كل عام وأنتم بخير.. أنت الآن تحتفل مع كل المصريين بعيد "شم النسيم" وفيه يسرف الناس من تناول الأسماك المملحة بكافة أشكالها وأسمائها من فسيخ ورنجة وملوحة وغيرها، والنتيجة الطبيعية لهذا الإسراف حدوث مشاكل صحية تتكرر كل عام، وتتراوح هذه المشاكل من سوء الهضم والحموضة و"كرشة النفس" وبعضها يصل إلى حد التسمم.. وعلى الرغم من خطورة هذه الأكلات "المصرية الخالصة"، وتحذير الأطباء من عدم تناولها، نظراً لما تحويه من نسبة لا بأس بها من الميكروبات والسموم وخلافه، إلا أن أهالى مصر المحروسة لديهم الاستعداد لتحمل كافة العواقب في سبيل الحفاظ على طقوس هذه الأعياد كاملة دون نقصان !!وحرصا من شبكة الأخبار العربية "محيط" علي صحة قرائها ، نحاول خلال السطور القادمة التركيز علي بعض النصائح الخاصة بالتعامل مع هذه الأسماك المملحة في هذا اليوم الجميل .. ففي البداية، حذرت دراسة حديثة لجهاز حماية المستهلك من تناول الفسيخ، مؤكدة أن بكتيريا الفسيخ خطيرة، وأشارت إلى أن الرنجة أقل خطورة ولذا تنصح المستهلكين بتناول الرنجة الطازجة لأنها الأفضل.وأكدت الدراسة التى أعدتها جمعية الإسكندرية لحماية المستهلك بدعم من جهاز حماية المستهلك، أن زيادة درجة حرارة الجو وارتفاع نسبة التلوث تجعلان الأسماك المملحة غير صالحة للاستخدام بسبب وجود بكتيريا تمثل خطورة كبيرة على الجهاز التنفسى، وتسبب صعوبة البلع وزغللة فى رؤية العين، كما أن احتمالات الشلل واردة فى بعض الحالات.ونبهت الدراسة إلى أن أى تلوث فى الأسماك الفاسدة لا يبدو على مظهرها أو خواصها بسبب رائحتها النفاذة التى تغطى على أى رائحة أخرى.وأشارت إلى أن الفسيخ يمثل خطورة الأشد، لأن عملية تصنيعه نفسها تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية الخطيرة للغاية، حيث تترك الأسماك حتى تفسد ثم يتم تمليحها وتصنيعها، مما يساعد على نمو هذا النوع من البكتيريا القاتلة التى تسبب فى بعض الحالات الوفاة خلال ساعات قليلة، لخطورتها على الجهازين العصبى والتنفسى معاً.ونصحت الدراسة عند تناول الرنجة بأن تكون مغلفة وطازجة بالتأكد من بيانات تاريخ الإنتاج والصلاحية، وأن يتم التأكد من عدم وجود ديدان تظهر بوضوح بين شقى البطارخ، مع ضرورة تعرضها للنار بطريقة تجعلها تتغلغل فى أنسجتها من الداخل.واستعرضت الدراسة التى أشرف على إعدادها الدكتور عصام غنيم، نائب رئيس الجمعية، أن أعراض حالات التسمم بسبب البكتيريا اللاهوائية وغيرها من السموم التى تصيب الإنسان، نتيجة تناول الأسماك المملحة الفاسدة أو الملوثة، تتمثل هذه الأعراض فى ضيق شديد فى التنفس، والشعور بضعف القدرة على البلع وزغللة فى العين، تبدأ فى الظهور بعد تناول الأسماك الفاسدة بساعات قليلة حسب الكمية التى تم تناولها، إضافة إلى احتمالات ظهور أعراض لنوبات الإسهال فى حالات التسمم الغذائى.وقد حذر الدكتور عبد الرحمن النجار مدير المركز القومي للسموم في مصر، من التسمم الناتج عن أسماك الفهقة والماكريل بأنواعه والسمك الروسي, وضرورة التعامل مع الرنجة والأسماك المدخنة بالغلي في الماء أو الزيت للتخلص من سمومها، بالإضافة إلي تجنب شراء الأسماك المملحة قدر الإمكان لخطورتها علي الصحة, وشراء الأسماك من أماكن ذات سمعة طيبة والبعد عن مجهولة المصدر.