ابن منظور، جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي، اللغوي الأديب المعروف صاحب المعجم الكبير لسان العرب، وصاحب مختصرات كتب الأدب الكبرى كالأغاني. ولد في مصر  عام 630هـ، وقيل في طرابلس الغرب. خدم في ديوان الإنشاء وتتلمذ على ابن المقير، ومرتضى بن حاتم، وعبدالرحمن بن الطفيل وغيرهم. ثم ولي قضاء طرابلس الغرب، وعاد إلى مصر حيث عاش بقية حياته، وتوفي بها وقد ترك بخطه نحو خمسمائة مجلد، وقد كُفَّ بصره في آخر عمره.

وصفه ابن حجر بقوله: كان مُغرمًا باختصار كتب الأدب المطولة، وقال الصفدي: لا أعرف في كتب الأدب شيئًا إلا وقد اختصره. كان صبورًا متواضعًا معتدلاً في تدينه، لطيفًا في معشره، مكرمًا لذوي العلم والتقوى وأصحاب الحكمة. ترك نثرًا فنيًا جميلاً، يهيمن عليه البديع كسائر منثورات زمانه، إلا أن نثره يمتاز بالرقة وخفة الظل، لكن البديع يختفي تمامًا إذا شرع في شرح الألفاظ، وتعليل المعاني، خاصة ما اشتملت عليه مادة كتابه لسان العرب أو كتابه الآخر أخبار أبي نواس، ويعود الفضل في طواعية نثره وجماله لوظيفتي الإنشاء والقضاء اللتين شغلهما معظم حياته، فكلا الوظيفتين تتطلب عمقًا في الثقافة، ومراسًا في الكتابة.

أما شعره فعلى قلة ما ورد منه يدل على قريحة جيدة، ولغة عذبة رقيقة.

اشتهر ابن منظور بمصنفه الكبير لسان العرب، وهو معجم جامع لخمسة معاجم هي: تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سِيْده، والصحاح للجوهري، وحاشية الصحاح لابن بري، والنهاية لابن الأثير. وله كتاب في أخبار أبي نواس، ويعتبر من أوفى المراجع لسيرة أبي نواس ونوادره وشعره ومجونه. أما مختصراته فأهمها: مختصر كتاب الأغاني الذي سماه مختار الأغاني في الأخبار والتهاني، ومختصر كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسَّام الأندلسي وسماه لطائف الذخيرة، ومختصر كتاب فصل الخطاب لأحمد بن يوسف التيفاشي، وقد سماه سرور النفس بمدارك الحواس الخمس، بالإضافة إلى مختصرات لكتب: زهر الآداب وثمر الألباب للحصري القيرواني، وكتاب يتيمة الدهر لأبي منصور الثعالبي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وغيرها. توفي عام 711هـ

 


المراجع

mawsoati.com

التصانيف

تصنيف :أعلام