للدكتور/ جمال مختار علي تواجه مصر الكثير من التحديات والمشاكل نتيجة لمحدودية المياه المتاحة وسوء استخدامها بالإضافة إلي ان أساليب الري غير الاقتصادية وإهدار أكثر من المتاح فضلا عن عدم إستغلال المياه الجوفية بطريقة رشيدة. ولكن البحث العلمي لم يتوقف ودائما يفاجئنا العلماء بإيجاد حلول مبتكرة فقد توصل الدكتور جمال مختار علي إلي ايجاد حل متعدد المزايا الإقتصادية والإجتماعية والبيئية لإستصلاح الأراضي الصحراوية الجديدة بإستخدام المياه الجوفية المتاحة حيث حصل من خلالها علي درجة الدكتوراه «الفلسفة في الإقتصاد» من كلية التجارة جامعة عين شمس حيث كان موضوع الرسالة «نظم الإنتاج المتكاملة للإستزراع السمكي والزراعة ودورها في الإستغلال الإقتصادي الأمثل للمياه والأراضي» وقد نال إعجاب لجنة المناقشة وقال المشرف علي الرسالة الدكتور علي لطفي استاذ الإقتصاد ورئيس الوزراء الأسبق ان الموضوع في غاية الأهمية ومن موضوعات الساعة في ظل الفقر المائي ومشاكل المياه مع دول حوض النيل ويفيد المهتمين حيث يستخدم المتر المكعب من المياه أربع مراتأولا :- تربية اسماك البلطي. ثانيا:- التهوية بإستخدام مياه صرف الأحواض.ثالثا :- تربية أسماك القراميط.رابعاً:- زراعة المحاصيل والفاكهة ونظرا لأهمية الموضوع كان لجريدة الصياد السبق في الحوار مع الدكتور جمال مختار لمعرفة المزيد والقاء الضوء علي الإستخدام الأمثل للمياه والأراضي والفوائد الإقتصادية التي يحققها تعميم نظم الانتاج المتكاملة التي تقوم علي تكامل أنشطة الإنتاج السمكي والنباتي والحيواني علي مساحة الأرض الواحدة وبوحدة مياه واحدة. موضوع الرسالة في البداية يادكتور جمال مختار إشرح لنا موضوع الرسالة . بإيجاز فان موضوع الرسالة يتلخص في تقديم نظم الإنتاج المتكاملة للزراعة والاستزراع السمكي كحل مقترح للإستفادة من المياه المتاحة لإستصلاح واستغلال الأراضي الصحراوية علي أساس النتائج التي حققها القائمون علي التجربة المصرية حيث تم تصحيح دورة إستخدام المياه في النظام لتصبح الأسماك أول مستخدم للمياه وبالتالي يتم الحصول علي منتج سمكي عالي الجودة بدلاً من تربيتها علي مياه الصرف الملوثة ثم يتم الإستفادة بالمياه الغنية بمجموعة هامة من العناصر الغذائية الموجودة في فضلات تربية الأسماك (سماد عضوي) في زراعة الأراضي الصحراوية بالمحاصيل النباتية وأهمها الأعلاف الخضراء التي تربي عليها الماشية والأغنام للحصول علي منتجات زراعية وحيوانية عالية الجودة مع الحد من إستخدام الأسمدة الكيماوية في الزراعة وبذلك تستخدم المياه الجوفية المستخرجة عدة مرات وذلك نظراً لإرتفاع تكاليف إستخراجها ومراعاة لظروف المخزون الجوفي الذي يصعب تعويضه. هل هناك دول سبقتنا في تطبيق نظم الإنتاج المتكاملة؟ اذا كان المصريون القدماء سبقوا كثيراً من الحضارات إلا ان بعض الدول كان لها السبق في العصور الحديثة في تطبيق هذه النظم علي نطاق تجاري واسع إحتل مكانة تعتمد عليها هذه الدول في تأمين غذاء شعوبها وتساهم في الناتج المحلي ومن هذه الدول الصين والهند وفيتنام وتايلاند واندونيسيا وبنجلاديش واليابان حيث تصدر قائمة الدول المنتجة لإمدادات أسماك الطعام من الإستزراع السمكي الذي هو النشاط الأساسي المسئول عن إنشاء دائرة التكامل مع الأنشطة الزراعية الاخري من إنتاج نباتي وحيواني وداجني وقد جاءت مصر في المرتبة الحادية عشرة بين الدول المنتجة لإمدادات أسماك الطعام من الإستزراع السمكي كما أنها الأولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتأتي من بين أول عشر دول من حيث معدلات نمو هذا النشاط عالميا في السنوات الأخيرة. لدينا تفتت في الأراضي الزراعية فهل يصلح معها نظم الانتاج المتكاملة؟ نعم نظم الإنتاج المتكاملة نظم مرنة يمكن تكييفها لتحويل الإستغلال الأحادي للأراضي القديمة في الوادي والدلتا إلي النظام المتكامل لرفع كفاءتها الإقتصادية والإنتاجية كما إنها قابلة للتنفيذ علي جميع المستويات الإستثمارية بدءاً من الخمسة أفدنة التي تسلم لشباب الخريجين إلي أعلي النطاقات التي يمكن أن تقوم بتنفيذها الشركات الإستثمارية العملاقة. كيف تحقق مصر أكبر قدر من الإستفادة من الموارد المائية المتاحة خاصة في إستصلاح الاراضي الجديدة ؟ لكي تضمن مصر تحقيق أقصي حد من الإستفادة من مواردها المائية التي تمثل العنصر الحاكم المحدد لحجم التوسع الأفقي في المرحلة المقبلة لابد من إنشاء مزارع تجريبية لكل منطقة من مناطق الإستصلاح للحصول علي أنسب التراكيب المحصولية وإختيار المشروعات علي أساس دراسات فنية وإدارية مسبقة للأراضي والمياه مع التركيز علي أتباع طرق ري حديثة وملائمة لتركيب محصولي يناسب طبيعة الأراضي والظروف المناخية علي أساس العائد من وحدة المياه مع ضرورة ضبط عمليات توزيع المياه بين المزارع بالإضافة إلي رعاية كبار مستثمري القطاع الخاص لمجموعة شباب الخريجين للمساندة التمويلية والتسويقية بالإضافة إلي الرعاية العلمية من خلال أساتذة الجامعات كل حسب تخصصه لتلافي السلبيات الحالية للمشروع القومي لشباب الخريجين. ما هي الفوائد الإقتصادية التي يحققها تعميم نظم الإنتاج المتكاملة؟ الفوائد الإقتصادية عديدة منها إنتاج لحوم الماشية والإنتاج السمكي والمحاصيل الأساسية وإنتاج الخضر والفاكهة فضلا عن زيادة عائدات النقد الأجنبي وهناك عوائد إجتماعية مثل توفير فرص العمل وتحسين مستوي المعيشة وزيادة عائدات الضرائب وإقامة المجتمعات العمرانية وأخيراً الفوائد البيئية وأهمها ترشيد المياه وإنعدام المخلفات ويكفي أن نعرف أن مكعب المياه الذي يستخدم في زراعة 100 فدان من الأراضي المستصلحة في النظم الأحادية شائعة الإستخدام يكفي لإستصلاح 130 فداناً في النظام المتكامل حيث أن الأخير يحسن خواص التربة. هناك تجرية قمتم بها في صحراء مصر للإنتاج المتكامل للإستزراع السمكي والزراعة، حدثني عنها؟ تمت التجرية بمنطقة مزارع الكرام وحصلت علي جائزة أفضل 150 مشروعاً لإستغلال الموارد المائية ضمن فعاليات المنتدي العالمي بكيوتو باليابان وتحقق المفاجأة العلمية وهي أن زراعة الأسماك في الصحراء ترشد إستهلاك المياه حيث يتم إستخراج المياه الجوفية وضخها في الأحواض الخرسانية المربي بها الأسماك وتصرف المياه بعد إستخدامها في إستزراع أسماك البلطي النيلي ليعاد إستخدامها مرة ثانية في إستزراع أسماك القراميط ويعاد إستخدام مياه تربية القراميط المحملة بالعناصر الغذائية المخصبة للتربة في ري البرسيم الحجازي والمحاصيل الزراعية الأخري ثم يستخدم البرسيم الحجازي كعلائق خضراء لتربية الأغنام والماشية ثم تستخدم وحدة بيوجاز لتحويل المخلفات الحيوانية إلي وقود منخفض التكلفة يتمثل في غاز الميثان بالإضافة إلي سماد عضوي معقم وأخيرا توفر الغلاية المبتكرة المياه الدافئة اللازمة للمفرخ. لماذا بدأت بتربية أسماك البلطي النيلي وأسماك القراميط؟ أسماك البلطي النيلي تتميز بوفرة الزريعة ووفرة العليقة ومكوناتها وسهولة التدريب علي التربية ومناسبة للظروف المناخية في مصر ومقاومة للأمراض ومناسبة لنوعية المياه المتوفرة وأيضاً زيادة الطلب عليه في السوق المحلي والخارجي ويتم تربية أسماك القراميط في المياه التي سبق إستخدامها في تربية أسماك البلطي حيث تكون مناسبة له حيث يتغذي علي المخلفات ولايحتاج إلي تقنيات عالية في التربية أو أجهزة مستوردة. بماذا تنصح شباب الخريجين في الأراضي الجديدة إذا قاموا بتطبيق نظام الإنتاج المتكامل؟ لابد من مراعاة الآتي علي الترتيب.1- المساحة المراد إقامة النظام عليها.2- تحديد نوع المزروعات المراد زراعتها علي مياه الأسماك.3- حساب المقننات المائية اللازمة للزراعة.4- إنشاء الآبار المنتجة لهذه المياه.5- حساب الطاقة والقوي المحركة لإستخراج المياه6- حساب حجم الأحواض اللازمة لإستيعاب المياه.7- حساب عدد الزريعة اللازمة للتربية.8- حساب العلائق للتربية وكذلك حجم قطيع الأغنام المناسبه للمساحة.9- حساب العمالة اللازمة للنظام المتكامل وكذلك الخدمات التي يجب توافرها للإقامة الدائمة.10- عمل دراسة جدوي صحيحة لاتقوم علي كثير من الفرضيات. في النهاية كلمة أخيرة يادكتور جمال مختار؟ التجربة المصرية لإنتاج الأسماك بالإستزراع السمكي بالصحراء جديرة بالتعميم من الهيئات المسئولة في صحاري مصر التي تبلغ 220 مليون فدان عن طريق منح الحوافز والتسهيلات للقطاع الخاص المصري حيث يمكن لمصر في حالة تعميمها أن تدخل ضمن الدول المصدرة للبلطي النيلي مما يعطي ميزة نسبية في حالة تصديره للأسواق المجاورة والأسواق الأوروبية.المصدر/ جريدة الصيادأعدته للنشر علي الموقع/ مني محمود
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية الاستزراع السمكي المزارع السمكية