تعتبر الدحة من رقصات الحرب التي تهدف إلى بث الرعب في قلوب الاعداء أو للاحتفال بالنصر بعد المعركة

وهي عبارة عن اهازيج واصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال وتنتشر لعبة الدحة في شمال السعودية وبادية كل من الكويت وسوريا والاردن ومايميزها هو انفراها باكثر من فن كالشعر واللعب ورقصات الحرب مجتمعة.

وتعتبر الدَحة إحدى الفنون الشعبية لعدد كبير من قبائل الشمال مثل : شمر وعنزه وبلي وبني عطيه وقبائل الشمال الأخرى.

والدحة نوع من أنواع الشعر السهل وهي تلتزم بقافية ذات قاعدة ثابته يقول فيها الشاعر ما يشاء مرتكزا على قاعدة الشطر الأخيرمن الكوبليه الأول من مجموعة البيت الأول، ويتحدث بيت القصيد في كلمات الشاعر بمقطوعة سردية لموضوع قصصي هو جوهر ما تم الاجتماع عليه كموضع قصصي سردي لمعركة ما أو وصف لديار أو هجاء أو مدح.

نشأتها

يقال ان سبب نشأتها أن مجموعة قليلة خرجوا على جمالهم وأثناء نزلولهم للمبيت ليلا وبعدما حل الظلام الدامس سمعوا اصوات قريبة منهم وذهب احدهم ليستكشف فوجد جيشا صغيرا يفوقهم عددا وعدة ولا يمكن مواجهتهم وعلموا ان الجيش قد ارسل من يستكشف امرهم فعمدوا إلى الحيلة وذلك بالهدير مع الجمال باصوات قوية فظن الجيش الصغير انهم جيشا جرارا لكثرة اصوات جمالهم التي لا يقطعها طول الليل والمسافة فتركوا المنطقة لهم وسلموا بالحيلة يوم ان سلمهم الله. ثم بعد ذلك ادخلوا فيها الشعر - ويسمى المصنّع- والرقصات - ويسمى الراقص الحاشي-.

و عندما لجأت هند بنت المنذر في العراق لقبيلة بكر بن وائل هرباً من بطش كسرى فارس الذي أراد اهانة القبائل العربية واستباحة شرفها، تداعت جموع أبناء وائل (بنو حنيفة في اليمامة وبنو عبد القيس وغيرهم من أبناء القبيلة لنصرة أبناء عمومتهم البكريين) واجتمع الجيشان لأول مرة في مكان يدعى ذي قار، القبائل العربية المبعثرة وجيش كسرى الفارسي المنظم والمدجج بمختلف أسلحة ذلك العصر... فتناخى القوم مع احلافهم من بقية قبائل العرب وكسروا الفرس في معركة (ذي قار) وبدأت نشوة الانتصار تدب في قلوب أبناء القبيلة ومن هنا انطلقت بدايات الدحة من هذا الموقف العظيم حيث صفوا الرجال جميعاً وهم وقوف وأخذوا يؤدون هذا اللون الشعبي الاصيل تعبيراً عن نخوتهم وشهامتهم لبنت المنذر وحمايتهم لها من أقوى دولة في ذلك العصر.

ومن الملاحظ ان هناك قبايل تقوم بهذا الفن ذلك لانه وقعة المعركة كانت في الشمال ولانه كان في ذلك الزمان مايكون لدى القبيلة الكبيرة يتمثل به الصغير

واستنادا لانساب عبد الله ابن عبار فان البكريين هم ضنا مسلم..الذي يتفرع منها الرولة وولدعلي ومنبه فانك تلاحظ ان الدحه.هم أكثر الناس من عنزة يبدعون فيها مع العلم هي فن عنزة

يقول عنها رسول الإسلام :هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا.

