إيميلي ديكنسون

إيميلي ديكنسون باللغة الانجليزية (Emily Dickinson)‏ وهي شاعرة أمريكية يُفترض أنها لم تلق التقدير الأدبي في حياتها، لكن اعتبارها أُعيد فيما بعد. تعتبر مع والت وايتمان أهم الشعراء الأمريكيين في القرن التاسع عشر. حيث كتبت ما يزيد عن 1700 قصيدة لم ينشر منها أثناء مدة حياتها إلا 11 قصيدة في بعض الصحف المحلية بأسماء مستعارة. صنفها الناقد الأدبي وأستاذ علم الإنسانيات بجامعة يال هارولد بلووم ضمن أهم 26 كاتباً وكاتبةً غربيين عبر التاريخ.

حياتها

وُلدت في ولاية ماساشوسيتس في الولايات المتحدة 10 من شهر ديسمبر في سنة 1830 وتُوفيت فيها في 15 من شهر مايو سنة 1886 متأثرة بمرض في الكلى. ولدت إيميلي ديكنسون في أمهرست (ماساشوستس) سنة 1830، وهي الابنة الوسطى لثلاثة أبناء من إحدى العائلات المحافظة والعريقة في نيوإنغلند، كان لجدها دور في تأسيس جامعه إميرهست. والدها إدوارد ديكينسون رجل الدولة والسياسي ذو النزعة الوطنية، أخوها أوستن تعلم في مدرسة القانون وعمل كمحام، تزوج سوزان جيلبرت التي كانت مقربة بشكل خاص من إميلي، أما أختها الشقيقة لافينيا فلقد عاشت في عزلة مماثلة لعزلة إميلي. هكذا كانت حلقة العائلة، المكونة من الأخت والأخ وزوجته، الحلقة الأكثر إلهاما لملكات إيميلي الشعرية ــ بحسب رأي النقاد.

«صوفية نيوإنغلند» ــ كما أطلق عليها فيما بعد ــ حيث بقيت في بلدتها منذ نشأتها حتى وفاتها، ولازمت منزلها الذي لا يزال قائما حتى الآن كمتحف خاص بها، وكانت لا تفارقه إلا في الضرورة القصوى. على امتداد حياتها القصيرة نشرت إيميلي عشر قصائد، وخبأت لنا في خزانتها ما يناهز الألفي قصيدة جمعتها على طريقتها في مجلدات كثيرة، نشر أول تلك المجلدات بعد رحيلها بأربعة أعوام، ونشر آخرها في سنة 1955. تركت ديكنسون وراءها إرثا غزيرا والكثير من الألغاز والحكايات حول حياة سرية مفرطة في العزلة في زمن العالم الجديد. فبحلول سنة 1860 عاشت ديكينسون في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، لكنها داومت بانتظام على المراسلة (تجاوز عدد رسائلها الألف رسالة)، أما بالنسبة إلى قراءتها الشعر، فالأرجح أنها إن كانت قرأت بعض قصائدها فذلك لم يتجاوز نطاق العائلة والمقربين فقط.

شعرها

إن شعر ديكينسون يعكس الوحدة، والمتحدث في قصائدها يعيش حالة من العوز، لكن لا تكاد تفارقه لحظات حميمية ملهمة تنبعث منها الحياة وتلوح فيها السعادة. تأثرت الشاعرة بالشعر الميتافيزيقي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، بالإضافة إلى تأثرها بالضرورة بالبيئة المسيحية المحافظة لنيوإنغلند في تلك المرحلة. أحبت شعر روبرت وإليزابيث باريتي برونينغ وجون كيتز، ولم تهتم كثيرا بالشعراء الذين عاصروا تلك الفترة أمثال ويتمان، رغم أنها وويتمان اعتبرا بعد ذلك الصوتين المؤسسين للحركة الشعرية الحديثة في أمريكا على امتداد قرنين من الزمن.

لم تنل ديكنسون التقدير اللائق أثناء حياتها رغم غزارة إنتاجها، ومرد ذلك طبيعة كتابتها الاعتزالية. بعد وفاتها في مسقط رأسها إميرهست في سنة 1886، اكتشفت أسرتها قرابة 1800 قصيدة، أو ما يمكن تسميته «ملزمات»، تم ترتيبها بشكل دقيق بحيث تكونت الملزمة الواحدة من خمس أو ست أوراق قرطاسية تم تخييطها وطوي ما يعتقد أنه نسخة نهائية من القصائد، وقد اتبعت ديكنسون نمطا معينا في كتابة اليد وتنسيقا مختلفا من ملزمة إلى أخرى كأن تكتب الكلمات بشكل عمودي أو أفقي؛ ما جعل الترتيب النهائي لمجموعاتها يتأخر حتى سنة 1981 عندما اعتمد رالف فرانكلين تقنيات متقدمة للكشف باستخدام الأدلة الفيزيائية في المخطوط الأصلي ومقارنة النصوص وطريقة الكتابة، وباتت طبعة «مخطوط أعمال إيميلي ديكنسون» (بلكناب برس، سنة 1981)، الطبعة التي هي الأقرب إلى الترتيب الصحيح.


المراجع

areq.net

التصانيف

شعراء أمريكيون  مواليد 1830  وفيات 1886   العلوم الاجتماعية