إذا ساءت العلاقة بينك وبين طرفك الآخر, ووصلت إلى مرحلة من الجفاء فهل يجوز لك المدح الكاذب لتليين النفوس وترطيب جفافها؟
وهل مدح الزوج زوجته أو العكس بما ليس فيه من الصفات يمكن اعتباره من أبواب الكذب المباح؟ وكيف يمكن تفسير حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي روته أم كلثوم عن الترخيص في الكذب الذي منه حديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها؟
إن شأن المسلم في أحواله كلها أن يلتزم الصدق في أقواله وأفعاله ولقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب في قوله: وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. متفق عليه.
ووصف صلى الله عليه وسلم المنافق بأنه¬ (إذا حدث كذب) متفق عليه وكفى بذلك تنفيرا من الكذب وتحذيرا منه. ولا يخرج المدح عن هذا الأصل, فلا يجوز أن يمدح الإنسان غيره كاذباً فلقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدح فقال أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل متفق عليه والإطراء هو المبالغة في المدح، فإذا كانت المبالغة في المدح منهيا عنها فمن باب أولى الكذب فيه.
أما فيما يتعلق بمدح الزوجين بعضهما فيجب التزام الصدق فيه ولا يجوز الكذب فيما يمدح أحدهما صاحبه به، وما جاء من الترخيص بالكذب فيه لا يشمل المدح. وهو ما جاء عن أم كلثوم- رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيراً متفق عليه وينمي أي يبلغ. وفي رواية مسلم قالت: أم كلثوم ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها تعني ما يخبر أحدهما الآخر كذبا لتجنب سوء خلقه عندما يكون الضرر من الصدق أكبر من الضرر من الكذب.
وهذا لا يكون إلا فيما يخفي على أحد الزوجين، أما المدح فيكون في الصفات التي يعلمها الزوج أو تعلمها الزوجة من نفسها فلا مكان للإخبار عنها كذبا. مما يجعل الكذب فيه خاليا من المصلحة لعلم الممدوح بأنه لا يحمل هذه الصفة التي مدح فيها.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمدح زوجاته ولا يقول إلا حقا وصدقا من ذلك مدحه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بقوله:
عمران وخير نسائها خديجة بن خويلد وأشار الراوي إلى السماء والأرض، وقال في مدح زينب أم المؤمنين رضي الله عنها أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت عائشة- رضي الله عنها- فلن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت: فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق.
المراجع
www.annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=13065موسوعة " النجاح "
التصانيف
فتاوى عقيدة عقيدة إسلامية