أفواه الحيات

وهذه الحياتُ ذاتُ أفواهٍ وأعناقٍ مدادةٍ تستطيعُ ابتلاعَ البيوضِ الكبارِ، ولها في آخرِ الحلقِ مجموعة نتوءاتٍ عظميةٍ تعملُ كالمنشارِ فتخرقُ ثقبًا في قشرةِ البيضةِ، ثم تضغطُ محتوياتِ البيضةِ إلى المعدةِ، وتلفظُ الأفعَى بقايا القشرةِ من الفمِ.والأفاعي السامةُ مزودةٌ بنابين طويلين في طرفِ الفكِّ العلويّ، والنابان مجوفان في بعضِ الحياتِ أو مخددان جانبيًّا في بعضِها الآخرِ لمرورِ السمِّ.

ويتكونُ السمُّ في غددٍ فوقَ النابين تحتَ الجلدِ ويختزنُ في أجزاءٍ خاصةٍ لحين الحاجةِ، وعندما تلدغُ الحيةُ المفترسةُ تثقبُ بالنبابين فيسري السمُّ عبرهما إلى جسمِ الحيوانِ الملدوغِ، ويعملُ السمُّ بسرعةٍ فلا تستطيع الضحيةُ الابتعادَ كثيرًا قبلَ أن تسقطَ صريعة.

وتتعقبُها الأفعى دون عناءٍ فتبتلعُها كاملةً، وكثيرًا ما نجدُ في الكتبِ التي تتحدثُ عن الهندِ صورًا (لحواةٍ) يلاعبونَ الأفاعي أو يرقّصونها.

فالحاوي من هؤلاءِ يحملُ أفعًى أو أكثر في سلتِهِ، وعند رفعِ غطاءِ السلةِ تنتصبُ الأفعى خارجَ السلةِ وتروحُ تتماوجُ يمينًا ويسارًا على ألحانِ الحاوي، والحقيقةُ أن الأفعى تتجاوبُ مع حركاتِ الحاوي لا مع أنغامِهِ؛ لأنها صماءُ.

ويستخدمُ الحواةُ عادةً حياتِ الكوبرا (الناشرة) التي تنشرُ جلدَ العنقِ حولَ رأسِها كالقلنسوةِ. ويزيدُ المنظرَ روعةً تلك العلاماتُ المنقوشةُ على قفَا القلنسوةِ كنظارتين.

والناشراتُ شديدةُ السميةِ، يموتُ الكثيرون سنويًّا في الهندِ بلدغاتِها.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

العلوم   العلوم البحتة   قصص   روايات   فنون   كتب