وَخَيَالٍ سَرَى إلَيَّ فَأَدْنَا … ها على النأْيِ والمَزارُ شَطُونُ

سَارَ يَطْوِي الْفَلاَ وَحِيداً وَمِنْ دُو … نِ سُرَاهُ مَهَامِهٌ وَحُزُونُ

زائرٌ في الظلامِ يسمَحُ بالوَصلِ ومُهْدِيهِ بالسلامِ ضَنينُ … السَّلاَمِ ضَنِينُ

لَمْ يَكِدْ يَهْتَدِي لِرَحْلِيَ لَوْلاَ … زَفَرَاتٌ مِنْ دُونِهِ وَأَنِينُ

وظِباءٍ من عامرٍ ما رنَتْ إ … لاَّ أَرَتْنَا أَنَّ الْكِنَاسَ عَرِين

بِثُغُورٍ يَشْجَى بِهِنَّ الأَقَاحِي … وقُدودٍ تَشقى بهِنَّ الغصونُ

إنْ يُطَاعِنَّ فَالرِّمَاحُ قُدُودٌ … أَوْ يُنَاضِلْنَ فَالسِّهَامُ عُيُونُ

يا ابنة َ القومِ كيفَ ضاعَتْ عهودي … بينكمْ والوفاءُ في العُرْبِ دِينُ

كيفَ أثسلِمْتُ فيكمُ إلى الأشجانِ … لَوْلاَ الْغَرَامُ جُنُونُ

قد تَمادى هَواكِ لي فسَقامي … فِيكِ بَادٍ وَدَاءُ قَلْبِي دَفِينُ

وَتَقَضَّى الْمَدَى وَمَا أَقْصَرَ الْعَا … ـكَرَمِ الْعِدِّ وَالْمِيَاهُ أَجُونُ

مَن تَناسى عهدَ الشبابِ وأيّا … مَلَكَتْنِي لَكَ الأَيَادِي فَإنْ أُمْـ

أنا من قدْ علِمْتِ عهدي على النَّأْ … يِ وَثِيقٌ وَحَبْلُ وُدِّي مَتِينُ

أنا ماءٌ على التّواصُلِ رَقْرا … قُ وفي الهَجْرِ صخرة ٌ لا تَلينُ

عَدِّنِي مَوْرِدَ الْهَوَانِ فَلاَ صَا … دَفْتُ رِيًّا يَكُونُ فِي الرِّيِّ هُونُ

علَّمتْني الآباءُ أخلاقَ قومٍ … أَقْسَمُوا أَنَّ جَارَهُمْ لاَ يَهُونُ

لاَ تَخَفْ فِي جِوَارِهِمْ نُوَبَ الأَ … يَّامِ فَالْجَارُ فِيهِمُ مَضْمُونُ

أَلمُصيبونَ في دُجى الخَطْبِ والمُعْطونَ في الجدبِ والسَّحابُ ضَنينُ … ـبَ بِوَجْهٍ يَنْجَابُ عَنْهُ الدُّجُونُ

يَكتَسي التُّرْبُ عَرْفَهُمْ فمكانٌ … وطِئَتْهُ نِعالُهُمْ دارِينُ

لكمُ يا بني المُظفَّرِ آيا … تٌ وفضلٌ يومَ الفِخارِ مَتينُ

لاَ تُسَامِيكُمُ الْقَبَائِلُ فَالنَّا … سُ الدَّنَايَا وَأَنْتُمُ الْعِرْنِينُ

وَاللَّيَالِي بِيضٌ لَدَيْكُمْ إذَا الأَ … يّامُ أمْسَتْ بغيرِكمْ وهْيَ جُونُ

وغِمارُ الفَلا كأنَّ مطايا … ـكِ سُلُوًّا إنِّي إذَا لَخَؤُونُ

يَنشُدُ المَكرُماتِ في كلِّ أرضٍ … ليسَ فيها عَمّا أضَلَّ مُبِينُ

حَيْثُ رَوْضُ النَّدَى جَمِيمٌ وَمَاءُ ک … لجُودِ غَمْرٌ للسائلينَ مَعينُ

لاَ تُؤَمِّلْ سِوَاهُ فَهْوَ كَفِيلٌ … لمَساعِيكَ بالنجاحِ ضَمينُ

تَلْقَ منهُ بحراً وطَودَ حِمى ً يأْ … ـكَ لِلشَّائِمِينَ وَهْوَ يَمِينُ

مُصْلِتٌ من مَضائِهِ سيفَ عزمٍ … سَلَّطَتْهُ عَلَى النُّفُوسِ الْمَنُونُ

سيفُهُ من مَضاءِ كفَّيْهِ والدِّرْ … عُ عليهِ من قلبِهِ مَوضونُ

إنْ سَخَا أَوْ سَطَا فَلاَ الأَسَدُ الْوَ … رْدُ بِضَارٍ وَلاَ السَّحَابُ هَتُونُ

