية