المزارع السمكية تدخل النفق المظلم!*مشاكل المياه والأعلاف الصناعية أهم ما يؤرق المزارع السمكية!*متى نضع قواعد منظمة لصيد الزريعة حفاظاًعلى مزارعنا السمكية؟!على الرغم من سواحل مصر الممتدة بطول البحر المتوسط من العريش حتى السلوم وعلى البحر الأحمرمن السويس إلى حلايب ووجود البحيرات الداخلية والساحلية هذا بالإضافة لمجرى النيل العظيم مصدر الخير والنماء إلا أننا نعانى من فجوة بين إستهلاك وإنتاج الثروة السمكية ولا بديل لسد هذه الفجوة إلا بالإستيراد مما يشكل عبئاً على ميزان المدفوعات حيث إستوردنا (100000) طن فى المتوسط خلال العقد الأخير وعلى هذا فإن تقليل حجم الفجوة يتطلب إستغلال كافة الإمكانات المتاحة لزيادة الإنتاج السمكى.لذا أصبح الإعتماد على الإستزراع السمكى لإنتاج غذاء للأعداد المتزايدة من الافواه وسيلة مهمة فطبقا لتقديرات منظمة الاغذية والزراعة يمثل انتاج المزارع السمكية حوالي 16% من اجمالي الانتاج العالمي من الاسماك ومن المتوقع ان تصل النسبة الي حوالي 50% في الفترة القادمة .وانطلاقا من اهمية الاستزراع المائي سواء في توفير الانتاج السمكي وتحقيق التنمية الاقليمية وصنع فرص عمل جديدة اجرينا هذا التحقيق .ومن دراسة للدكتور عبد الرحمن الخولي خبير الاستزراع السمكي في مصر انه قد تطورت تربية الاسماك بمصر اشار في مختلف مجالات تربية الاسماك وقد صاحب زيادة المساحات المستغلة ضرورة انشاء المفرخات في مناطق متفرقة لتفريخ اسماك المبروك بانواعه المختلفة واسماك البلطي لسد حاجة المربين من الزريعة .وقد انتشرت المزارع السمكية الحكومية والقطاع الخاص فى المياه العذبة والمياه الملحية والمياة الخليط وتبلغ مساحة الارض المستغلة للاستزراع السمكية اكثر من (250 الف فدان ) وهي منشئة في الاراضي البور الغير صالحة للزراعة ومعظم هذه الاراضي توجد بجوار البحيرات الشمالية والسواحل الشمالية للبحر الابيض المتوسط .ويضيف بان معظم المزارع السمكية المتواجدة تستعمل مياة الصرف او مياة خليطا من المياة العذبة والمياة الملحية ويتوقف نوع الاسماك المرباة علي نسبة ملوحة المياة وكلما انخفضت ملوحة المياة كلما كان الانتاج افضل وتقوم وزارة الري بمنع استعمال مياة النيل في المزارع السمكية وتنقسم المزارع السمكية الي ثلاثة اقسام : مزارع تعمل بالمياة العذبة واخري بالمياة المخلوطة وثالثة تعمل بالمياة المالحة .ومن امثلة مزارع المياة العذبة مزرعة اسماك العباسة ومزرعة التل الكبير التي يتم مدها بالمياة من ترعة الاسماعيلية وتعتبر التربية في المياة العذبة من افضل انواع التربية حيث ان الاسماك التي تصلح للتربية في هذه المزارع متوفرة وتعطي افضل نمو وبالتالي افضل انتاج سمكي مع استعمال التغذية الصناعية ومن اهم الاسماك المستزرعة في مزارع المياة العذبة وبالاخص في العباسة اسماك البلطي النيلي وبلطي الاوريا واسماك المبروك العادي والفضي والبوري والتوبار والقراميط والبياض .