إن في العظم حياة وحيوية أكثر مما يعتقده كثير من الناس. والهيكل العظمي الذي ينعم بالحياة، رغم ما يتمتع به من صلابة وقوّة. فهو تركيب مرن يسري الدم عبر كل جزء منه، وهو دائم النمو والتجدد.وفي تركيب العظم تتجلى حقائق عدّة عن حياة الفرد. حتَّى إن عظام الهياكل التي يكتشفها علماء الآثار تروي الكثير عن عمر الميت، وجنسه ذكراً كان أو أنثى، ووزنه وأنشطته ونوعية قوته، فيما إذا كان نباتياً أو غير نباتي.والعظام الأصفوريَّة توفر أيضاً شواهد بيِّنة على التاريخ الطويل لبعض اضطرابات العظم كالرَّخَد (الكساح) والرَّثية (إلتهاب المفاصل).والمعروف أنَّ اعتلال الصحة والعجز الجسدي كانا دوماً من أهم مسببات أمراض العظام والمفاصل بخاصة في عمر متقدم.وهذه الأمراض يمكن توقيه، فسلامة العظم وحجمه وقوته، في آخر العمر، تعتمد حتماً على سلامة الصِّحة في ربيع العمر.فالوزن الزائد المفرط، يعرِّض الإنسان لاحقاً إلى داء المفاصل العظمي، (مع ما يصحبه من ألم وتصلُّب مفاصلي)، فيما الوجبات الغنية بالكالسيوم مترافقة مع تمارين الرِّياضة المعتدلة المنتظمة، تقلل من خطورة أنواع متعددة من أمراض العظم.وقد حدث في الآونة الأخيرة تقدم ملحوظ ومهم في علاج الرَّثية وبعض اضطرابات العظم الأخرى، قوامه إحلال بدائل اصطناعية محل الكثير من مفاصل الجسم. كما أنَّ للعلماء عمل دؤوب لتقصِّي التفاعلات المعقَّدة بين الجينات البشرية والعوامل البيئية لاكتشاف أسرار حدوث اضطرابات العظم في شريحة قليلة من السُّكان.
المراجع
الموسوعة.كوم
التصانيف
الطب العلوم التطبيقية الهيكل العظمي عند الإنسان