I - بيانات عامة
 
تعتبر طريقة تربية الأسماك في الأقفاص من النظم القليلة التكاليف ذات كفاءة عالية في الإنتاج بالمقارنة للتربية في الأحواض التي تستهلك قدرا كبيرا من المياه المضخة من البحر والتي تحتاج إلى طاقة معتبرة تثقل على مصاريف تكلفة الإنتاج. ونظرا للمزاحمة مع قطاعات اقتصادية أخرى لاستغلال المواقع الساحلية المحمية من الرياح والأمواج، اتجه مصنعو هذا الأسلوب المستخدم من أغلب المزارع السمكية إلى استنباط تقنيات عصرية تمكن الأقفاص من تحمل هيجان البحر والعوامل الجوية البحرية الصعبة. إلا أن البعض منها ذي تكلفة عالية، تستوجب الدقة في التصرف. وهو ما جعل هذه الهياكل المنتصبة في أعماق البحر العائمة منها أو المغمورة، تعتبر من أنجع السبل بالمقارنة لتقنيات أخرى على غرار التربية في الأحواض. 
 
 
1 – مميزات طريقة التربية في الأقفاص
 
تمتاز أنظمة الإستزراع السمكي في الأقفاص بعدّة خصائص، نذكر منها : 
- عدم احتياج المزرعة لضخ المياه أو التسخين أو الترشيح التي تعتمد عليها التربية في الأحواض وتتطلب طاقة معتبرة لتشغيلها، 
- توفير بيئة طبيعية لنمو الأسماك،
- تواجد موارد مائية لا تنضب ولا تفنى بالمرة،
- إمكانية تكثيف الإنتاج والترفيع من معدل الإنتاج بالمقارنة مع المزارع السمكية الأخرى،
- سهولة نقل المزرعة من موقع إلى آخر، إن لزم الأمر،
- استقرار الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمياه ،
- انخفاض معدل الوفيات بالمقارنة لسبل التربية الأخرى وذلك لملائمة البيئة وتوفر ظروف حياتية تستجيب لمتطلبات قطيع الأسماك،
- ضخامة منسوبة المياه وحجم الأقفاص تساعد الأسماك على:
* مزيد الحركية والتنقل،
* مزيد الشاهية للأكل، 
* نمو أسرع،
 
 
- إمكانية وضع الأقفاص مجمعة حسب المساحة المتوفرة بالموقع. وهو ما يساعد على الزيادة في الإنتاجية بأقل استهلاكا للطاقة،
 
 
- بالنسبة للأقفاص المغمورة، يمكن تثبيت حاملة الأقفاص على مستوى عمق يسمح لها تجنب العوامل الجوية البحرية الصعبة (الأمواج، الرياح، المواد العالقة على سطح البحر...)،
 
 
- الحصول على منتوج على درجة عالية من الطزاجة وبنوعية لحم قريبة جدا من لحم الأسماك الوحشية 
 
 
2– العقبات التي تؤثر سلبا على نجاح أسلوب التربية في الأقفاص
 
إن الأقفاص مثل أي جهاز يعمل بالبحر، تكون عادة عرضة لعدة عقبات نذكر من بينها ما يلي:
- أهم عقبة هي بالطبع خطر التقلبات الجوية وهيجان البحر،
- ضرورة انتقاء موقع مؤهل لانتصاب الأقفاص يكون محميا ولو جزئيا وذلك اثر التثبت من المعطيات الجوية البحرية للمنطقة المستهدفة،
- توقف عمليات التغذية خلال هيجان البحر،
- صعوبة التصرف اليومي للمتابعة والكشف عن الأسماك،
- تواتر عمليات تغيير الشباك،
- صعوبة قيام عمليات وقائيّة من الأمراض، 
- تطلب مهارة مهنية للتعامل مع الأقفاص خاصة من قبل الغطاسة،
- تأثير سلبي على قاع البحر بالنسبة للمواقع التي يمر منها تيارات مائية ضعيفة. 
 
