عبد الرحمن تيشوري
في سورية يوجد العديد من التسميات للدوائر والاقسام التي اسمها شؤون ادارية أو قسم العاملين أو قسم الموظفين أو شؤون الافراد أو ما شابه ذلك وهذه التسميات بعضها جاء مع تاسيس الهيكل الوظيفي للوزارة أو الادارة أو المؤسسة وبعضها تم ابداعه من قبل المدراء أو موظفي الشؤون الاداريةا نفسهم
وما يهمنا هنا هو التناقض بين عمل هذه الجهات والاقسام وعدم توحيد اساليب العمل وعدم قيامها بالمهام الاساسية المطلوبة منها وعدم استجابة الادارة بشكل عام وهذه الدوائر بشكل خاص للتغيير الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي في المجتمع الامر الذي يبرر البحث في هذا الموضوع من اجل وضع وتصميم واقتراح نموذج أو صيغة أو وحدة أو ادارة وانا ساسميها هنا تسمية موحدة امل إن تعتمدها جميع وزارات وادارات الدولة عبر تعميمها من قبل الحكومة بصيغة تنظيمية عامة وان يتم توحيد اساليب العمل في هذه الادارة لما فيه خير الادارة العامة السورية وخير الموظفين والعاملين السوريين كمساهمة منا في النقاش العام حول مسألة تحديث وتطوير وعصرنة الادارة العامة السورية لتكون اداة فاعلة وحقيقية بحيث تستطيع تنفيذ مشروع تحديث وتطوير سورية الذي اشاعه قائدنا الشاب الدكتور بشار الاسد في ثنايا خطاب القسم عام 2000
وبصفتي دارس في المعهد الوطني للادارة العامة ونحن نتعاطى مع هكذا امور في مسيرتنا التدريبية التي تمتد لمدة سنتين في المعهد
• التسمية : ادارة الموارد البشرية
• أو وحدة الاصلاح الاداري
• أو وحدة التنمية الادارية
• الغاية والمبرر:
- دراسة وتشخيص وتحليل واقع كل وزارة من وزارات الدولة أو كل ادارة أو كل مؤسسة أو كل مديرية فرعية لوزارة من اجل تحقيق ما يلي :
- 1- توصيف المهام والاعمال بشكل علمي سريع لاستبعاد كل الاجراءات الغير ضرورية
- 2- استخلاص مؤشرات تحليلية تسهل وضع خطط وبرامج ومشاريع تطوير متعلقة بالبنى التنظيمية
- 3- تخطيط الموارد البشرية واستخدامها وتدريبها وتحفيزها وتقييم ادائها وعملها وتطوير قدراتها التنافسية ومستويات ادائها عبر استخدام التقانات والاساليب الادارية الحديثة
- 4- نشر المعارف والخبرات الادارية واشاعة ثقافة التدريب الدائم والمستمر لكل جديد يطرا في الواقع المحلي والعالمي
- 5 – اعتماد نظم ادارة اداء منهجية وموضوعية علمية ومضبوطة
الاهداف التي تعمل من اجلها ادارة الموارد أو وحدة الاصلاح
• المشاركة في اعداد خطط تنمية الوزارة أو المؤسسة أو الادارة اداريا وفي باقي المجالات إن امكن وهذا يتم بالتعاون مع وزارة خاصة أو هيئة مركزية للاصلاح الاداري التي يجب إن تحدث فورا ودون أي تأخير لان الادارة الان يتيمة ومظلومة وليس لها اب يرعاها ومن يرعاها اليوم ليس متفرغا لها وهذا كان سبب بطء الاصلاح الذي انطلق عام 2000
• دراسة الاحتياجات المتعددة للوزارة أو المؤسسة حسب وجودها أي وحدة الموارد البشرية والعمل على توفيرها وتأمينها أو التعاقد معها من اجل تحقيق عملية التطوير الاداري ودفعها إلى الامام وتسريع وتيرتها لان الوقت لا ينتظر احد
• تنفيذ ادارة فعالة للموارد البشرية الموجودة في الوزارة أو المؤسسة أو الادارة العامة أو الفرعية مثل تخطيط الموارد والتأهيل والتدريب والتطوير والمشاركة في تعيين الموظفين المؤهلين في المواقع الرئيسية في الوزارة أو المؤسسة
• نشر المعارف الادارية الحديثة ورفع مستوى الوعي الاداري لدى العاملين جميعا من خلال اساليب متعددة ومتنوعة تناسب كل سوية ادارية وعلمية وبشكل خاص توفير مراجع ودراسات تخصصية وعقد ندوات وورشات عمل وملتقيات ومحاضرات متنوعة باساليب عصرية مثل عرضها باستخدام الحاسوب وبرنامج اعداد المحاضرات بوير بوينت
