إرنست تولر Ernst Toller كاتب مسرحي وشاعر سياسي ألماني، ولد في مدينة ساموتشين Samotschin في بروسية الشرقية (الآن في بولندة) وتوفي منتحراً في نيويورك.

ينحدر توللر من أسرة بورجوازية، درس القانون في غرونوبل Grenoble وتطوع في الجيش الألماني عام 1914، وبعد عامين في الجبهة تحول إلى مناهض للحرب، ثمَّ سُرِّح من الخدمة لإصابته. تأثر توللر بأفكار ماكس فيبر[ر] Max Weber وكورت آيسنر Kurt Eisner الاشتراكية والتزم قضية الطبقة العاملة وضرورة ثورتها، ولكن عن طريق نبذ العنف.

وبسبب أفكاره المناهضة للحرب الرأسمالية اعتقل عام 1917، وبعد الإفراج عنه شارك كعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني المستقل في إضراب عمال الذخيرة في مدينة ميونيخ ثم في ثورة نوفمبر 1918، ثم صار الأمين العام للحزب ورئيس المجلس المركزي لمجالس العمال والفلاحين والجنود، وبذلك صار رئيس جمهورية المجالس الأولى في بافاريا Bavaria، ومن ثم قائد الحرس الأحمر على جبهة داخاو Dachau.

ونتيجة فشل الثورة اعتقل توللر، وحكم عليه بالسجن الانفرادي مدة خمس سنوات. خلال مرحلة الاعتقال انفصل توللر عن الحزب بسبب التناقض بين تصوراته عن ثورة اللاعنف وممارسات الحزب وقوات الحرس الأحمر، وحاول عبر الأعمال المسرحية والشعرية والرسائل أن يوضح آراءه وأسباب إخفاق الثورة وإخفاقه الذاتي، فكتب مسرحيات: «التحول» Die Wandlung و«الإنسان والجماهير» Masse-Mensch و«مدمرو الآلات» Die Maschinen Stürmer و«هينكمان الألماني» Der deutsche Hinkemann و«فوتان طليقاً» Der entfesselte Wotan التي تنبأ فيها باحتمال ظهور هتلر، كما نظم الدواوين الشعرية: «يوم البروليتاريا» Der Tag des Proletariats و«قصائد المعتقلين» Gedichte der Gefangenen و«قبل غد» Vormorgen و«ديوان السنونو» Das Schwalbenbuch.

بعد خروجه من المعتقل انتقل توللر إلى برلين وأسهم في تحرير صحيفة «منبر العالم» Weltbühne، وقام بعدة رحلات إلى الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانية.

ولمَّا أدرك حتمية استيلاء النازيين على السلطة هاجر عام 1933 عن طريق سويسرة ثم فرنسة ثم إنكلترة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي وصل إليها عام 1936. 

أمَّا في ألمانية فقد منعت السلطة النازية كل أعماله، وجرَّدته من الجنسية.

خلال سنوات المنفى التزم توللر النضال ضد الفاشية[ر]، فشارك في المؤتمر الدولي للأدباء في موسكو عام 1934 وفي المؤتمر الدولي للدفاع عن الثقافة في باريس عام 1935 وفي مدريد عام 1937.

إلا أن تزايد شكوكه باحتمال نجاح سياسة اللاعنف في الدفاع عن حرية الإنسان، ولَّد لديه شعوراً عميقاً بالخذلان والإحباط ودفعه إلى الانتحار شنقاً في نيويورك.خلال مرحلة جمهورية فايمار[ر] Weimar في ألمانية اعتُبر توللر في مسرحياته وأشعاره وكتاباته السياسية الناطق الصريح والملتزم قضايا الطبقة العاملة، انطلاقاً من مواقفه المعادية للرأسمالية[ر] والامبريالية[ر] على صعيد الممارسات الاقتصادية السياسية الاجتماعية، ولكن من منظور اللاعنف.

وقد نبع صدق التزامه من تجاربه الذاتية التي عبر عنها في أعماله، وخاصة في مسرحياته ذات الأسلوب التعبيري المميز خلال العشرينات، ثمَّ في أعماله الأخيرة التي تحول فيها إلى الواقعية، كما في «مدمرو الآلات» التي عالج فيها التناقض بين هياج الجماهير العنيفة وبين التفكير الاستراتيجي للقائد المثقف، أو كما في مأساة «هينكمان الألماني» التي تأثر فيها بشكل واضح بمسرحية غيورغ بوشنر[ر] Georg Büchner «فويتْسِك» Woyzeck.

ومن ثم في مسرحية «هوبلا، نحن نحيا» 1927 Hoppla, Wir leben و«نيران من المراجل» 1930 Eeuer aus den Kesseln.

وفي مذكراته «شبابي في ألمانية» Meine Jugend in Deutschland استعاد توللر تجارب حياته الاجتماعية والحربية والسياسية من منظور المراقب المحلل في المنفى البعيد.


المراجع

arab-ency.com.sy

التصانيف

الآداب   اللغات وآدابها   الآداب الجرمانية   العلوم الاجتماعية