ركن الدولة ابن بويه
284 هـ -366 هـ

أبو علي الحسن بن بويه بن فنا خسرو الديلمي الملقب ركن الدولة مؤسس الدولة البويهية في اصفهان والري. حكم همذان وجميع عراق العجم بالإضافة للري وأصفهان.

هو والد عضد الدولة فنا خسرو، ومؤيد الدولة أبى منصور بويه، وفخر الدولة أبى الحسن علي. كان جليل القدر عالي الهمة، ملك أربعا وأربعين سنة، قسم على أولاده الثلاثة الممالك.

توفي بالرى سنة 366 هـ.

ورد في “وفيات الأعيان” لابن خلكان:

” أبو علي الحسن بن بويه بن فناخسرو الديلمي الملقب ركن الدولة؛ وقد تقدمت تتمة نسبه في حرف الهمزة عند ذكر أخيه معز الدولة أحمد. وكان ركن الدولة المذكور صاحب أصبهان والري وهمذان وجميع عراق العجم، وهو والد عضد الدولة فناخسرو ومؤيد الدولة أبي منصور بويه وفخر ا لدولة أبي الحسن علي، وكان ملكاً جليل القدر عالي الهمة، وكان أبو الفضل ابن العميد-الآتي ذكره إن شاء الله تعالى-وزيره، ولما توفي استوزر ولده أبا الفتح علياً؛ وكان الصاحب بن عباد وزير ولده مؤيد الدولة، ولما توفي وزر لفخر الدولة-وقد تقدم ذلك في حرف الهمزة في ترجمة الصاحب-. وكان مسعوداً ورزق السعادة في أولاده الثلاثة، وقسم عليهم الممالك فقاموا بها أحسن قيام. وكان ركن الدولة المذكور أوسط الأخوة الثلاثة، وهم عماد الدولة أبو الحسن علي وركن الدولة المذكور ومعز الدولة أبو الحسين أحمد-وقد سبق ذكره-وكان عماد الدولة أكبرهم، ومعز الدولة أصغرهم.

ولما كان في سنة 339 سار الخراسانيون منصور بن قراتكين ومن معه إلى الري، وكان ركن الدولة ببلاد فارس، فلما وصل جرت بينه وبينهم حروب عدة، وضاقت الميرة على الطائفتين وذبحوا دوابهم، ولو أمكن ركن الدولة الانهزام لفعل، فاستشار وزيره أبا الفضل ابن العميد في بعض الليالي في الهرب، فقال: لا ملجأ لك إلا إلى الله تعالى، فانو للمسلمين خيراً وصمم العزم على حسن السيرة والإحسان فإن الحيل البشرية كلها تقطعت بنا وإن انهزمنا تبعونا وأهلكونا وهم أكثر منا فلا يفلت منا أحد، فقال له: قد سبقتك إلى هذا، فلما كان ثلث الليل الأخير أتاهم الخبر أن منصوراً وعسكره قد عادوا إلى الري وتركوا خيامهم، وكان سبب ذلك أن الميرة والعلوفة ضاقت عليهم أيضاً إلا أن الديلم كانوا يصبرون ويقتنعون بالقليل من الطعام وكان الخراسانية بالضد منهم.

وحكى أبو الفضل ابن العميد قال: استدعاني ركن الدولة تلك الليلة في الثلث الأخير وقال لي: قد رأيت الساعة في منامي كأني على دابتي فيروز وقد انهزم عدونا وأنت تسير إلى جانبي وقد جاءنا الفرج من حيث لا نحتسب فممدت عيني فرأيت على الأرض خاتماً فأخذته وإذا فصه من فيروز فجعلته في إصبعي فتبركت به وانتبهت وقد أيقنت بالظفر، فإن الفيروزج معناه الظفر، وكذلك لقب الدابة فيروز، قال ابن العميد: فأتانا الخبر والبشارة بأن العدو قد رحل فما صدقنا حتى تواردت الأخبار، فركبنا ولا نعرف سبب هزيمتهم، وسرنا حذرين من كمين، وسرت إلى جانب ركن الدولة وهو على فرسه فيروز، فصاح ركن الدولة لغلام بين يديه: ناولني ذلك الخاتم، فأخذ خاتماً من الأرض فناوله إياه فإذا هو من فيروزج فجعله في إصبعه وقال: هذا تأويل رؤياي، وهذا الخاتم الذي رأيت من ساعة، وهذا من أحسن ما يحكى وأعجبه.

وكان ركن الدولة يقول: مثل خراسان في صعوبة فتحها ونزارة دخلها كابن آوى: يصعب صيده ولا يحصل خيره؛ وهو معنى قول الشاعر:

إن ابن آوى لشديد المقتـنـص      هو إذا ما صيد ريح في قفص

وتوفي ركن الدولة ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ست وستين وثلثمائة بالري، ودفن في مشهده. ومولده تقديراً في سنة أربع وثمانين ومائتين، قاله أبو إسحاق الصابئ، وملك أربعاً وأربعين سنة وشهراً وتسعة أيام، وتوى بعده ولده مؤيد الدولة، رحمه الله تعالى”.


المراجع

al-hakawati.net

التصانيف

سياسيين   العلوم الاجتماعية   شخصيات