عالم الموسيقى
الموسيقى هي فن الألحان والنغم وما يحيط بهما من نواحي العلم والمعرفة. وتتكون الموسيقى من عناصر أساسية هي:
الإيقاع وهو النبض الزمني المنتظم الذي يقاس به زمن الموسيقى. وهو عنصر طبيعي ليس فقط في الموسيقى والفنون الأخرى، بل في قوى الإنسان والعالم بأسره.
والإيقاع في الموسيقى هو التقسيم الزمني الذي يكتب رمزه عادة في بداية أول سطر من أي عمل موسيقي. ويكتب هذا الرمز في شكل كسر 2/4 ـ و3/4 أو 5/8. وفي هذا الكسر يمثل المقام الوحدة الزمنية الكبرى، وتساوي أربعة أزمنة، أي أربع خبطات قدم على الأرض وتقسيمات تلك الأزمنة أو مضاعفاتها. أما البسط فيمثل عدد الجزئيات الزمنية من هذه الوحدة الكبيرة التي تتكرر في إطار كل مازورة.
وكلمة “مازورة” أصلها فرنسي Mesure ومعناها المقاس. وتعني هذه الكلمة في الموسيقى التقسيمات الزمنية المتساوية التي تعترض السطر الموسيقي الذي يتكون من خمسة سطور أفقية. وتحتوي كل مازورة على وحدات متساوية من النبض الإيقاعي المتكرر.
هذا من حيث الإيقاع الذي يقاس به طول اللحن ويحدد سرعته. وهناك إيقاع آخر يحدث مترافقاً معه. فلكل لحن إيقاع ذاتي ينتج من اختلاف البعد الزمني بين الأصوات التي يتكوّن منها اللحن، فتكون هذه الأصوات طويلة أو قصيرة.
ويبرز هذا الإيقاع الذاتي في الألحان التي تغنى حيث تحدد مقاطع الكلمات ذلك الإيقاع وتربطه بها.
اللحن. يتكون اللحن من مجموعة من الأصوات المتتالية يخضع تنظيمها إلى رغبة المؤلف. وتختلف هذه الأصوات من حيث الدرجة والزمن في الصعود والهبوط أو القفز على درجات السلم.
وعلى الرغم من هذا الاختلاف، فهي ترتبط فيما بينها بنسبة بُعدها عن بعضها، أي بنسبة موقعها على درجات السلم، مثل: الدرجة الثانية، أو الثالثة، أو الخامسة… إلخ.
وهذه المسافة التي تفصل بين صوت وآخر هي التي تحدد صلة القرابة أو التآلف بين مختلف تلك الأصوات. وهذه الصلة هي أساس علم تعدد الأصوات أي “التركيبات الصوتية” أو الهارموني.
جرى العرف على أن تبدأ الألحان وتنتهي من درجة معينة تحدد مقام اللحن، وتبقى هذه الدرجة هي النغم السائد فيه.
التركيبات الصوتية “التآلفات” وهو علم أساسي من علوم الموسيقى نشأ من تحديد صلة القرابة أي التآلف أو التنافر بين درجات السلم عندما تُسمع معًا في آن واحد: اثنان أو ثلاث أو أربع أو أكثر منها. ولقد كان العرب القدامى أول من عرف تلك التركيبات الصوتية.
السكوت. للسكوت في الموسيقى علامات زمنية لكل منها قيمة زمنية محددة، وتستعمل لإحداث الفراغ المطلوب وجوده. ومهما طال أو قصر زمن تلك العلامات فهي عنصر ضروري للموسيقى قد تزيد في بلاغتها في التعبير أحيانًا.
العناصر الثانوية
لون الصوت. اللون في الصوت يختلف باختلاف الآلات التي يصدر منها، مع أن عدد ذبذبات هذا الصوت يظل ثابتًا.
مزج الألوان. فسواء أكان مصدر الصوت حنجرة بشرية أم آلة موسيقية، فإن مزج الألوان يخضع لأصول وعوامل. فالصوت الصادر من حنجرة رجل يختلف لونه وبالتالي شخصيته عن الصوت نفسه إذا صدر من صوت فتاة أو سيدة. وكذلك بالنسبة لأصوات الآلات الموسيقية المتنوعة، سواء كانت من المجموعة الوترية أو الخشبية أو النحاسية.
العناصر الغريبة
الكلمة. تصبح الكلمة في الغناء الفردي أو الجماعي عنصرًا من عناصر الموسيقى، ولو أنها في الواقع غريبة عنها، ذلك لأن الكلمة وخاصة الشعر يُخضع الموسيقى لمعانيه وأوزانه.
الحركة. في الرقص الشعبي أو الباليه تصبح الحركة أيضًا عنصرًا مكملاً أو مُفسرًا للموسيقى المصاحبة له سواء كانت مؤلفة خصيصًا لسرد موضوع أو مسرحية يحل فيها الرقص والموسيقى محل الحوار، كما هو الحال في الباليه، أو كان الرقص تعبيرًا بالحركة عن مضمون موسيقى سابقة التأليف.
والكلمة والحركة عنصران غريبان عن الموسيقى، ولكنهما مرتبطان بها ارتباطًا يرجع إلى أقدم العصور.
والكلمة والحركة تجعلان الموسيقى تخضع لمضمونهما بجميع عناصرها الأساسية والثانوية، ولكنهما تضيفان إلى الموسيقى إمكانيات تعبير أقوى وأكثر فاعلية.
المراجع
ar.al-hakawati.net/2011/12/28/%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89/موسوعة الحكواتي
التصانيف
فنون