الخطابة، بمعناها اللغوي، تُعرَّف على أنها فنّ البلاغة والبيان، وهي فن يسعى لإقناع الناس وإدهاشهم سواءً بالكلام أو بالكتابة. يُمكن أيضاً تعريف الخطابة بأنها أي تعبير يتم التفنّن فيه بالكلام أو الكتابة لكي يلامس وجدان السامع. عندما نقول إن شخصًا "خطب"، فإننا نشير إلى أنه ألقى خطبة، وأصبح خطيبًا. وفي السياق اللغوي، يُطلق مصطلح "الخطّاب" على الشخص الذي يمتاز بالخطابة، حيث يتقن فنّ التعبير عن أفكاره بشكل مؤثر.

إشتملت التعريفات الأولى للخطابة على تفسير أرسطو، الذي ركز على قوة الإقناع في مختلف المواضيع. يمكن تصنيف الخطابة إلى ثلاثة أنواع: القضائية، الاستشارية، والاستدلالية. ومن الأسس الأساسية للخطابة الناجحة هي وجود جمهور يستمع، والقدرة على إقناع واستمال هذا الجمهور.

من خلال التاريخ، كانت الخطابة جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان. استُخدمت في العصور القديمة من قبل اليونانيين والرومان، حيث تطورت وازدهرت بفضل عظماء الخطبة مثل إيسوقراطيس وديمستينيس. وفي العصر الجاهلي، اهتمّ العرب بالخطابة، وكانت وسيلة للدفاع عن النفس والتباهي بالشجاعة.

مع بداية الإسلام، أصبحت الخطبة أداة مهمة للرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته للإسلام. وتحتل الخطبة مكانة كبيرة في العبادة الإسلامية، وتشمل خطبة الجمعة والخطب في العيدين.

تنوعت أنواع الخطابة لتشمل الدينية والقضائية والعسكرية والجدلية والسياسية والعلمية. تُظهِر الخطبة أهميتها في توجيه الرسائل والتأثير في الجماهير، وكان لها تأثير كبير في التاريخ والحضارات المختلفة.


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

فنون   التاريخ   الآداب