تنتمي اللغة اليونانية (الإغريقية) إلى أسرة اللغات الهندية ـ الأوربية[ر]، والثابت حتى اليوم أنها أقدمها؛ إذ ثمة أدلة كتابية على استخدامها تعود إلى القرن 14ق.م. وقد تطورت اليونانية لفظاً وكتابة عبر أربع مراحل:1ً ـ اليونانية القديمة: وهي تنقسم إلى فرعين: آ ـ الموكينية Mycenaean منذ القرنين 14 ـ 13ق.م، وقد استخدمت الكتابة المقطعية المعروفة بخطية ب Linear B، والتي وُجدت في كريت وبيلوس؛ ب ـ العتيقة والكلاسيكية الممتدة من القرن 8 حتى 4ق.م، وتميزت بتبني الأبجدية الفينيقية وتطويعها لملاءمة الصوائت والصوامت اليونانية مما أدى مثلاً إلى تدوين أعمال هوميروس[ر] وهسيودوس[ر] وآخرين. والأبجديتان الرومانية (اللاتينية) والكيريلية Cyrillic (السلاڤية) متفرعتان من اليونانية. وفي حين اتصفت الموكينية بنوع من الوحدة اللغوية، فقد وُجدت في المرحلة العتيقة والكلاسيكية أربع مجموعات من المحكيات dialects حسب المناطق وهي: 1 ـ الدورية Doric ، ء2ـ أيولية Aeolic،ء 3 ـ يونية ـ أتيكية Ionic ـ Attic، ء4 ـ أركادية ـ قبرصية Arcado ـ Cypriot، مما يعني أن روائع الأدب الشعري والنثري والمسرحي قد كُتبت بهذه المحكيات [ر. اليونان (الأدب)]، وكذلك الأمر على صعيد التاريخ والفلسفة والطب.2ً ـ اليونانية العامة Koine أو الهيلينية :Hellenistic التي امتدت من القرن 4ق.م حتى 4م، وأساسها محكية أثينا اليونية ـ الأتيكية التي صارت لغة امبراطورية الإسكندر المقدوني في جميع المستعمرات اليونانية. وقد اتسمت اليونانية العامة ببساطة قواعدها، مما سهل انتشارها، على الرغم من معارضة أنصار النقاء اللغوي الذين حثّوا على الكتابة بكلاسيكية أفلاطون[ر] وديموسثينس[ر] الرفيعة، والذين وجدوا أن اليونانية العامة مزيج غير صافٍ، أي غير لائق بالامبراطورية.3ً ـ اليونانية البيزنطية :Byzantine التي امتدت من القرن 5 حتى 15م. عانت اللغة اليونانية في هذه المرحلة ازدواجية كبيرة وصعبة بين الحفاظ على نقاء لغة أفلاطون ومدرسته على صعيد الكتابة وبين تطورات اليونانية العامة المحكية. وفي أثناء هاتين المرحلتين الثانية والثالثة دُونت أهم الأعمال الكلاسيكية في الميادين كافة، إما على ورق البردي وإما بشكل مخطوطات، بلغة الدواوين البيزنطية، ولكن للأسف ليس بالدقة المرجوة.4ً ـ اليونانية الحديثة: وقد بدأت تظهر معالمها منذ القرن 15م، وهي ذات نوعين؛ أولهما يتضمن جميع المحكيات المحلية التي قد تختلف اختلافاً بيناً فيما بينها، ولكن ليس إلى حد عدم الفهم المتبادل، وثانيهما هو الفصحى العامة الحديثة Koini Neoelliniki أي لغة اليونان الرسمية على صعيدي الكتابة والكلام، والتي نجمت عن التقارب بين صنفين تاريخيين من اليونانية الحديثة، أي بين اللغة الشعبية Demotic Greek التي كانت تُنطق في جميع المراكز المدينية وهي مفهومة تقريباً من قبل الجميع؛ وبين لغة الدواوين المكتوبة Katharevusa المحافظة على النقاء القديم، والمستخدمة في الدوائر الرسمية وفي ميادين أخرى من الحياة العامة. وفي عام 1967 أُعلنت اليونانية الشعبية Demotic لغة الدولة الرسمية في الدوائر الحكومية والوثائق والصحافة والتعليم بدلاً من لغة الدواوين العتيقة، فصارت تدريجياً لغة الأدب أيضاً. حتى ذلك الوقت كان التقارب قد حصل بصورة طبيعية بين الصنفين، ومن ثم فإن أفضل وصف للفصحى الحديثة هو أنها اليونانية الشعبية بسمات ديوانية.حافظت قواعد اللغة اليونانية عبر العصور على أسسها من دون تغيرات جذرية عدا بعض التبسيط. ففي اليونانية القديمة كانت هناك صيغ المفرد والمثنى والجمع، فسقط المثنى كما في كثير من اللغات الأخرى. وكان فيها أيضاً ست حالات إعرابية تفصيلية، لم يبق منها سوى ثلاثة هي: الرفع والنصب والجر. أما حالات الاسم القديمة الثلاث (مذكر، مؤنث، محايد) فقد بقيت من دون تغيير مع تبعية حالة الصفات لها. والأفعال في الفصحى الحديثة تُعرب حسب الصيغة (دال، شرطي، أمر) والحالة (تام، ناقص) والصوت (معلوم، مبني للمجهول) والزمن (مضارع، ماض)، والمتكلم (أنا، هو، أنت، بالمفرد والجمع).إن أهم ما تتميز به اللغة اليونانية هو مخزونها الهائل من المفردات وبناء الجملة المطواع والمتنوع، وهي منطوقة اليوم في شبه الجزيرة اليونانية وجزر بحر إيجه، أي في المناطق نفسها التي تكونت فيها المجموعة البشرية الهندية ـ الأوربية الناطقة باليونانية نحو 1000 قبل الميلاد.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
الآداب اللغات وآدابها اللغة