بيسان
مدينة عربية من أقدم واعرق المدن في فلسطين وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في 12/5/1948 (رَ: بيسان، معركة – 1948).
أ- الموقع
شارك الموقع الجغرافي لبيسان مساهمة كبيرة في نشأتها الأولى لأنها نشأت فوق قواعد الحافة الغربية للغور ، وفي سهل بيسان الذي يعد حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل مرج ابن عامر غرباً. وتشرف المدينة على ممر ووادي جالود إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج ابن عامر. وتشرف أيضاً على الأجزاء الشمالية من وادي الأردن. ولا غرابة إذا ارتبطت بيسان بشبكة هامة من طرق المواصلات. وقد جذب موقعها الأنظار فكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر. وكانت معبراً للغزوات الحربية بينهما أيضاً. وكثيراً ما تعرضت لهجمات البدو المستمرة من الشرق. وكانت تتصدى لهذه الهجمات من خلال موقعها كحارس على خط الدفاع الأول عن المناطق الزراعية الخصيبة في سهل ابن عامر والسهل الساحلي لفلسطين. واستطاعت بيسان بمرور الزمن أن تغري كثيراً من التجار والغزاة بالاستقرار فيها.
وإذا كانت الطرق قد ساهمت في تكون بيسان الأولى فإن المدينة أصبحت فيما بعد عاملاً رئيساً في جذب الطريق إليها. وغدت متصلة بالأقاليم المجاورة بشبكة حيوية من الطرق الهامة. فالطريق المعبدة التي تسير بمحاذاة الغور الغربية تربط بيسان بطبرية على بعد 38 كم في الشمال. وتصلها بالقدس في الجنوب طريق أخرى تمر بأريحا طولها 127. وتخرج من بيسان طريق معبدة ثالثة تسير في سهل مرج ابن عامر إلى العفولة على بعد 27 كم وتمتد حتى حيفا على بعد 71كم. وتتفرع منها طريقان إحداهما تسير نحو الشمال إلى الناصرة (41كم)، والثانية تتجه نحو الجنوب إلى جنين (23كم)، وإلى نابلس (76كم). وتتصل بيسان بالأردن وسورية بطرق معبدة تتجه شرقاً لتقطع نهر الأردن عند جسر الشيخ حسين (7.5كم) وجسر دامية في الجنوب (51كم ) وجسر المجامع شمالاً (17كم). وتقع بيسان عند الكيلومتر 59 من خط سكة حديد حيفا – درعا، وبهذا الخط الحديدي تتصل بيسان بسمخ على الشاطىء الجنوبي الشرقي لبحيرة طبرية (27كم) ومن ثم تتصل بدرعا ودمشق.
جرى تحول على التوجه الجغرافي لحركة المواصلات بين بيسان والمناطق المجاورة إثر حرب 1948 ، إذ لم يعد موقع بيسان الجغرافي موقعاً مركزياً متوسطاً كما كان في السابق، بل أصبح موقعاً هامشياً تقريباً بعد استيلاء اليهود عليها وتعيين خطوط الهدنة عام 1949(رَ: الهدنة الدائمة بين الأردن وإسرائيل، اتفاقية).
ب – الموضع
يجمع الموضع الحالي لبيسان بين مواضع قديمة وأخرى حديثة. أما المواضع القديمة فتتثمل في الخرائب القديمة التي تشتمل عليها بعض التلال المحيطة ببيسان. ففي الجهة الشمالية من بيسان يوجد تل الحصن (-175م)، وتل المصطبة (-150م). وفي الجهة الشمالية الغربية يحيط بالمدينة تل الجسر (-120م)، وتل بصول (-110م). وتل الزهرة (-95م). وتشتمل هذه الخرائب على بقايا الأبنية السكنية والمقابر وأماكن العامة والمسارح والميادين والأسوار.
أما الموضع الحديث للمدينة فإنه يقوم أيضاً على هضبة صغيرة (-150م) تمتد في الغور جنوبي نهر جالود .وتجدر الإشارة إلى أن الموضعين القديم والحديث لبيسان يقومان على تلال من الأرض ترتفع عما حولها من الأراضي المنبسطة داخل غور بيسان. ويعود السبب في ذلك إلى الرغبة في تحاشي أخطار فيضان نهر جالود والابتعاد عن المستنقعات من جهة، وإلى استغلال الأراضي المنبسطة في الزراعة من جهة أخرى. ولعل انتقال الموضع من الشمال إلى الجنوب استهدف في الأصل درء أخطار الفيضانات والأوبئة عن المدينة، والاستفادة من الأراضي الغورية المجاورة لنهر جالود وقنواته في الزراعة.
نشأت بيسان فوق موضعها الحديث نسبياً في أوائل القرن التاسع عشر. واقتصرت أماكن مبانيها في بداية الأمر على سطح هضبة بيسان التي تمثل أحد المدرجات البحرية الأردنية القديمة. ثم امتد موضع بيسان نتيجة تطور نموها العمراني بعدئذ فضم أجزاء من أقدام الحافة الغربية للغور وأجزاء من أراضي الغور المنبسطة. وتنحدر أرض بيسان بصفة عامة من الغرب إلى الشرق، ويجري نهر جالود أحد روافد نهر الأردن شمالي بيسان، ويمر بين تلي الحصن والمصطبة، كما أنه يغذي بعض برك الأسماك بالمياه يفرغ له يمر من جنوب بيسان. وتكثر العيون المائية (رَ: عيون الماء) حول المدينة، وهي تساهم مع مياه نهر جالود وفروعه في ري الأراضي الزراعية المجاورة.
المراجع
palestinapedia.net
التصانيف
مدن الجغرافيا فلسطين العلوم الاجتماعية