يُشْرِقُ التَّاجُ مِنْهُ فَوْقَ جَبِينٍ … كِسْرَوِيٍّ لِلتَّاجِ فِيهِ غُضُونُ

قَوْلُهُ يَفْضُلُ الْفِعَالَ وَيُسْرَا … هُ إذَا رَاحَ لِلْعَطَاءِ يَمِينُ

صَانَ قَدْرِي عَنْ مَعْشَرٍ يُحْرَمُ السَّا … ئلُ فيهمْ ويُمنعُ الماعونُ

حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَرَانِيَ فِيهِمْ … ـنَاءُ حَرْفٌ مِثْلُ الْهِلاَلِ أَمُونُ

أَرْتَجي فضلَ ناقصٍ وأُداري … كُلَّ جِنْسٍ مَا فِي سَجَايَاهُ لِينُ

مُسْتَهَامٌ بِالْبُخْلِ صَبٌّ كَمَا هَا … مَ إلى الأَخْيَلِيَّة ِ المَجنونُ

وَكَأَنَّ الْعَافِي يُخَاطِبُ مِنْ جَدْ … وَاهُ رَسْماً بِرَامَة ٍ لاَ يُبِينُ

فَفَدَتْ كَفَّكَ الَّتِي جُودُهَا الْكَوْ … ثرُ كَفٌّ عطاؤُها غِسْلِينُ

صَدَقَتْ فِيكَ يَا مُحَمَّدُ آمَا … لِي وَخَابَتْ لَدَى سِوَاكَ الظُّنُونُ

عوّدَتْني النُّعمى يداكَ وعاد … تُ الأَيَادِي عَلَى الْكِرَامِ دُيُونُ

كلَّ عامٍ تُجِدُّها لكَ نُعْما … كَ فلا أخْلَفَتْ عُلاكَ السِّنينُ

أَكْتَسِي رَوْنَقاً بِمَلْبَسِهَا الضَّا … فِي فَتُمْسِي صُوراً إلَيَّ الْعُيُونُ

زَائِرٌ فِي الظَّلامِ يَسْمَحُ بِالْوَصْـ … ـقُرِّ مِنْهَا مَعَاقِلٌ وَحُصُونُ

فاسْتَمِعْها عذراءَ تحملُ أبْكا … رَ المعاني منها قَوافٍ عُونُ

فَکفْتَرِعْ ذُرْوَة َ الْبَقَاءِ بِمْلْكٍ … أخْمَصاهُ التأييدُ والتَّمكينُ

بَالِغاً فِي أَخِيكَ مَا نَالَهُ مُو … سى وقد شَدَّ إزْرَهُ هارونُ

مُذْ دَعَوْهُ تاجاً تمنّى هِلالُ الْـ … أُفْقِ لو انّهُ الغداة َ جَبينُ

وابْقَ وابْناكَ ما أقامَ ثَبِيرٌ … ـلَمَنِي نَاصِرِي وَقَلَّ الْمُعِينُ

فبَهاءُ الدينِ الذي إنْ دعَوْ … نَاهُ لِخَطْبٍ فَحَدُّهُ مَسْنُونُ

أدعُهُ للسماحِ والبأسِ يَلْقا … كَ مُجِيباً مِنْهُ الْقَوِيُّ الأَمِينُ

ـضَعُ مِنْ حَادِثٍ وَلاَ أَسْتَكِينُ … رضِعَ الطفلُ واسْتهَلَّ الجَنينُ

 

عنوان القصيدة: وَخَيَالٍ سَرَى إلَيَّ فَأَدْنَا4

بقلم سبط ابن التعاويذي 


المراجع

aldiwan.net

التصانيف

شعراء   الآداب