الاستزراع المائي .. والبيئةتشتمل البيئة الطبيعية علي مكونات حية ومكونات غير حية تمثل الموارد الطبيعية والتي يحصل منها الإنسان علي حاجاته الاساسيى وتحقيق طموحاته في تحسين نوعية حياته ، او بمعني آخر تحقيق التنمية ، وعلي هذا يطلق علي هذه الموارد موارد التنمية.والموارد السمكية وغيرها من الكائنات المائية تعتبر احد الموارد الطبيعية او موارد التنمية في المحيط المائي والتي يتم استغلالها لسد الحاجات الانسانية من خلال ثلاث عمليات هي :البحث العلمي والذي من خلاله يتم استكشاف ان لعنصر معين فائدة او قيمة تحقق احد متطلبات الانسان .استحداث التكنولوجيا ( الأدوات والوسائل ) التي يحصل بها علي هذا العنصر ، وكذا معالجته ليصبح ملائما للغرض المطلوب.العملية الإنتاجية وهي محصلة العمليتين السابقتين حيث يتم تطبيق نتائج العلم واستخدام التكنولوجيا في الحصول علي العنصر الطبيعي ومعالجته ليصبح متاحا ويشبع حاجة معينة .والموارد السمكية لها القدرة علي التجدد والنمو بشكل متواصل ، لذا يطلق عليها موارد طبيعية متجددة ، وترجع هذه الخاصية الي الطبيعة الديناميكية لهذه الموارد والتي هي عملية تبادل مستمرة للاجيال علي مر الزمن تتضمن ولادة للاجيال المتتابعة تم نموها تم هلاكها ، وذلك من خلال نظام انضباطي يتكيف بصورة آلية مع اي تغير في الظروف البيئية وهذا يعني امكانية تحقيق التنمية المستديمة أي تلبية حاجات وطموحات الحاضر بدون الاخلال بالقدرة علي تلبية حاجات المستقبل اذا اخذنا في الاعتبار تكامل البيئة مع التنمية ، ذلك ان غياب هذا التكامل يجلب دائما مخاطر واضرارا بالبيئة ، لان التنمية تؤدي الي حدوث ضغوط متزايدة علي الموارد الطبيعية نتيجة التغيرات التي تحدثها في الانظمة البيئية .ان الانفصال وعدم الربط بين مفاهيم البئية ومفاهيم التنمية ادي الي الافراط في استخدام الموارد السمكية واستنزافها وكسر الديناميكية الطبيعية للسلاسل المسئولة عن تكوين هذه الموارد الأمر الذي ادي الي اضعاف قدرتها الانتاجية او الي نضوبها في بعض الاحيان .ان تزايد الضغوط في العديد من الدول العربية لتوفير الغذاء خاصة البروتيني يجب الا يكون مبررا لإنتهاج سياسات انتاجية غير مقبولة بيئيا والتي ادت الي الافراط في استغلال الثروات السمكية ، لذا ينبغي الحفاظ علي هذه الموارد وتعزيزها لتلبية الطلب والاحتياجات المتزايدة وذلك اعتمادا علي محورين :الاول : الاعتماد في استغلال الموارد السمكية علي التقييم العلمي لمخزون الاسماك مما يقلل من احتمالات استغلالها باكثر من طاقتها .الثاني :  التخفيف من الضغط الواقع علي المصايد الطبيعية من خلال تنمية الاستزراع المائي ، ومع هذا يجب التنوية ان سياسات تنمية الاستزراع المائي قصيرة النظر يمكن ان تخلق اشكالا مختلفة من الاجهاد البيئي – كما سياتي فيما بعد – والذي يحدث اثارا مرتدة في المزارع المائية نفسها.وبصفة عامة فإن التغيرات البيئية في المحيط المائي تكون اكثر تأثيرا في وحدات الاستزراع المائي القائمة في  الماء ( الاقفاص ، الحظائر ، المسيجه ) عنها في وحدات الاستزراع القائمة علي الارض ( الاحواض ) حيث تكون درجة التحكم في المتغيرات البيئية في الاخيرة اكثر بالمقارنة بالاولي .