• العمل على تحسين اساليب الاتصال والتواصل ونظم نقل ومعالجة ونشر المعلومات في الوزارة أو الادارة ولقد اجريت ابحاث بينت إن الفاقد الاتصالي هو اكثر من 75% من الرسالة في البلدان النامية ومنها بلدنا الحبيب سورية لذا لا بد من اعتماد مهارات الاتصال الفعال وتدريب جميع العاملين عليها
• المساهمة في تطبيق وتبسيط منهج التخطيط العلمي في اتخاذ القرارات الادارية من خلا تصميم صيغة للقرار قبل اتخاذه بحيث يمر على هذه الادارة أو الوحدة ويكون لها راي ودور واحد منصوص عليه في التشريع
• تبسيط وتعميم التشريعات الادارية فيما يتعلق بالعاملين من مختلف المستويات الادارية من اجل تطبيق امثل للتشريع واكتشاف الثغرات من خلال التطبيق ليصار إلى تعديلها مع التركيز على فن اعداد وصياغة النصوص التشريعية الادارية وغيرها
تبعية ادارة الموارد البشريةاو وحدة الاصلاح الاداري
- نقترح هنا إن تتبع اداريا هذه الادارة إلى الوزير أو إلى المدير العام في المؤسسة أو الشركة أو الادارة الفرعية أي الجهة التي احدثتها بينما تتبع فنيا واحترافيا إلى وزارة التنمية الادارية أو الهيئة المركزية أو وزارة الوظيفة العامة كما تسمى في فرنسا وهنا نعود ونؤكد على الاقتراح السابق لنا بضرورة احداث فورا وبشكل عاجل وزارة أو هيئة أو ادارة مركزية لهذا الغرض مع التشديد هنا على دور هذه الادارة وان تسند حصرا لخريج متخصص بالادارة العامة أو ادارة الاعمال واصبح لدينا في سورية تخصص نوعي عالي في هذه التخصصات حيث يمنح المعهد الوطني للادارة العامة شهادة عليا في الادارة العامة وكذلك يمنح المعهد العالي لادارة الاعمال (( هيبا ) شهادات تخصصية في الادارة اهمها :
- شهادة تحضيرية في علم الادارة
- اجازة في علوم الادارة مدتها خمس سنوات
- ماجستير في علوم الادارة
- دكتوراة في علوم الادارة
- ماجستير في ادارة الاعمال للمدراء التنفيذيين
- ماجستير في ادارة الاعمال للمتفرغين من حملة الشهادة الجامعية بكافة فروعها ويعطى هذا البرنامج باللغة الانكليزية
مهام ونشاطات ادارة الموارد البشرية
تتولى ادارة الموارد في الوزارة أو المؤسسة أو الشركة عدة مهام اهمها :
- ترجمة البيان الوزاري للحكومة الموجه لعملية التنمية الادارية في سورية ترجمة عملية وتنفيذية دقيقة في عدة مجالات أو على عدة اصعدة ومحاور وهي :
- 1-تطوير وتنمية الموارد البشرية
- 2- الاصلاح التشريعي والقانوني في اعمال المؤسسات والادارات
- 3- تبسيط نظم واجراءات العمل عبر مراجعتها كل سنتين مرة
- 4- نشر المعرفة الادارية ورفع مستوى الاهتمام بها من خلا الدراسات والبحوث والمكافات المجزية
وهنا اضع تفصيلا لعمل هذه الادارة داخل كل محور من هذه المحاور الرئيسية مع التطرق قليلا إلى كيفية المساهمة في هذا المحور أو ذاك وعموما يمكن للمختصين والمعنيين عند وضع الخطط والبرامج تفصيل هذه الامور بشكل دقيق جدا
• محور تطوير وتنمية الموارد البشرية :
- المساهمة في وضع انظمة اختيار وانتقاء وتدريب وتأهيل وتطوير وتقييم وتدقيق نتائج اعمال القيادات الادارية في الوزارة أو المؤسسة أو الادارة وذلك بالتعاون مع الوزارة أو الهيئة المركزية المعنية بشؤون التنمية الادارية أو الوظيفة العامة
- تنمية اطر الموارد البشرية الوسطى والتنفيذية عبر تنظيم مراكز عملها واعادة تدويها وتوزيعها على مراكز العمل وكذلك توصيف وظائفها وكفاءاتها من اجل تحديد الحاجة إلى تدريبها ونوعية هذا التدريب ومن ثم تحفيزها وتقييمها والنظر الدائم في ظروف عملها