 
3 - خصائص وتصنيف أنماط الأقفاص المخصصة للإنتصاب بأعماق البحار
تصنف الأقفاص المعروضة في الأسواق من خلال مدى مقاومتها وصمودها أمام هيجان وعنف البحر وكذلك من خلال رسم وشكل أجهزة الرسو والتثبيت، التي يمكن لها أن تقاوم أعتى الأمواج بدون أن يسجل أي تأثير سلبي للعتاد ولقطيع الأسماك.
 
  ويتم تصميم مكونات الأقفاص بمواد تشتغل في أصعب الظروف الجوية البحرية المسجلة طوال مدة 50 سنة انقضت. ويوجد العديد من الأنظمة المستعملة من قبل مزارع منتصبة في أعالي البحار متكونة أساسا من هياكل معدنية صلبة خاصة بالمواقع التي تتصف بتواتر أمواج قصيرة كالمحيطات وبحر الشمال بينما تتماشى الأنظمة اللدنة في البحار المعروفة بتواتر أمواجها العريضة على غرار البحر الأبيض المتوسط.
 
 
ومن بين مختلف التقنيات المستعملة من قبل المزارع المنتصبة بمواقع شبه مفتوحة من البحر الأبيض المتوسط والمتواجدة خاصة بإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتونس والجزائر، تم اعتماد نمط الأقفاص العائمة المغمورة الذي يتصف بالعديد من الخصال يمتاز بها على غيره، من أهمها قابليته للغطس في أعماق كبيرة لتجنب اضطراب البحر وهيجانه، بحيث يتقلص آثار قوة التموج إلى 70% بالمقارنة للحالة التي هو عليها على سطح البحر. 
 
 
I I - بيانات فنية حول نمط تربية الأسماك في الأقفاص العائمة المغمورة
 
تمتاز الأقفاص العائمة المغمورة بقابليتها للانتصاب بمواقع مفتوحة بالبحر. وتتكون من هياكل طافة وأخرى مغمورة. وهي الآتية: 
 
 
1 - مكونات الأقفاص العائمة المغمورة
تمتاز الأقفاص العائمة المغمورة بخصوصيات الأقفاص العائمة التقليدية (سهولة المتابعة والرعاية والتغذية) مع توفير الأمان عند هيجان البحر بغطسها تماما على مستوى عمق يقيها من أي اضطراب قد يلحقها. وتصمم بنيتها طوعا من ركائز بلاستيكية بدون احتواء أي مواد معدنية لحمايتها من الصدى وتجنب التآكل. ويتكون هذا النوع من الأقفاص من الأجزاء التالية:
 
 
- إطار القفص الرئيسي: وهو مصنع من البلاستيك المقوى، يتم إنشاؤه من مواسير دائرية الشكل، مثبتة بواسطة ركائز متكونة من صفيحات متلاصقة التي تكون بدورها مسطحة تستعمل كممرات لتنقل العملة حول القفص.
 
 
- أنبوب دائري بشكل حلقة، محشو بقطع معدنية يستعمل كسبورة أو منطاد لتعديل توازن جسم القفص ومسك الشبكة بثبات عند مرور تيارات مائية قوية. وهو ما يسمى " sinker tube ".
 
 
- إطار شبكاني (Réticule) مثبت أفقيا على مستوى 6 أمتار تحت سطح البحر، يقوم بدور تأمين استقرار الأقفاص وشدّها في المكان المحدّد لها وكذلك منع الشباك من فساد شكلها وبالتالي اجتناب الضغط المسلط على قطيع الأسماك عند حدوث تغيير مقدار أحجام الكتل المائية المخصصة لرعايتها.
 
 
ويتم تثبيت الإطار الشبكاني بواسطة براميل بلاستيكية لشدّها على سطح البحر ومخاطيف كبيرة الحجم ومواريس غاطسة مركزة بقاع البحر توثق الإطار وتشده بصفة لا يمكن للتيارات القوية أن تؤثر عليها أو تحركها من مكانها.
 
 
ويقوم فريق تقني عادة ما يوفره مزود هذه الأنماط بدراسة خاصة لتحديد طريقة تثبيت هذه الأطر التي تعتبر العمود الفقري للمزرعة.
 