ونبه إلي أنه عند الشعور بضعف العضلات سواء بالرقبة أو العين بالتوجه لمركز سموم طب القصر العيني قبل انتشار الأعراض في بقايا الجسم, لأن أعراض التسمم تبدأ من ساعة إلي10 ساعات وتشمل أعراضاً عضلية وصعوبة التنفس وتغيير الصوت, مشيراً إلي أن حقنة علاج حالات التسمم الواحدة نتيجة تناول الأسماك المملحة تبلغ نحو20 ألف جنيه, ويزداد عددها تبعاً لحالة المريض وهي متوافرة بالمركز.ويحدد الدكتور صلاح حسين أستاذ الصناعات الغذائية بزراعة القاهرة القائمة الآمنة لاختيار أسماك شم النسيم بداية بالسالمون المدخن فهو الأكثر أماناًًًً, يليه الرنجة المدخنة علي البارد حيث تحتفظ بقوامها وشكلها حتي أثناء التسخين علي النار، علي عكس الرنجة المدخنة علي الساخن لارتفاع نسبة الرطوبة بها, وأكد أهمية شواء الرنجة للتخلص من الديدان وأطوارها, ولمحبي البطارخ لابد من فتحها بالطول وتفريغ الغشاء الواقع بين الفصين لاحتوائه عادة علي حلقات بيضاء هي ديدان يسبب تناولها حساسية. وينصح بتجهيز السردين والملوحة والفسيخ في اليوم السابق للتناول في ليمون وخل وزيت بعد تنظيفه جيداًًًًً, والتخلص من الرأس والأحشاء.ويضيف مدير مركز السموم قائلاً: "إن الإصابة بالتسمم من الأسماك يمكن أن تنخفض آثاره تدريجياً دون علاج, بينما لا يتعافي مريض التسمم من الفسيخ إلا بالحقن المقاومة للتسمم التي يقدمها المركز, وهي متوافرة فقط في وزارة الصحة التي تقدمها للمصاب مجاناًًًًً".وأكد النجار أن سموم الفسيخ لا يبطل مفعولها إلا عند تعرضه لدرجة حرارة مائة مئوية, ولمدة عشر دقائق عن طريق القلي في الزيت, وأن الرنجة هي البديل الآمن للفسيخ, نظراً لطهيها وتعرضها للحرارة الشديدة.نصائح تهمكــ ضرورة شراء الفسيخ من مصادر موثوقة لضمان النظافة بقدر المستطاع لتجنب مصادر التلوث الغذائي, وأن تكون عملية التمليح قد تمت في براميل خشبية وليس في صفائح مغلقة حتي لا تتوافر البيئة اللاهوائية التي تساعد علي تكاثر ميكروب "الكلوستريديم بوتيولزم" الخطير الذي يسبب التلوث الغذائي لطعام الإنسان.ــ يمكن تجميد الفسيخ قبل استخدامه لمدة 48 ساعة لقتل ما به من طفيليات إذا كان قد تم تمليحه لفترة غير كافية.ــ يجب عصر الليمون علي الفسيخ حيث أن هذا الوسط الحامضي لا يناسب وجود البكتريا.ــ يمكن قلي الفسيخ في الزيت قبل تناوله. ــ الحرص علي عدم تناول كميات كبيرة منه لمحتواه المرتفع من الملح, خصوصاً للمرضي حيث لا يسمح لهم إلا بتناول قطعة صغيرة فقط من الفسيخ تجنباً لأضرار الملح أو البروتين الزائد عن المسموح به ويحظر تناول الفسيخ بالنسبة للمرضي الممنوعين من الملح أو البروتين الحيواني.ـ تناول كميات كبيرة من الخضراوات كالبصل الأخضر والخس والملانة والترمس أيضاً لأنها تساعد في التخلص من الملح، حيث تقوم بإمتصاص الملح الزائد وطرده في البراز.. مع الحرص علي غسل تلك الخضراوات جيداً مع استخدام الخل لتجنب الإصابة بالدودة الكبدية.وأخيراً ضرورة الإسراع بالاتصال بالطبيب لأخذ العلاج المناسب أو مضادات التوكسينات إذا لزم الأمر في حالة حدوث أي أعراض للتسمم الغذائي مثل نوبات الإسهال أو الأعراض التنفسية أو العصبية .
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية موسوعة الأسماك والكائنات البحرية