يا أصدقاء الشمس ، يا صانعي

براعم التاريخ .. منذ أثَّغَرْ

عُذراً ، إذا غنيتُ في موطنٍ

كلّ ارتعاشٍ فيه لحن عطرْ

تفتّح الفكرُ على دربكم

فالأرض غرقى بشهيِّ الثمرْ

والفن ، هل يَقرعُ محرابه

شعري ، وحولي مُعجزات السور ؟

فرائدُ الإبداع .. ما يشتهي

القلبُ ، وتستحلي الرؤى والفكَرْ

حلَّيتمُ الدهر .. فكم روعةٍ

على خطى الدهر ، وكم من أثر

يا صين ، يا أعرقَ أنشودةٍ

باح بها ثغرٌ ، وغنى وتَرْ

تحيةً ظمأى .. ولن نرتوي

وفي الثرى عن أي قيدٍ خبَر

قد كنتِ أحلامي ، وفجر الصبا

يَغْذُو خيالي بأحبّ الصور

بالروح أبناؤكِ ، هل صُغتهم

جميعهم من نَفحات الزّهرْ

يكاد يندى اللفظ في ثغرهم

أهوى على الثغر نسيمَ السحَرْ

الناعماتُ الدّل .. جاراتنا

تقدس الدل ، وعاش الخفر

وأصدقاءُ الشمس جيراننا

والمبدعو عالمنا المنتظرْ

يا مَطلِع النور ، هوى شاعرٍ

يحلو الهوى في أرضه والسمرْ

سأغمس الأوتارَ في عبقرٍ

قد يبلغُ الظمآنُ بعض الوطرْ

جئناكِ نستلهم حُمر الخطى

والدربُ مزروعٌ بدامي العِبَرْ

تباركَ النّبْعُ ، ولو شابَهُ

في غفلة التاريخ بعضُ الكدرْ

فجّرْتِهِ الآن ، ولن ينثني

أو ترتوي أنت ، وتُروي البشر

الثورة الكبرى ، وفي أضلعي

يا أختُ منها عربيّ الشررْ

يُضيئها عبر الدجى شاعر

من لي بخيطٍ من ضياء القمر

ألثورة العطشى ، خذي مهجتي

واسقي بها البركان أنّى هدَرْ

لن تحملي وحدكِ أعباءها

تأبى المروءاتُ وتأبى الذِكَرْ

تعرفكِ الصحراءُ يا أختها

والشعر ، والحب ، وأشيا أخر

كنا ، وما زلنا ، جناحَيْ ضحىً

حُجُولنا ملءَ الدنى والغرَرْ

على الرمال السمرِ إعصارُنا

يزلزل الطغيانَ أنّى زَأرْ

لنا غدٌ ، نَصنعُهُ مثلما

تهوى السواقي ، والندى ، والزهر

غدٌ كدفق الفجرِ لا يلتقي

فيه سوى الأحرار رَغْم القدر

في كل أرض هيأتْ أمةٌ

له ، كما هيأتِ ، عُرْس الظَفرْ

 

عنوان القصيدة:  تحية إلى أصدقاء الشمس

بقلم سليمان العيسي


المراجع

diwandb.com

التصانيف

شعراء   الآداب