 
- جسم القفص: وهو كيس متكون من الشباك المصنعة من الغزل المقوى ذات فتحات العيون التي تتزايد سعتها مع نمو الأسماك المخزنة داخل الأقفاص. ويتم استخدام 4 أنماط من الشباك بداية من عيون سعتها 8 مم إلى 22 مم. أما المساحة السطحية، فهي مغطاة بشبكة ذات نفس سعة عيون الكيس ويمكن فتحها بسهولة عند رفع المحصول أو القيام بعمليات المراقبة وفرز الأسماك أو تغيير الكيس,
 
 
2 -. لوازم وتوابع المزرعة
 
- علامات بحرية : يتم تحديد موقع المزرعة على مستوى أركانه الأربعة بعلامات تستجيب لشروط مصلحة المنارات والعلامات. ويتم تجهيز العلامات بإشارات ضوئية تشتغل ليلا وذلك لتنبيه السفن المارة حذو المزرعة بالابتعاد عنها.
 
 
- نظام المراقبة بالرادار: لتأمين مراقبة دائمة للمزرعة، يحبذ تركيز نظام رادار قادر على إرسال إنذارات ذبذبية وصوتية، كلما اقترب مركب أو سفينة أو أي جسم غريب للموقع.
 
 
- ضاغط هواء منخفض القوة: لاستعماله عند غمر أو طفو القفص.
 
 
- قففص لنقل الزريعة: هو قفص طاف يستعمل عند تزويد المزرعة بالزريعة التي يتم نقلها بواسطته من الميناء إلى أقفاص التربية.
 
 
- آلة توزيع العلف : يتم وضعها على المركب لتوزيع العلف لقطيع الأسماك عن بعد.
 
 
- مقياس محمول متعدد الخصائص: وهو جهاز يتم استعماله لمعرفة مواصفات مختلف العناصر الكيميائية والفيزيائية والحيوية للمياه.
 
 
- آلة غسل الشباك: وهي آلة تستعمل لتنظيف شباك التربية من الحشف (العليقة والطحالب والأصداف) التي تسبب في تضييق سعة فتحات الشباك وتقليل سرعة تيار الماء.
 
 
-سفن لإدارة المزرعة: للقيام بمختلف الأعمال المتعلقة بتوفير احتياجات القطيع من توفير الأعلاف وفحص الشباك وتغييرها عند تكون الحشف بها وكذلك لجمع المحصول ونقله إلى البر، تعتمد المزرعة على مركبين إثنين :
 
 
* مركب 24’ HDPE : وهو مركب صغير الحجم لكنه سريع التنقل، يتم استعماله عادة لتوزيع العلف ولنقل الغطاسة للكشف عن الشباك ومراقبة قطيع الأسماك تحت البحر وكذلك للقيام بعمليات غطس وطفو الأقفاص.
 
 
* مركب قطمران (ثنائي الهيكل) مجهز برافعة يستعمل خاصة لتغيير الشباك ولجمع محاصيل الأسماك ونقلها إلى مركز التعليب بالميناء.
 
 
- لباس العمل : وهو لباس خاص بالفنيين والعملة بالمزرعة مطابق للمواصفات الصحية والأمنية المطلوبة في هذا المجال
 
 
- تجهيزات الغطس: يتعين توفير التجهيزات الضرورية للغطاسة من طواقم وآلة ضغط لتزويد القوارير وتوابع للقيام بعمليات الغطس في ظروف آمنة
 
 
- قاعدة برية لتوفير لوازم المزرعة : تحتاج المزرعة المنتصبة بعرض البحر إلى تركيز قاعدة برية كائنة بميناء أو مرفأ أو بالقرب من مكان ارساء وذلك لاحتواء مقر إدارة المزرعة ومخزن الأعلاف ومركز لمعالجة و تعليب الأسماك مجهز ببيوت تبريد ومصنع ثلج.
 
 
- وسائل النقل: يتعين توفير شاحنات نقل مجهزة بمبرد لنقل محاصيل الأسماك. وهو ما يمكن المشروع من توزيع المنتوج على مختلف الجهات داخل البلاد وحتى خارجها
 
اعدته للنشر / مني محمود
 

المراجع

اراضينا

التصانيف

الثروة السمكية  الاستزراع السمكي  المزارع السمكية