الميلانوم هو أحد أنواع السرطان الأخطر والأكثر تسببًا للموت، وبالرغم من كونه المسؤول عن النسبة الأصغر من مجموع حالات سرطان الجلد إلا أنه يؤدي إلى أكبر عدد من حالات الوفاة، وهذا بسبب كونه الأكثر ميلًا للانتشار في الجسم والتفشي في أنحاء أخرى منه، بالإضافة إلى ذلك هناك ارتفاع في شيوع وظهور حالات الميلانوم.
يبدأ الميلانوم بالتكوّن نتيجة لخلل في عملية إنتاج الميلانين في الخلية الميلانينية والذي يشكل لون الجلد، في الوضع الطبيعي تتطور خلايا الجلد تحت رقابة وبطريقة منظمة فالخلايا الجديدة تدفع بالخلايا الهرمة نحو سطح الجلد حيث تموت وتتساقط.
هذه العملية تجري بمجملها تحت رقابة الحمض النووي الريبوزي المنزوع الأكسجين (Deoxyribonucleic acid - DNA) وهي المادة الوراثية التي تحتوي على التعليمات لأية عملية كيميائية وبيولوجية تجري في الجسم، وفي حالة تلف هذه المادة تنمو الخلايا الجديدة دون رقابة أو سيطرة وقد تشكل في نهاية المطاف ورمًا أو كتلة من الخلايا السرطانية.
وتشمل أبرز الأسباب ما يأتي:
1. الأشعة فوق البنفسجية والميلانوم
مصدر الأشعة فوق البنفسجية هو الشمس، حيث يقسم الضوء فوق البنفسجي إلى ثلاثة أطوال موجات، مثل: الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ، والأشعة فوق البنفسجية من النوع ب، والأشعة فوق البنفسجية من النوع ج.
فقط الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ والأشعة فوق البنفسجية من النوع ب تصلان إلى الكرة الأرضية، بينما يتم امتصاص الأشعة فوق البنفسجية منم النوع ج بشكل كامل بواسطة طبقة الأوزون، وهي طبقة طبيعية تغلف الكرة الأرضية وتشكل مصفاة للأشعة فوق البنفسجية.
كما تنتج مصابيح وأسرة التسفع أيضًا أشعة فوق بنفسجية.
تؤدي الأشعة فوق البنفسجية من النوع بـ لحدوث تغييرات ضارة في الحمض النووي المنزوع الحمض الريبوزي الموجود في خلايا الجلد، بما فيها تفعيل جينات ورمية يمكن أن تحوّل الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
أما أشعة فوق البنفسجية من النوع أ فهي تتلف عادةً خلايا إنتاج الميلانين وتؤدي إلى الميلانوم.
تكون الأشعة فوق البنفسجية شديدة بشكل خاص على طول خط الاستواء وفي المناطق الواقعة على خطوط الطول المرتفعة جدًا، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه الإنسان، فإن بشرته تمتص الأشعة فوق البنفسجية في كل مرة يخرج فيها إلى الهواء الطلق، إلا إذا كان يرتدي ملابس واقية تحميه من الأشعة أو يضع كريمًا واقيًا يصفّي الأشعة.
2. عوامل أخرى مسببة للميلانوم
الأشعة فوق البنفسجية ليست هي المسبب الوحيد لجميع حالات الميلانوم، وخاصةً الحالات التي يظهر فيها السرطان في الأماكن الخفية من الجسم والتي لا تتعرض لأشعة الشمس، هذا الأمر يدل على وجود عوامل إضافية تساهم في زيادة خطر الإصابة بالميلانوم.
العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الميلانوم تشمل:
- البشرة فاتحة اللون.
- التعرض في الماضي لعدد كبير من الحروق بأشعة الشمس.
- التعرض المفرط لأشعة الشمس.
- العيش في المناطق المغمورة بأشعة الشمس أو المناطق الواقعة على خطوط الطول المرتفعة.
- الشامات أو الوحمات.
- تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الجلد.
- جهاز مناعي ضعيف.
- التعرض لعوامل محفزة للسرطان.
- اضطرابات واعتلالات وراثية نادرة.