محمد بن حماد 

تختلف طريقة التعاطي للأمور ومنهجية التفكير من مجتمع إلى مجتمع وذلك بناء على موروثه الثقافي والاجتماعي متأثرا بالنمط النظامي والبيئة التي يعيش بها بالإضافة إلى خصائص كل فرد بالمجتمع.. ونمط التفكير يؤدي بلا شك إلى تطوير الذات ومن أوائل من كتب عن تطوير الذات هو سقراط حيث اعتقد «سقراط» بأن أفضل طريقة يحيا بها البشر هي أن يركزوا على تطوير الذات بدلاً من السعي وراء الثروة المادية.

وفي القرون الوسطى وبالقرن السادس عشر قاد المفكر والكاتب الإنجليزي فرانسيس بيكون ثورة علمية من خلال تغيير طريقة التفكير التقليدية إلى فلسفته القائلة (لو بدأ الإنسان من المؤكدات انتهى إلى الشك، ولكنه لو اكتفى بالبدء في الشك، لانتهى إلى المؤكدات) حيث ان التفكير العلمي وفهم الإنسان لما يدور حوله يبدأ من الشك إلى اليقين.

يقول بيكون: إن إفساح المجال أمام الشك له فائدتان، الأولى تكون كالدرع الواقي للفلسفة من الأخطاء والثانية تكون كحافز للاستزادة من المعرفة.

وظهر له بأن الفلسفة المدرسية شيء مليء بالثرثرة، غير واقعي وممل للغاية، كما أنها لم تؤد إلى نتائج، وليس هناك أمل في تقدم العلوم خطوة واحدة إلا باستخدام طريقة جديدة تؤدى إلى الكشف عن الجديد وتساعد على الابتكار.

يرى بيكون أنه إذا أردنا الوصول إلى الهدف المنشود فلا بد من مراعاة شرطين أساسيين وهما:

•شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الأجيال السابقة.

• شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث.



المراجع

al-madina.com

التصانيف

تاريخ  أحداث  أحداث سياسية  مجتمع