وهذه الانواع سهل الحصول عليها وسهلة في جمع الزريعة من المصادر الطبيعية وسهل تفريخها صناعيا ولها قابلية كبيرة علي استعمال الاعلاف الصناعية اما عن المزارع التي تستخدم المياة الخليط كما في المناطق الشمالية بمحافظات البحيرة والاسكندرية ودمياط وبورسعيد والشرقية والدقهلية خاصة علي جانب بحيرة البرلس – مريوط – ادكو . المزارع ومشكلة الزريعةوتشير الي ان هذه المزارع تتبع القطاع الخاص وهي عبارة عن مسطحات من الارض تتراوح مساحاتها من 2 الي 20 فدان ممتلئية بالمياة من البحيرات المجاورة او من المصارف ذات الملوحة المرتفعة وتزود بزريعة اسماك بوري – توبار التي اصبحت الحصول عليها صعبا جدا لقلتها وارتفاع اسعارها بجانب ان طرق نقلها يتسبب في موت نسبة كبيرة منها وعادة لا تتم تغذيتها باعلاف صناعية الامر الذي يؤدي الي قلة الانتاج كما ان هذه المزارع ممتلئية بالحشائش التي تقلل من الانتاج نظرا للمساحات الكبيرة التي تشغلها .كما ان مشكلة الزريعة تتصدر قائمة المعضلات التي تهدر مستقبل المزارع السمكية نظرا لاستخدام الصيادين الشباك ذات فتحات ضيقة تصطاد الزريعة مما حدا بوزارة الزراعة ان تصدر قرارا بمنع صيد الزريعة في البحر المتوسط والبحيرات الداخلية ثم تراجعت عنه !! .نوعية المياةويقول الدكتور عزت عوض ابراهيم الاستاذ بمعهد بحوث الانتاج الحيواني والسمكي بمركز البحوث الزراعية ان الماء ونوعيتة من اهم عوامل نجاح المزارع السمكية وافضلها مزارع المياة العذبة والتي تتزود بالمياة من نهر النيل بجانب بعض المزارع التي تستخدم المياة المخلوطة وهي مياة صرف مأخوذة من المصارف والبحيرات الشمالية بالإضافة لإستخدام مياه البحر المالحة متمثلة فى مياه البحرين المتوسط والأحمر.ويشير إلى أنه لكل نوع من المياه درجة حرارة خاصة به سواء للماء وللهواء وتختلف على مدار اليوم والسنة وهذا العامل له تأثيره فى معدل توالد الأحياء المائية ويؤثر مباشرة على حياة يرقات الأسماك والأصبعيات وعن معدل النمو وتطوره ومدى إصابتها بالأمراض مع العلم أن هناك بعض الأسماك التى تؤقلم نفسها لمثل هذه الظروف حيث تتحمل الإرتفاع أو الإنخفاض فى درجة الحرارة هذا بالإضافة لعامل الشفافية وعكسه العكارة بجانب الخواص الكميائية للمياه ومن المفضل إستخدام المياه العذبة فى المزارع إلا أن ذلك يؤثر سلباً على مخزون مصر من المياه لذا نلجأ لإستخدام المياه المخلوطة كبديل .دور مركز العباسةومن مركز العباسة بالشرقية إلتقينا بالدكتور عبد الرحمن عبد اللطيف الجمل الأستاذ بالمركز الذى أوضح فى إيجاز بداية عمله بناء على إتفاقية عقدت بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية سنة 1978 قدم بموجبها الجانب الأمريكى منحة قدرها(23,4)مليون دولار والجانب المصرى ب(6,7)مليون جنيه لإنشاء مشروع تنمية المزارع السمكية وقد تم نقل تبعية المركز إلى مركز البحوث الزراعية تحت مسمى المعمل المركزى لبحوث الثروة المائية منذ نوفمبر 1991.وقد ركز المركز على الإرتفاع بالإنتاج السمكى من وحدة المساحة مع ترشيد مدخلات الإنتاج مثل الأرض والمياه وذلك لندرة المياه فى مصر وتوجيه الأبحاث لمعالجة عيوب التربة فى المزارع السمكية وتحسين خواصها الكميائية والطبيعية وتحويلها لتربة منتجة تلائم الإستزراع السمكى ويعتمد المركز فى مزرعته الخاصة على إستخدام المياه العذبة من النيل .فى النهاية نوجز واقع المزارع السمكية فى مزارع تعانى من نقص المياه العذبة والإعتماد على مياه الصرف الصحى المخلوط بالمياه العذبة ومياه البحر المالحة مع نقص الزريعة وخصوصاً زريعة البورى التى تتناقص شيئاً فشيئاً.بالإضافة لمشكلة مواد التغذية الصناعية المكلفة التى تحتاجها الأسماك وظهور بعض الأمراض.
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية المصايد السمكية