تمثل المزارع المائية مصدراً هاماً من مصادر الغذاء ذو القيمة الغذائية العالية للاستهلاك الآدمي ويولي القائمون علي إنشاء وإدارة هذه المزارع المائية الاهتمام الأكبر للاحتياجات الغذائية للكائن الذي يقومون علي تربيته سواء أكانت أسماك أو قشريات أو طحالب نباتية. ويأتي الإهتمام بالبيئة المائية في هذه المزارع في درجة أقل من حيث الكميات الفعلية المطلوبة. وقد تزايدت في الآونة الأخيرة التحذيرات عن محدودية الموارد المائية وضرورة ترشيد استغلالها دون إسراف وكيفية التعامل معها في أثناء مرحلة التربية وبعد انتهاء الفترة الإنتاجية وتسويق الناتج الغذائي.إن توافر المياه ذات الجودة المرتفعة تعتبر هي الأساس في إنشاء أي مزرعة مائية مع توافر الأرض التي تصلح للاحتفاظ بالمياه سواء أكان الكائن المستزرع من القشريات أو من الأسماك أو خلافه، وأن تكون هذه المياه غير مرتفعة الثمن.لذا يتضح لنا أن التخطيط لأي نوع من أنواع الاستزراع المائي يحتاج إلي أمرين أساسين، أولها: قياس الاحتياجات المائية بدقة.وثانيها: التعرف علي كيفية إدارة هذه المياه بصورة جيدة. إذا كان الإمداد بالمياه غير كافي فأن الإمكانيات لا تحقق أهداف الإنتاج المطلوبة ولذلك فإن الإمداد المناسب بالمياه من ناحية الحجم والنوعية ضروري بشدة للإنتاج التجاري المكثف.وتأتي الاحتياجات من المياه من 3 مصادر أساسية:- المياه السطحية Surface Water .- المياه الجوفية Ground Water.- مصادر تضخ فيها المياه Pumping.فالمياه السطحية المتحصل عليها من مصدر مياه متدفق لملئ الأحواض، يجب أن تفلتر من خلال العديد من المناخل عند مأخذ المياه، وذلك لمنع الأسماك غير المرغوبة وبيض الأسماك والمفترسات من الدخول للأحواض.والمياه الجوفية Ground Water المضخة من الآبار غالباً ما تكون منخفضة في محتواها من الأكسجين وتحتوي علي غازات غير مناسبة مثل كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون لذا من المفيد استمرار تهوية هذه المياه قبل الدخول للأحواض.أما بالنسبة لضخ المياه Pumping فهو أخر قرار يمكن أن يتخذه القائم علي الاستزراع بإضافة تكاليف أخري لعملية التشغيل مثل ضخ المياه وتكاليف حفر وضخ المياه تختلف بدرجة كبيرة وتعتمد علي الكثير من العوامل مثل ثمن إيجار معدات الحفر وعمق المياه وسعر الوقود وهكذا.لكل هذه العوامل معاً توضح لنا أهمية حساب الاحتياجات بدقة والأكثر أهمية هو كيفية إدارة هذه المياه بصورة صحيحة. كيفية إدارة المياه Water management :تحتاج إدارة المياه الي:1-المحافظة علي كميتها وجودتها ومعرفة كيفية قياس جودتها.2- تسميد الأحواض.3-التحكم في الحشرات المائية.4-التحكم في النباتات المائية.5-معرفة نسب البخر للحفاظ علي مستوي الماء المطلوب.6-التسرب.بالإضافة إلي التعرف علي كيفية التخلص من المياه بعد انتهاء عملية الاستزراع والطرق المختلفة لذلك حتى تحقق المرجو من الاستزراع دون التأثير سلبياً علي البيئة المحيطة.1- قياسات الجودة Quality measurements :الفهم العلمي التطبيقي لمفهوم جودة المياه ضروري جداً للمستزرعين وذلك للسماح بتقييم الظروف البيئة وعمل إستراتيجيات مؤثرة وجيدة للاستزراع. وغالباً نجد أن المستزرعين لا يعلمون الكثير عن كيميائية المياه وهي معقدة جداً ولذلك نهدف إلي توضيح هذه المفاهيم بصورة مبسطة وعملية لإدارتها ومياه الأحواض تختبر للعديد من العوامل:1-الموت المفاجئ الذي