الوهلة الأولي بدا الوجه مألوفا لديه
انطلاقا من الوضع الذي سيأخذه هذا الوجه الذي ينمو بشكل هائل عدل من وقفته ليتفحص نفسه ،
ــ أين أنا من هذه التحولات السريعة؟
ــ هل لي أن أتحكم بعظامي؟
يشده لزج الوجه إلي درجة الاستغلال الكامل ، فيحس أنه موزع دون ركيزة .. عيناه ضمرتا، أصبحتا ثقوباً،
وفي محاولة منه لمعرفة دوره علي هذا الشبر من الأرض وجد الكثير بجانبه مشدودي الأيدي وكأنهم عالقون في وحل .
أحدهم قال :
ــ تعلق بالظل أكثر كي لا تضيع الفرصة المقبلة ، لسنا ندري ماهو الدور القادم ،
ــ آخر بالكاد يرفع رأسه : هل تعني أن هناك استحالة في الخروج من وضع التبعية هذه؟
امرأة تبدو وكأنها خرجت من القبر لتوها .. هذا هو المشهد،الشاشة واضحة تماما.
فتاة في الثامنة عشرة..لكنه القهر ، هذا الوجه يقهرنا لا لأنه ببشاعته يتمكن منا بل لإننا جاهزون للقهر .
ليس لنا دور سوي الوقوف ببلاهة في الظل ، كيف نواجه من قرر أن يموت؟
هبت عاصفة قوية اشرأب الوجه حتي أصبح شجرة عملاقة، حينها شعروا بالخطر، حاولوا الوقوف جنبا إلي جنب ، أجسادهم في الظل أشجار صغيرة عارية الأغصان ،
قالت الفتاة ، هل سمعتم بالاستنساخ ؟ انظروا إلي الرمل .. هذه عيِّنة الكل حاول معرفة العيِّنة في ظله .
صاح أكبرهم سنا .. تماسكوا أكثر لا تخافوا التجزئة
ردت المرأة وهي مصابة بلوثة فقدان التوازن:
إنه النذير
أيها النائمون ، انفضوا غبار سباتكم نحتاج لصحوة المعجزة ركبتها موجة من الجنون
صرخت الفتاة:
يد واحدة يد واحدة هي القابضة علي كرة الصاعقة ، وتتحكم بالموت
أما الرجل الذي رأي الوجه لأول مرة رفع جلبابه فشاهد لحمه منزوعا ، صرخ يا إلهي .. كيف وصلت إلي هذا المصير ؟
تقدم بجهد من رجل يقف بعيدا عنه بعض الشيء وقال ، لابد من إشارة، أجابه الرجل الاشارة إلي ماذا ، ونحن في انحدار ؟
|
قبل أن نشير يجب أن نوقف هذه اللصوصية.
رفع جلبابه ليريه جسده الأعزل .. صدقت ! إنها اللصوصية، سرقوا لحمي ، ضحك رفيقه باستهزاء .. إنها ظاهرة مألوفة
بعد أن هدأت العاصفة تفحص كل مكانه ووقف الكل متجاهلا الآخر سمعوا جميعا المرأة المجنونة ، تقول،
مسكينة الفتاة .لقد أضربت عن الطعام والماء حتي ماتت، انظروا ، لقد اختفت ملامحها ، أداروا ظهورهم للجثة ودخل كل جلبابه.
المراجع
syrianstory.com
التصانيف
الادب الآداب
|