لفترة طويلة ولأسباب يتعلق أغلبها بمفاهيم شعبية مغلوطة ظل مصطلح الطب العربي يعني تلك الممارسات الطبية الشعبية التي تفتقد في معظم الأحيان إلي الدقة ، أو إلي سند مقنع حتى من الطب العربي نفسه ، وهنا المفارقة فالطب العربي القديم أبدا" لم يكن عشوائيا" أو متخبطا" أو متواكلا " علي حد تعبير المثل الشعبي السائد ( .. خد من عبد الله واتكل علي الله
| | | ) .
الطب العربي القديم كانت له فلسفته التي تستند علي تصور كامل لطبيعة الجسد الإنساني ليس فقط تشريحيا وإنما تتعدي ذلك لتوصيف العلاقة الوطيدة بينه وبين عناصر الوجود من حوله ، كثير من الأطباء العرب بل معظمهم تقريبا أرخ لذلك ولم يغفلوا أبدا المنجزات البشرية الطبية .
هم من أعادوا تعريف العالم بأساطين الطب اليوناني : " أبو الطب أبوقراط – جالينوس – ديبسقوريدوس –وغيرهم .. " ، هذا ولم تكن معارفهم الطبية مجرد ترديد للتراث الطبي اليوناني والإغريقي ، بل كانت لهم إنجازاتهم التي لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفالها : الدورة الدموية – الفتوحات الكبيرة في علم التشريح – القواعد الكبيرة في الأقربازدين ( علم الأدوية ) – وغيرها من الإنجازات العربية الخالصة .
ثمة فارق هائل بين كل هذا التراث وبين كل تلك الممارسات التي يطلق عليها البعض مصطلح طب عربي إشارة إلي بعض الطرق البدائية التي يمارسها من لا يستندون علي أية أساسات لا من الطب الحديث ولا حتى من الطب العربي الذي ينتمون إليه بالاسم قسرا" ، لهذا السبب دون غيره كنت أتنصل من هذا المصطلح مع من يتعاملون معي إذ كان البعض يسألني :هل تمارس الطب العربي ؟؟؟؟؟ إشارة منهم بالطبع إلي الممارسات الشعبية السائدة وليس إلي الطب العربي القديم فأجيبهم : لا أمارس طب الأعشاب وذلك تنصلا لا من الطب العربي القديم الذي هو منهاج عملي وفلسفتي في طب الأعشاب بل من الطب العربي/ المصطلح الثابت في أذهانهم ... | | | | | | | | | | | |
لكنني وبعد تجارب ومراجعات تساءلت : هل يحل ذلك المشكلة ؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع لا ....
فلا أنا تخليت عن منهجي ( محاولة إحياء قيم ومفاهيم وفلسفة الطب العربي القديم ... ولا المصطلح المتداول شعبيا" عن الطب العربي تمت إعادة الاعتبار له ...
في الصين مثلا ما زال الطب الصيني متداولا" ومشمولا برعاية رسمية وشعبية ، وأكثر من ذلك اعتراف من الهيئات الطبية العالمية به ، وذلك لسبب بسيط هو أنه يستند إلي فلسفة خاصة وله قواعده التي تخصه ، وليس طبا عشوائيا ، حتى وان اختلف العالم مع تلك الفلسفة إلا انه يحترم الطب الصيني لان ممارساته ليست متخبطة ولا عشوائية وإنما تستند إلي فلسفة خاصة ربما كان جوهرها الطاقة ومساراتها في الجسد الإنساني .
الطب العربي أيضا له فلسفته التي تقترب من مفهوم الطب الصيني وتصوراته عن العناصر التي تشكل الوجود ( النار – الهواء – الماء – التراب ) ، لكن ذلك الاقتراب لا يعني التطابق ، وثمة اختلافات لا مجال هنا لحصرها بين الطب العربي والطب الصيني .
أخيرا وليس آخرا" نحن بالفعل في حاجة ماسة لإحياء فلسفة هذا الطب وإعادة الاعتبار لها ، أنا عن نفسي صرت لا استنكر من يصفونني بممارسة الطب العربي ، بل وأفخر بذلك هامسا في نفسي ولو علي سبيل الترضية : " أنهم بكل تأكيد يقصدون الطب العربي القديم ، طب بن البيطار و الرازي واسحق بن عمران والتميمي بن الهيثم والشريف وبن سينا ...........
المراجع
www.annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=13352موسوعة " النجاح "
التصانيف
فلسفة
|