- التعريف بمؤسسات ومعاهد الادارة في سورية وكيفية عملها والانتساب اليها والاستفادة منها والتعاون معها وتشجيعها وتسهيل مهماتها لانه عانينا الكثير في هذا المجال عند احداث المعهد والحصول على الموافقات أو التعويضات والحرمان منها أو اقناع الاخرين بانها حق لنا وكان البعض من المديرين الفرعيين لا يردون ولا يحترمون قرار رئيس الحكومة وكل يفسر على كيفه وكل يغني على ليلاه وكأننا في اقطار ودول مختلفة
- تطوير نظم وتعليمات واجراءات العمل عبر التركيز على النافذة الواحدة وتطوير الهياكل والبنى التنظيمية وتفعيل العلاقات الوظيفية وتوصيف الوظائف والمهام والاعمال بدقة وبعبارات علمية محددة ولا سيما موضوع الشهادة المؤهلة لشغل موقع أو منصب وان لا نكتب شهادة جامعية لانه توجد اكثر من مئة شهادة جامعيية أي يجب التحديد الدقيق لان القائد الحقيقي والناجح يدقق وكذلك لا بد من مراجعة اليات واجراءات العمل كل سنتين مرة وتبسيطها إلى حدود رضى الناس والمواطن والمراجعين عنها وفهمهم لها كما لا بد من استخدام الطرق الحديثة في الممارسة والتواصل واستخدام نظم المعلومات وتقاناتها حيث ليس من المعقول إن يعود مواطن من دمشق إلى طرطوس اليوم من اجل وثيقة سجل مدني أو غيره
- اعداد نظم عملية لادارة وقياس الاداء ومشاركة المواطنين وممثليهم في تدقيق نتائج العمل وخاصة اننا الان في بداية تنفيذ خطة طموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية واذا لم نتعلم القياس والمحاسبة على اساس القياس فاننا لم نحقق شيء كما كان يحصل سابقا حيث كنا نخطط وتبقى الخطط حبرا على ورق حيث لا تساوي بعض الخطط الحبر الذي كتبت به
محور التقانة واستخدامها وتطبيقاتها
0 تبسيط النظم والاجراءات
لقد خسرنا الكثير سابقا في هذا المجال دون إن نستفيد شيء من كل ما انفق على الحواسيب وشرائها واقتنائها ولست هنا بصدد تقييم ما تم سابقا لكن اقترح هنا العمل وفق التالي :
- المساهمة في عملية اتمتة جميع الاعمال الادارية وربطها بنظام القرارات في الوزارة أو المؤسسة وكذلك تخصيص خدمات معلومات للمواطنين لتسهيل استفساراتهم وانجاز معاملاتهم بسرعة وسهولة ويسر وذلك عبر بناء نظم معلومات ادارية ومراكز توثيق تعتمد التقانات الحديثة في الحفظ والاسترجاع والطباعة والعودة إلى اية وثيقة بحيث تكون كل الامور شفافة واضحة وتخدم التنمية الادارية ومشروع اصلاح الدولة
- الاكثار من شبكات المعلومات واستثمارها بشكل جيد وتدريب العاملين عليها وخلق الوعي التقني عند جميع العاملين والتركيز على مهارات الرخصة الدولية لقيادة الحاسب عند تعيين الموظفين أو ترقيتهم أو ترفيعهم دوريا مع خسارة الوظيفة لمن لا يعمل على تطوير ذاته
محور نشر المعرفة الادارية
ليس من المعقول إن لا تحتوي كل المناهج السورية على مقرر واحد عن الادارة وعموما كما قلنا سابقا سنركز هنا على محور العمل والاقتراحات وماذا تفعل ادارة الموارد البشرية في هذا المحور والعنوان وسنترك تقييم الواقع لمواد اخرى وبتقديري هذا المحور من اهم المحاور التي يجب العمل بها بعلمية وبحيث نجد في سورية طلب على المعلومات الادارية والاقتصادية وغيرها وخاصة انه تم تاسيس جمعية للاستشارات الادارية والاقتصادية وغيرها ويمكن العمل هنا عبر التالي
- المساهمة أو اعداد بحوث ودراسات تخصصية وتسهيل اعمال الدراسين
التعاون مع الجهات البحثية العلمية وغير العلمية ولا سيما مراكز الاستطلاع وقياس الراي وكل ذلك من اجل ابحاث لصالح الوزارة أو المؤسسة أو الشركة
- تقديم جوائز مجزية للبحوث العلمية الميدانية المتعلقة بنشاط الوزارة أو المؤسسة في المجال الاداري واعتماد دائما المعطيات ونتائج الدراسة اساسا للقرار الاداري السليم