وكما سبق ان ذكرنا فإن استراتيجية تنمية الاستزراع المائي في الوطن العربي سوف تعتمد علي تكثيف الانتاج في مزارع المياه العذبه ، والتوسع في المزارع البحرية ، فانه يجب مراعاة عند تخطيط مشروعات الاستزراع المائي الاثار البيئية في المياه العذبة وما يترتب علي ذلك من مخلفات عضوية ، واستخدام المخصبات والاغذية  الاضافية ، والمبيدات وغيرها من الكيماويات واحتمالات انتشار الامراض ، اما بالنسبة لمشروعات الاستزراع في المياه البحرية فإنه من غير المتوقع ان تؤدي نظم الاستزراع منخفضة التكثيف والشبه المكثفة الي حدوث تغيرات بيئية مرتدة ولكن التهديد لمشروعات الاستزراع البحري ياتي من الانشطة الاخري التي توجد في المناطق الساحلية ومن اهمها استخراج البترول ، والنقل البحري ، والسياحة والترفيه ، والنمو الحضري ، المشروعات الصناعية والزراعية والتي تؤدي الي تلوث المياه المتاحة للاستزراع المائي .ويوفر الاستزراع المائي الامكانيات لتعويض معدل النمو المنخفض من المصايد الطبيعية نتيجة الاستغلال الجائز لهذه المصايد من خلال تخزين واطلاق الكائنات المائية المرباة في المفرخات في المياه الداخلية والساحلية مما يدعم من المصايد الطبيعية التي تعاني من الانهاك البيئي.كما ان الاستزراع المائي يمكن ان يساهم في توفير منتجات سمكية غير ملوثه حيث يمكن الاعتماد علي موارد مائية ذات نوعية جيدة .كذلك يساهم الاستزراع في اعادة تأهيل واصلاح المناطق الريفية عن طريق اعادة استخدام الاراضي البور او التي لم تعد صالحه للزراعة بسبب الانهاك البيئي.وعلي الجانب الاخر فان هناك انعكاسات بيئية علي انشطة الاستزراع المائي نتيجة الانشطة البشرية علي اليابسة والتي تسبب التلوث بانواعه المختلفة ( صناعي – زراعي – صحي – حراري ) وبالتالي تحد من امكانيات التنمية لهذا القطاع.الاثار البيئية الضارةالاثار المباشرة :يتفاعل الاستزراع المائي مع البيئة فهو يستخدم الموارد ويسبب تغيرات في البيئة ، وينتج اثارا سلبية تتضمن :تؤدي بعض ممارسات الاستزراع المائي خاصة تلك القائمة في الماء ( الاقفاص ، والحظائر ) باطلاق مخلفات الكائنات المستزرعة وكذلك فائض الغذاء الذي لم يستهلك والمواج الغير العضوية الذائبة ( النتروجين والفوسفور ) وكذلك المخلفات الصلبة والتي تؤدي الي اثار ايكولوجية في المياه القريبة من حدات الا ستزراع المائية خاصة خفض تركيز الاكسوجين الذائب .الاخلال بالتوازن البيئي الطبيعي خاصة في المناطق الساحلية ، حيث يتم ازالة اشجار المانجروف لاقامة مشروعات الاستزراع المائي ، وما يترتب علي ذلك من تأثير سلبي علي التنوع البيولوجي واجهاد بيئي وتعرية التربة في المناطق الساحلية مع التوسع في مشروعات الاستزراع المائي وكذلك زيادة الانتاجية من خلال تكثيف الانتاج بتزايد استخدام الكيماويات للاغراض المختلفة مثل المبيدات ، الهرمونات ومحفزات النمو ، وذلك للتحكم في المفترسات ومكافحة الامراض والحشرات ، وتغيير الجنس ، وتحسين كفاءة الانتاج والنمو ، وتنظيف حواجزالمزارع ( الشباك ... الخ ) ولاشك ان لهذه الكيماويات اثارا ضارة علي البيئة المائية ، ومدي تاثيرها السلبي علي الاصناف الغير المستهدفة في البيئة المائية وايضا الاخطار الصحية الناتجة عن انتقالها للانسان .