يحدث بدون سبب واضح.2-الموت المفاجئ الذي يحدث مع وجود سبب لذلك.3-موت بنسبة منخفضة أو عدمه وشك في حدوث شئ ما.4- تقييم مناسبة حوض المياه أو مصدر المياه.5-فإذا كان السبب معروف فأن الاختيار يمكن تحديده بسهولة وتوجد طرق عديدة معروفة ومحددة لقياس جودة المياه في المزارع المائية منها: اختبارات المعايير Titrimetric الاختبارات اللونية Colorimetricالاختبارات القياسية Electronic metersتحليل الكائنات المائية Flesh analysis2- تسميد الأحواض Pond Fertilization:يتم التسميد في أحواض الزريعة والإصبعيات، حيث أن وجود العناصر المغذية تفيد في تكون سلسلة الغذاء الطبيعي (Phytoplankton) والتي بدورها تنمو وعلية الهائمات الحيوانية Zooplankton وهي الغذاء المفضل لمعظم الأسماك الصغيرة وغالباً ما تستخدم خليط من الأسمدة العضوية والغير عضوية. وتعتمد كمية السماد الطبيعي ( غالباً زرق الدواجن) علي جودة العناصر التي يحتويها فينمو الزوبلانكتون وتنمو الفيتوبلانكتون علي السماد الغير عضوي وبمجرد قدرة الأسماك علي تناول الغذاء الصناعي لا تحتاج إلي تسميد وهنا يجب مراعاة أن تكون إضافة الأسمدة بدقة حتى لا يؤثر علي خواص جودة المياه. 3- التحكم في الحشرات المائية ومقاومتها:Aquatic insect controlتفترس يرقات والأطوار البالغة للحشرات صغار الأسماك وخاصة البيض والزريعة، ونجد أن الحوض الممتلئ حديثاً يجذب العديد من أنواع الحشرات التي تضع بيضها وكنتيجة لذلك نجد الأحواض التي تجهز لصغار الأسماك تكون مصدر لنمو الحشرات المفترسة لها، ما يحول دون نمو الأسماك إلي الأحجام الكبيرة، لذا يمكن معالجة الماء بالكيماويات المتخصصة في ذلك والتي تحددها وزارة الزراعة مع مراعاة نوع الأسماك في الحوض، مع ملاحظة أن ذلك يؤثر بشدة علي نمو الهائمات الحيوانية، لذا يجب معالجة الأحواض قبل وضع الزريعة بحوالي 5-7 أيام. وإذا كانت الأحواض ستضع الأسماك فيها البيض تعامل الأحواض قبل فقس البيض ب 5-7 أيام ولا تكرر المعاملة قبل مرور 3 أسابيع علي الأقل ويضاف للأحواض غذاء تكميلي لتعويض النقص الحادث في الغذاء الطبيعي. ونجد أن الأسماك أكبر من 2.5 سم أكثر مقاومة للافتراس. بينما في أحواض التغذية تضاف مبيدات تمنع الحشرات عن طريق غلق المجاري التنفسية لها دون أن يكون لها أثر علي الأسماك. 4- مقاومة النباتات المائية: Aquatic Vegetative Control إن العمليات المختلفة التي تتم في الأحواض تمنع ظهور الحشائش والطحالب، ونجد أن الحشائش الصغيرة يفضل جمعها يدوياً مما يسمح للهائمات النباتية بالنمو، أما إذا كانت كثافتها مرتفعة فأنه يتم إضافة مبيدات الحشائش بحذر شديد. وفي الغالب ما تستخدم أسماك مبروك الحشائش بنسب معينة وبعدها يتم صيده حتى لا ينافس الأسماك علي الغذاء المقدم لها. 5- البخر والتعويض:Evaporation and Rainfall في بعض المناطق نجد أن معدل البخر أكبر من معدل دخول المياه للأحواض، لذا يزداد الاحتياج من الإمداد بالمياه للحفاظ علي عمق عمود المياه في الأحواض ثابت.6- التسرب :Seepage يجب مراعاة نوع التربة المستخدمة عند إنشاء المزارع المائية ويفضل تلك التي تحتوي علي الطمي Clay لتزداد القدرة علي الاحتفاظ بالمياه ويقلل معدل التسرب والفقد.