عنتاب
مدينة م مدن تركيا وتعد عاصمة محافظة غازي عنتاب، وسادسة المدن التركية من ناحية عدد السكان. عرفت بـ"عنتاب" لكن البرلمان التركي أضاف إلى اسمها كلمة "غازي" عام 1921.
الموقع
تشرف محافظة غازي عنتاب على خليج الإسكندرونة جهة جنوب شرق هضبة الأناضول بمنفذ ضيق من ناحية الشمال، وترتبط من الشرق بولاية أورفا التي ينسب إليها مولد نبي الله إبراهيم عليه السلام، بينما توجد ولاية كهرمان ماراس إلى الشمال منها، وتجاورها من ناحية الغرب ولاية أضنة.
تشمل المحافظة قطاعين سكانيين حضريين هما شاهين بيه وشهيد كامل، وتبلغ مساحة أراضيها 7642 كيلومترا مربعا، ويسودها مناخ حوض البحر المتوسط مع حرارة عالية في فصل الصيف، وبرودة وطقس جاف في فصل الشتاء.
السكان
تفيد معطيات الإحصاء السكاني العام الذي أجري في 2011 بأن بلغ سكان الولاية عن ما يزيد على مليون و367 ألف نسمة، أصولهم خليط من القوميات أكبرها الكردية ثم التركية مع أقلية من الشركس والعرب.
التاريخ
يعود تاريخ غازي عنتاب إلى زمن الحثيين الذين أسسوا إمبراطوريتهم في بلاد الأناضول قرابة عام 1600 قبل الميلاد، ثم خضعت لحكم العديد من الامبراطويات والدول التي تعاقبت على بلاد الأناضول كالكلدانيين والبابليين والأشوريين والفرس والمقدونيين والأغريق والرومان والبيزنطينيين والأرمن والساسانيين والعرب.تقدم المصادر التاريخية عدة روايات بشأن تسمية المقاطعة التركية ومدينتها الأساسية، فالبعض يردها إلى لفظ "خانتاب" الذي يعني باللغة الحثية أرض الملوك، أما باللغة الفارسية فتعني "الربيع المكتمل".
حيث ان بالأصل الآرامي للغة العربية فإن كلمة عين تعني الربيع وكلمة تاب تعني العبير، مما يعطس الكلمة المركبة معنى "عبير الربيع"، وقد تكون منقلبة عن كلمة "عين داب" الآرامية التي تعني باللغة العربية "ربيع الذئاب"، وقد تكون منقلبة عن الكلمة الأرامية "عين ثابا" التي تعني الربيع الجيد، وقد سماها الصليبيون هنتاب وهمتاب وهتاب.
يظن أن غازي عنتاب هي المكان الذي أقيمت فيه مدينة هيلنيستك التي بناها قدامى الإغريق، ودخلها الإسلام على يد العرب الأمويين في 661م، ثم وقعت بأيدي العباسيين في 750م وبقيت تحت حكمهم حتى تفككت دولتهم، فتداول السيطرة عليها الطولونيون والإخشيديون والحمدانيون، إلى أن وقعت بيد الاحتلال البيزنطي عام 962 ميلادي.
استعاد الأتراك السلاجقة المسلمون المدينة عام 1067م، ثم وقعت بأيدي الصليبيين عام 1098، فاسترجعها السلاجقة مجددا في 1150، وتعاقب على حكمها الأرمن وأسرة زنكي والأيوبيون والمماليك، ثم بسط العثمانيون سيطرتهم على غازي عنتاب بعد معركة مرج دابق عام 1516 في عهد السلطان سليم الأول، فبقيت تحت حكم العثمانيين حتى سقوطها وقيام الجمهورية التركية الحديثة 1924.
كانت المدينة في الأصل تتبع بلاد الشام فهي لا تبعد عن مدينة حلب السورية 97 كيلومترا، لكن تركيا ضمتها بموجب معاهدة أنقرة التي وقعتها مع فرنسا عام 1920. عرفت قديما باسم عنتاب لكن البرلمان التركي أضاف كلمة "غازي" لاسمها بتاريخ 8 فبراير/شباط 1921.
أخرجت المدينة لتركيا الكثير من المشاهير، مثل المفتي الشهير نوري محمد باشا، والدكتور عاصم غوزيل بيه وهو طبيب وسياسي مخضرم ترأس الأمانة الكبرى (البلدية العامة) مدة عشرة أعوام بين 2004 و2014.
الاقتصاد
كما تحتضن المحافظة ما بين 4 و6% من الحجم الكلي للصناعات التركية، خاصة ورش التعدين والنحاس ومصانع السجاد، كما تشهد الحركة السياحية فيها نموا لافتا لاسيما في محيط قلعتها الشهيرة.يُعرف أهل المحافظة بنشاطهم الزراعي، ففيها تنتشر كروم العنب ومعاصر الزيتون ومزارع الفستق التركي الشهير الذي يعرف في تركيا باسم الفستق العنتبلي، وهو من أكثر أنواع الفستق التركي جودة وأغلاها ثمنا، كما تعرف بكثرة الصناعات الغذائية التقليدية الشهيرة في تركيا كالكباب العنتبلي واللحم بالعجين وحلوى البقلاوة.
المعالم
تعطي معالم المدينة وما حولها الزائر بقصة التاريخ الساكن بين جنباتها، ففيها مدينة زقمة الأثرية على نهر الفرات والتي اتخذها الرومان عاصمة لفيالقهم، وقلعة غازي عنتاب العائدة للعصر البرونزي وكنيسة كندرلي التي بنيت عام 1860 على أيدي المبشرين الفرنسيين في عهد نابليون الثالث، إضافة إلى المساجد العريقة التي يحكي كل منها سيرة العصر الذي بني فيه كمسجد البويجي والشرواني والعمرية.توجد في المدينة عشرات المتاحف الحكومية والخاصة، ومنها متاحف تخصصية مثل متحف الآثار ومتحف العصر الحجري الحديث والعصر النحاسي وغيرها، إضافة إلى حديقة حيوانات كبيرة وفنادق ومتنزهات وحمامات تركية، وقد افتتح فيها مركز تسوق ضخم عام 2009 هو سانكو بارك الذي يستقطب الزوار والتجار من خارج تركيا.
المراجع
aljazeera.net
التصانيف
مدن تركيا الأقاليم السورية الشمالية مناطق عربية تخضع لنفوذ أجنبي الجغرافيا