بوريس نيكولايفيتش يلتسن، (بالروسية: Борис Николаевич Ельцин) (ولد 1 شباط 1931 – مات 23 نيسان سنة 2007) هو رجل سياسي من روسيا سوفياتي وصار أول رئيس للاتحاد الروسي، وامتدت ولايته من سنة 1991 إلى سنة 1999. وكان في البداية من مؤيدي ميخائيل جورباتشوف، ثم ظهر في إطار الإصلاحات البيريسترويكا كأحد أقوى معارضي جورباتشوف السياسيين. وعبر أواخر الثمانينات، كان يلتسين عضوا في المكتب السياسي (بوليتبورو)، وفي نهاية سنة 1987 احتج بأن ألقى خطاب استقالته، ولم يحدث أن استقال أحد من المكتب السياسي من قبل، وهو ما أعطى ليلتسين صورة المتمرد ورفع شعبيته كشخص مناهض للمؤسسة.
وفي 29 ايار 1990 تم انتخابه رئيسا لمجلس السوفييت الأعلى الروسي. في 12 حزيران سنة 1991 تم انتخابه بالاقتراع الشعبي المباشر ليتولى منصب رئيس الجمهورية الروسية السوفيتية الاتحادية الاشتراكية الذي تم تأسيسه حديثا، وكانت وقتها إحدى الجمهوريات الخمسة عشر المكونة للاتحاد السوفييتي. وبعد استقالة ميخائيل غورباتشوف وتفكك الاتحاد السوفيتي بشكل نهائي في 25 كانون الاول سنة 1991، أصبحت روسيا دولة ذات سيادة، وظل يلتسن في منصبه كرئيس. أعيد انتخابه في انتخابات عام 1996، والتي زعم فيها النقاد أن الفساد تفشى فيها؛ في الجولة الثانية هزم غينادي زوغانوف من الحزب الشيوعي المعاد بفارق 13.7٪ (54.4٪) إلى (40.7٪)، رغم أن الهامش كان 3.3٪ فقط خلال الجولة الأولى.
ومع ذلك، فإن شعبية يلتسين صارت تدنو للانحسار بشكل كبير بعد سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية في روسيا في التسعينات.تعهد يلتسين بتحويل الاقتصاد الاشتراكي الروسي إلى اقتصاد سوق رأسمالي وعلاج البلاد بالصدمة الاقتصادية وتحرير الأسعار والخصخصة في جميع أنحاء البلاد. وقعت غالبية الممتلكات الوطنية والثروة في أيدي قلة بسبب هذا التحول الكلي المفاجئ في الاقتصاد.
حيث انه شبه المليونيرات المليارديرات أنفسهم بالبارونات اللصوص في القرن التاسع عشر. وبدلا من إنشاء شركات جديدة، أدت ديمقراطية يلتسين إلى تمكين الاحتكارات الدولية من أخذ الأسواق السوفيتية السابقة، مستفيدة من الفرق الكبير بين الأسعار المحلية للسلع القديمة الروسية والأسعار السائدة في السوق العالمية.
وبلغت المواجهات المستمرة مع مجلس السوفيات الأعلى ذروتها في الأزمة الدستورية الروسية 1993 حيث أمر يلتسين بحل البرلمان السوفياتي الأعلى دون أي أساس شرعي لقراره، ونتيجة لذلك حاول البرلمان عزله من منصبه. وفي تشرين الاول 1993، أوقفت القوات الموالية ليلتسين انتفاضة مسلحة خارج مبنى البرلمان، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى.[16] ثم ألغى يلتسين الدستور الروسي القائم، وحظر المعارضة السياسية، وعمق جهوده لتحويل الاقتصاد. أعلن يلتسين استقالته في 31 ديسمبر 1999 في ظل ضغوط داخلية هائلة، وترك الرئاسة لخليفته المختار، وهو رئيس الوزراء آنذاك فلاديمير بوتين. ترك يلتسين منصبه بعد أن فقد شعبيته لدى نطاق واسع من الشعب الروسي.
حياته
حيث ان بوريس يلتسين هو من مواليد قرية بوتكا في مقاطعة سفيردلوفسك تاليتسكي أوبلاست وروسيا. اتهم والده نيكولاي يلتسين، بمعاداة السوفييت في سنة 1934 وتم الحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث اعوام . بعد إطلاق سراحه ظل عاطلا عن العمل لبعض الوقت ومن ثم عمل في مجال البناء. أما والدته كلافدييا فاسيلييفنا ييلتسينا، فقد عملت في الحياكة.
تعلم بوريس يلتسين في مدرسة بوشكين الثانوية في بيريزنيكي ببرم كراي. وكان لا يفهم كأقرانه، وطيلة فترة عمله في المدرسة كان زعيم صفه وكان يفتقر إلى الالتزام وغالبا غير منضبط. وكان طفلاً مشاكساً فشارك في معارك الشوارع، وكان دائما في صراع مع المعلمين في المدرسة أو مع والده. وفي هذه الصراعات كثيرا ما كان يخرج منتصراً.كان مولعاً بالرياضة (خاصة التزلج والجمباز والكرة الطائرة وألعاب القوى والملاكمة والمصارعة) بالرغم من فقدانه لإصبعين عندما تسلل مع بعض الأصدقاء إلى مستودع إمدادات الجيش الأحمر، وسرقوا عدة قنابل يدوية، وحاولوا تفكيكها.تلقى تعليمه العالي في معهد الأورال التقني في الأورال بسفيردلوفسك، في تخصص البناء، وتخرج في عام 1955. وكان مشروع تخرجه بعنوان "برج التلفزيون".
سياساته
كانت فترة حكمه لروسيا تمتد ما بين 10 حزيران 1991 و31 كانون الاول 1999. جاء يلتسين في حزيران سنة 1991 إلى السلطة على موجة من التوقعات العالية. ففي 12 حزيران انتخب يلتسين رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية بأغلبية 57 ٪ من الأصوات، وصار أول رئيس منتخب شعبيا في التاريخ الروسي. كان موضع أمل الشعب الروسي المتطلع للحرية والديموقراطية والأهم من ذلك إلى مستوى المعيشة الأفضل.لم يحتفظ يلتسين بشعبيته بعد إقرار إصلاحات اقتصادية جذرية في أوائل عام 1992 والتي كانت وراء تحطيم مستويات المعيشة لمعظم السكان في روسيا. حيث أدت الي تدهور حاد في الخدمات ومستوى المعيشة وزيادة كبيرة في معدلات البطالة والفساد والتضخم.
وفاته
مات في 23 نيسان 2007 بمرض قصور القلب وجرى دفنه في مقبرة نوفوديفتشي.
المراجع
areq.net
التصانيف
مواليد 1931 وفيات 2007 رؤساء روسيا سياسيون روس التاريخ العلوم الاجتماعية اعلام روسيا