كيفية حساب المعاملات Calculating treatments :غالبية نظم الاستزراع المائي تستخدم بعض أنواع المعاملات الكيماوية لمقاومة الأمراض والقضاء علي الحشائش والنباتات المائية الضارة أو لتحسين خواص جودة المياه. ونجد أن بعض المعاملات مثل التسميد أو إضافة الجير تعتمد علي المياه السطحية من عمود المياه ولكن معظم المعاملات تشمل الحجم الكلي للمياه، ولذلك لابد للمستزرعين من معرفة كيفية حساب معدل المعاملات والتعرف علي كمية الكيماويات والمواد المستخدمة وتطبيق ذلك وقبل تطبيق أي معاملة يجب فهم ومعرفة حالة المياه والأسماك والكيماويات وظروف المشكلة وطريقة المعاملة.التخلص من المياه بعد الاستزراع Disposing of water : نجد أن المياه الوفيرة والنظيفة هي شريان الحياة للاستزراع المائي ومن أهم نقاط كيفية إدارة المياه هو كيفية التعامل مع مياه الصرف الناتج عن الاستزراع حيث أنها تحمل الغذاء الغير مأكول وفضلات الأسماك والأنواع المستزرعة والأسمدة والكائنات الميتة والرواسب والطحالب والأسماك الهاربة ووجودها يسبب تلوث عالي للبيئة المائية والتربة ويجب التعرف علي كيفية التعامل معها بالطرق المختلفة وكيفية تصريفها من خلال القوانين والنظم والمنظمات وتوجد 6 طرق للتخلص من مياه الصرف الناتجة عن الاستزراع.1- الترسيب : Settling Ponds حيث تترسب الجوامد في القاع وتبقي المياه نقية مع إزالة الجوامد بصورة دورية.2- مياه للري :Irrigation waterحيث تستخدم لري المحاصيل الزراعية بشرط عدم تواجد كيماويات ضارة بها حيث تستخدم فضلات الأسماك كسماد عضوي مفيد للمحاصيل.3- أحواض مثقبة:Percolation Pondsهنا تكون الأحواض مثل أحواض الترسيب ولكن تحتوي قيعانها علي ثقوب تسرب المياه لأسفل وهذه الطريقة سيئة بالنسبة لمصدر المياه الجوفية حيث تلوثها.4- نظام الفلترة :Filtering systemيتم معالجة هذه المياه بطرق معينة ولكن هذه الطريقة تحتاج إلي معدات باهظة الثمن حيث تعاد المياه للبيئة مرة أخري.5- مزارع مائية :Hydroponics المياه المتخلفة عن المزارع المائية تقدم مياه بها عناصر مغذية لنمو النباتات حيث تنمو جذور المحاصيل في مياه بها عناصر مغذية لإنتاج نباتات ذات قيمة اقتصادية.6- إضافة الكيماويات:Chemical additives يمكن إضافة الكيماويات أو Biochemical's للمياه حتى تزيل التلوث ويجب أن تضاف بحرص وعناية وإلا كانت مصدر للتلوث وعلي المستزرع اختيار الطريقة التي تناسبه من هذه الطرق الستة. وعلي ذلك نخلص إلي أنه في ظل التحديات الراهنة التي تواجهنا ما بين الرغبة في الحصول علي أعلي عائد إنتاجي من المزارع المائية لسد الفجوة الغذائية المتنامية لدينا وما بين نقص الموارد المائية المتاحة والصالحة للاستزراع المائي مما يحتم علينا التعرف علي كيفية الحفاظ علي المياه وخواصها وجودتها والبقاء عليها والأهم من ذلك ويتزامن معه التعرض علي كيفية التسميد بطريقة سليمة وكيفية مقاومة الحشائش والنباتات والحشرات الغير مرغوب فيها، وكذلك التعرف علي المهارات الحسابية لكيفية المعاملات المختلفة ثم كيفية التعامل مع مياه الصرف الناتجة من العمليات المختلفة للاستزراع عن طريق استخدام الطرق المناسبة، لذلك حتى نحقق الهدف المنشود دون التأثير علي خواص البيئة والإضرار بها ويكون الاستزراع السمكي مفيد وصديق للبيئة أيضا حتى يتحقق الغرض المنشود.المصدر/د/ حنان أبو ستيت باحث بالمركز القومي للبحوث مجلة عالم أسماك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العدد 11
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية الاستزراع السمكي المزارع السمكية