- انشاء مكتبة ادارية في كل وزارة أو مؤسسة تجمع جميع الاعمال الادارية والوثائق والنشاطات وطلاع العاملين والباحثين عليها وفهرستها واتمتتها
- نشر الاعمال العلمية وغير العلمية المتعلقة بالوزارة عبر الدوريات والنشرات
محور تطوير التشريعات واصلاحها
هناك الكثير من التشريعات المتناقضة والمبهمة والقديمة وكل ذلك يحتاج إلى عمل ومراجعة وهنا تعمل ادارة الموارد البشرية في هذا المحور عبر ما يلي :
- المساهمة واقتراح تعديل تشريعات العمل والعاملين لتواكب افاق وطموحات المرحلة وطموحات العاملين وطموحات كل الشعب السوري
- تفويض الصلاحيات للوصول التام إلى اللامركزية الادارية وخلق ادارات عامة محلية
- تبسيط وتوحيد اليات التعامل مع المواطنين
- تعميم وتبسيط اللوائح والقوانين والقرارات الادارية والمالية
- وضع مضمون انظمة العمل في لوحات الاعلان في الوزارة والمؤسسة والتركيز على امكنة الاعلان والتعميم بشكل حضاري بحيث لا يصل اليها العبث والتخريب
- مساهمة الموظف الميداني المختص عند اعداد مشاريع القوانين أو المراسيم
الحاجة ماسة لالغاء الواقع القائم
من وجهة نظرنا إن الحاجة ماسة جدا لالغاء الواقع القائم واعادة بنائه وفق التصور المقترح لان الواقع الحالي غير سليم ولا يوجد اعداد علمي وعملي وهناك نقص في اعداد القيادات والكل يعمل على مبدا سيري فعين الله ترعاك ولا يوجد استخدام للتقانات الحديثة ولا يوجد تقييم وتحفيز وينعدم التدريب المستمر حيث كان لنا تجربة تدريبية في المعهد الوطني للادارة العامة ومن خلال الحوار بيني وبين زملائي المتدربين في باقي الجهات العامة والوزارات بدا هذا الواقع وكان هذا الاقتراح لتطوير وتعديله وخاصة إن المعهد الوطني للادارة العامة بدأ يعد ويخرج كوادر ممكن الاستفادة منها في هذا المجال وفيما يلي اعرض نموذج لادارة الموارد البشرية ونموذج المعهد الوطني للادارة العامة
• ادارة الموارد البشرية * وزارة أو هيئة التنمية أو الوظيفة العامة- فريق وطني للتنمية الادارية أو للوظيفة العامة-bbbb- فريق فرعي في كل وزارة عادية أو مؤسسة عامة -bbbb- فرق فرعية تنسق بين ادارة الموارد البشرية والفريق الوطني للوظيفة العامة
المعهد الوطني للادارة هو الاداة
• المعهد الوطني للادارة العامة وهو وسيلة اعداد القيادات الادارية :
- توجد فيه مديرية تدريب توزع الدارسين على وزارات الدولة ومؤسساتها حيث يوجد مرحلتي تدريب مدة كل منها اربعة اشهر يعد بعدها الدارس تقرير عن الجهة التي تدرب فيها يتضمن نقاط قوة وضعف المنظمة واقتراحات تطوير عملها
- توجد مديرية دراسات تضع برامج الدراسة وهي ثلاثة مراحل وهي مرحلة التاطير ومرحلة الدروس التخصصية وفيها يدرس الدارس مواد في الاقتصاد والادارة والقانون ونظم المعلومات الادارية وادارة الموارد البشرية والادارة العامة واللغة الفرنسية والانكليزية والمعلوماتية لا سيما الرخصة الدولية لقيادة الحاسب وبرنامج ميكروسوفت بروجكت ورزمة العلوم الاحصائية الاجتماعية
- كما توجد مرحلة الحالات العملية ومرحلة البحث التطبيقي والهدف منها اسقاط المعارف النظرية الاكاديمية على واقع الادارة والوظيفة العامة في سورية وانا اقترحت هذه المادة لاؤكد الدور الاساسي للتدريب والتاهيل في تنمية الموارد البشرية وانا هنا اقترح في نهاية هذه الورقة امكانية احداث هذه الادارة وان تسند ادارتها إلى حامل الشهادة العليا في الادارة العامة من اجل توحيد اساليب العمل فيها بحيث يؤدي إلى نتائج ايجابية على صعيد سياسة بناء وتطوير الموارد البشرية السورية الامر الذي يحقق بفعالية اهداف المعهد الوطني لجهة تحديث وتطوير الادارة العامة السورية.
المراجع
ahewar.org
التصانيف
إقتصاد إدارة الأعمال