ان الاستخدام المكثف للمخصبات والتغذية لزيادة الانتاجية يزيد من الحمل العضوي ويقلل من جودة المياه وقد تؤدي ممارسات الاستزراع المائي الي ادخال اصناف مفترسة ، او متنافسة مع الاصناف المحلية مما يؤدي الي تدمير الكائنات المقيمة ، كذلك هناك احتمالات لانتقال الامراض والحشرات مع الاصناف التي تم ادخالها.زيادة معدلات استبدال المياه لاستبعاد المخلفات وزيادة الاكسوجين وتخفيف اثر الترسبات والمخلفات علي المزارع المجاورة ، ولاشك ان هذا يعتبر احد المحددات البيئية في حال مزارع المياه العذبة بسبب ندرة المياه.الاثار السلبية المرتدة :بالاضافة الي الاثار السلبية المباشرة الذي يسببها الاستزراع المائي في البيئة فان هناك مجموعة اخري من الاثار المرتدة علي البيئة في الوحدات المزرعية تنتج  من ممارسات الاستزراع المائي نذكر منها ما يلي :في بعض نظم الاستزراع مثل الاقفاص والحظائر.. الخ قد تسبب انخفاضا ملحوظا  في سرعة تيار المياه ، مما يؤدي الي زيادة معدلات ترسيب وتراكم المخلفات العضوية تحت او حول الوحدة المزرعية وزيادة الاطماء ، وتدهور نوعية المياه ، وزيادة العكارة بسبب زيادة المواد العالقة ، بالاضافة الي ذلك فان امدادات الاكسوجين يمكن ان تنخفض وقد يحدث تصاعد غاز الميثان وغيره نتيجة الترسيبات القاعية ، والتي تؤثرعلي عمليات النمو وزيادة القابلية للاصابة بالامراض .ان مزارع الاحواض والتي تعتمد علي حركة المد والجزراو الضخ بواسطة المضخات لتغيير المياه ، قد تتعرض الي مشاكل ناتجة عن تدهور نوعية المياه اذا لم يكن معدل استعاضة او احلال المياه مناسبا بحيث يسمح بالتخلص من المخلفات في الحوض.تمثل الكيماويات المستخدمة خطورة علي الكائنات المستزرعة والتي قد تؤدي الي تسمم المنتجات المزرعية ، او تخفض من نوعيتها ومدي قبول المستهلك لها ، كما ان التوسع في استخدام العقارات لمقاومة الامراض قد يؤدي الي ترسبها في او حول وحدات المرزعة مما يسبب اثارا سلبية مرتدة علي انتاج المرزعة .ان الاستخدام الزائد للكيماويات في المفرخات قد يؤدي الي خفض معدلات والنمو وخفض معدلات الحياة خلال مراحل النمو ، كما ان انتاجية تربة المزرعة تنخفض مع الزيادة في المعالجة الكيماوية .تنجذب المفترسات من الطيور والاسماك الي الاسماك المستزرعة او الموجودة في المصايد الطبيعية في المنطقة وايضا الي امدادات الغذاء في المزرعة ، وهذا يزيد من احتمال تدمير واستهلاك الاسماك ذات القيمة الاقتصادية ، كما ان هذه المفترسات قد تنقل الامراض الي المكان حيث انها تعمل كحاضن وسيط في دورى حياة الحشرات ، كما انها قد تدمر الشباك والمواد المصنوع منها حوائط المزرعة ، مما يؤدي الي هروب الاسماك .ان حجم الاثار المرتدة نتيجة التوسع او زيادة نظم التكثيف ( زيادة المساحات المستغلة او عدد الوحدات المزرعية مثل الاحواض ، الاقفاص ، الحظائر 000 الخ ) قد يتبعه تدهور في نوعية البيئة سواء في منطقة الاستزراع  او بالقرب منها .

المراجع

اراضينا

التصانيف

الثروة السمكية  المصايد السمكية