وبذلك تكون أول معركة حربية في تاريخ العرب تخوضها القبائل العربية في الجاهلية ضد جيش اجنبي منظم وتنتصر عليه، وكانت المعركة التي كسر فيها العرب هيبة الفرس في الجاهلية قبل الإسلام، ولا زالت القصة رغم قدمها منذ 1500 عام يتناولها أبناء القبائل التي انتصرت في ذي قار في مجالسهم ويتغنون بها في اشعارهم الحماسية.

قال الشاعر أبو الكلبة التيمي البكري مفتخراً باللهازم في يوم ذيقار :

لـولا فــوارس لا مـيـل ولا عّـزل

  • مـن الـلـهـازم مـا قـظـتـم بـذيـقــار

  • قصيده لشاعر من بكر بن واائل

    وخيل بكر فما تنفك تطحنهم

    • حتى تولو وكاد اليوم ينتصفـو

    • ..........

      لما التقينا كشفنا عن جماجمنا

    • ليعلمو اننـا بكـر فينصرفـو

    • اذا أمالو إلى النشاب ايديهم

    • ملنا ببيض فضل الهام يختطفـو

    • .......

      لو ان كل معد كان شاركنا

    • في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرفو

    • الأسلوب

      يكون فيها الاشخاص نصف دائرة تمثل الصف ((تتكون من صف واحد فقط يفوق 20 رجل)) ويسمون الرواديد ويقف الشاعر في المنتصف مع كبار المتواجدين أو امامهم أحيانا ثم يبدأ بالقصيد - المصنّع - سواء في الفخر أو المدح أو الغزل أو المحاورة مع شاعر اخر أو لوحده غالبا ً وبعد كل بيت يقوله الشاعر يردد الصف بقولهم

      هلا هلابه ياهلا......... لا يا حليفي ياولد ((حسب ماهو معروف في شمال السعوديه)) مره أو مرتين بالكثير

      وشعر الدحة يعتبر من أصعب أنواع الشعر برغم قصر البيت وصعوبته تكون في التزام الشاعر بنظم بيتا جديدا في اقل من عشر إلى عشرين ثانية - اي أثناء ترديد الصفوف للبيت "هلا هلابه ياهلا.... ليا حليفي ياولد"مرة أو مرتين على الأكثر ولذلك فان شعراء الدحة قلة قليلة ولا يستطيعها اي شاعر بعكس المحاورة أو القلطة والتي تردد الصفوف بيت الشاعر الذي نظمه إلى ينظم بيتا جديدا حتى لو استمر عشرات الدقائق.

      فأثناء لعبهم فان الراقص - الحاشي- من يضع عباءة-بشت- يلعب في هذه الأثناء بالسيف امام الصفوف مع شخص اخر أو مع الشاعر، وبعد الانتهاء من أبيات الشعر تبدأ الدحة بإصدار اصوات تشبه هدير الجمال أو زئير الاسود وتمر بمراحل عدة وطرق مختلفة تختلف باختلاف اللاعبين من قبيلة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى ولكن بشكل عام تبدأ الدحة كما هو الآن بان يقول الشاعر كلوا عشاكم ((كولوا عشاكم بالعامية)) ثم يبدأالصف - بالنقلة- الخفيفة من صفقات متقطعة ثم يزداد الحماس والصوت والصفقات إلى أن اي تستمر على وتيرة واحدة ثم بعد ذلك تزداد إلى ان يتوقفون على صوت احدهم ((يصعك)) ثم يعاودون الكرة من جديد أو ياتي شاعر آخر أو يعود نفس الشاعر بموضوع آخر.

      ومن قصايد الدحه

      عسى اللي ما يجي الدحه

    • -bbbbbb
      bbbbbb-
    • ياعل قليبه للكحه

    • اللي يبي ايتنومس

    • -bbbbbbbbbbbb
      bbbb-يبنى له بيت مخومس

    • ياللي تبي احويشينا

    • -bbbbbbbbbbbb--bbbb-وش هو مطلوبك علينا


المراجع

ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

التصانيف

رقصات سعودية  


مقالات قد تهمك